مهربون ابتزوا آلاف العائلات المهجرة ورموا بهم على أطراف البادية في السويداء
آلاف العائلات الوافدة التي وصلت إلى السويداء بين ليلة وضحاها خلال الأيام القليلة الماضية أثارت الكثير من التساؤلات من أهالي المحافظة والجهات المعنية فيها وفرضت حالة من الاستنفار لجميع المعنيين فيها إلا أنه بعد وصول المئات منهم إلى مركز المدينة والانتشار في الحدائق العامة قام مجلس المدينة بالتعاون مع الهلال الأحمر بنقلهم إلى مركز الإيواء في معسكر الطلائع ليتبين أن جميع تلك العائلات نزحت من بطش داعش في دير الزور وريف حلب الشمالي والرقة وتدمر بعد أن أغلقت داعش جميع الطرق والمنافذ أمامهم وقامت بحملات تجنيد للأطفال والشبان والرجال بعد تقدم الجيش في تلك المناطق فما كان أمام تلك العائلات سوى اللجوء إلى تجار الماشية لنقلهم عبر الطريق الحدودي أو ما سماه الوافدون الطريق الحربي فمنهم من قصد دمشق للعلاج ومنهم من قصدها بغاية السفر إلى الكويت والسعودية ولبنان ومنهم طلاب الجامعات من قصدوا طريق التهريب للوصول إلى دمشق والالتحاق بجامعتها ومنهم عائلات أرادوا الوصول إلى حمص وحماة ومدينة حلب للالتحاق بوظائفهم وجميع من التقيناهم في معسكر الإيواء أشاروا إلى أن السويداء منطقة عبور بالنسبة إليهم مؤكدين ضرورة مغادرتهم بأسرع وقت إلى مقصدهم.
إضافة إلى أن العائلات التي جرى تركها في بادية السويداء وحصرا في منطقة الشعاب ينتظرون من يساعدهم في إكمال طريقهم وجميع العائلات في مركز الإيواء برساس أكدوا ضرورة مساعدة باقي العائلات التي تم تركها من المهربين على أطراف البادية ونقلهم إلى مركز المدينة ثم تأمين الطريق الآمن لهم لبلوغ مقصدهم إلى المحافظات الأخرى بعد أن قام المهربون بابتزازهم وتجميعهم ثم نقلهم بشكل مجموعات وبمبالغ كبيرة تدفع مقابل كل فرد في أسرهم.
وفي مركز الإيواء التقينا عدداً كبيراً من الفارين من وجه ظلم تنظيم داعش الإرهابي وكل له قصته فعيسى طفل لا يتجاوز عمره الـ15 سنة تم تهريبه من عائلته في منبج يحكي قصة محاولة داعش إدخاله ضمن التنظيم ويؤكد رغبته مغادرة مركز الايواء ومحاولة لم شمله وأسرته أما العم أبو صالح فيتكلم عن معاناته مع التنظيم والممارسات غير الأخلاقية والقمعية التي يقوم بها التنظيم ضمن أراضي محافظة الرقة وكيفية التحكم بلقمة العيش والتجويع والأساليب الترهيبية للنساء والأطفال مؤكداً حسن الضيافة والمعاملة التي تلقاها في مركز الإيواء أما الوافد أبو محمد من ريف حلب الشمالي فيروي رحلة العذاب التي قضاها وأسرته مع المهربين حتى وصوله إلى مركز الإيواء مسمياً إياها رحلة الموت إضافة إلى أن لكل أسرة من تلك الأسر قصتها ومأساتها.
بدوره مدير مركز الإيواء في رساس هزاع الكيوف أكد أن جميع الأسر الواصلة إلى المركز جرى نصب خيام لها من فرع الهلال الأحمر إضافة إلى تقديم العلاج والاستشارة الطبية للجميع وتوزيع السلل الغذائية والطبية على الأسر كافة ثم تنظيم الأسماء جميعها وتقسيمها وتوزيعها ضمن بولمانات ليتسنى نقلها خارج المحافظة وكل عائلة حسب مقصدها على أن يتم مساعدة باقي العائلات المنتشرة في أطراف بادية السويداء ومحاولة تأمين نقلها إلى مركز الإيواء ثم تنظيم الرحلات لنقلها إلى مقصدها في دمشق وحماة وحلب وحمص مشيراً إلى تعاون جميع الجهات المعنية في المحافظة بدءا من المحافظة ومديرية الصحة وتنظيم الأسرة ومجلس مدينة السويداء ومديرية الشؤون الاجتماعية والبطريركية وصولا إلى الهلال الأحمر الذي قام بالدور الأكبر في عملية الإغاثة.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد