موسكو: المماطلة في عقد "جنيف 2" تصب في مصلحة "الجهاديين
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتجي الأسلحة في العالم للامتناع عن تزويد المجموعات غير الشرعية بالأسلحة مشددا على أن روسيا لا تبيع أسلحتها إلا للحكومات الشرعية.
وقال بوتين في كلمة خلال اجتماع لجنة التعاون العسكري التقني اليوم نقلها موقع روسيا اليوم.. إن "روسيا تقيم عاليا سمعتها كمشارك مسؤول في سوق المنتجات الحربية ونحن نفي بالتزاماتنا بشكل كامل ونحافظ على نظام عدم الانتشار والرقابة على التسلح".
وأضاف.. أن روسيا لا تعقد أي صفقات أسلحة، إلا مع السلطات الشرعية في الدول ومن أجل ضمان سيادة هذه الدول وقدرتها على الدفاع عن نفسها.
وأوضح الرئيس الروسي أن الأجهزة الروسية المختصة تدرس الوضع في أي منطقة من كافة الجهات قبل توريد أسلحة إليها.
وقال.. "نحن ننطلق من موقفنا المبدئي بأن توريد الأسلحة إلى مجموعات غير شرعية ينسف أسس الأمن في بلد ما أو منطقة ما وفي العالم برمته بشكل عام .. وأنا واثق أنه بإمكاننا تجنب العديد من النزاعات في مختلف مناطق العالم إذا تمسك جميع منتجي الأسلحة في العالم بنفس المقاربات".
وتعد روسيا من البلدان التي تشتهر بصناعة الأسلحة الحربية المتقدمة ويبدو هذا التقدم واضحا في معارض السلاح التي تشارك فيها كما أنها تلتزم بتوريد السلاح فقط الى الحكومات الشرعية عبر اتفاقات رسمية.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المماطلة في عقد المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" تصب في مصلحة "الجهاديين".
إلى ذلك أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن "المعارضة السورية" تعتمد كليا على الدعم الخارجي وأن وراء كل خطواتها تقف مصالح وحسابات مموليها.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوشكوف قوله في صفحته على تويتر إن "المعارضة السورية ليست مستقلة .. إنها تعتمد كليا على الدعم الخارجي ووراء كل خطواتها تقف مصالح وحسابات مموليها".
وأشار بوشكوف إلى أن عدة بلدان تأمل بإفشال المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" وأن هذا هو سبب رفض مجلس اسطنبول المشاركة فيه وقال "ستجري محاولات أخرى".
وكان مجلس اسطنبول المرهون بالكامل لدول خليجية وإقليمية وأخرى غربية أعلن أمس عدم مشاركته بالمؤتمر الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
من جهة أخرى أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن سورية تتعرض اليوم إلى أمواج حقد المتسلطين الدوليين وعملائهم في المنطقة لأنها تدعم تيار المقاومة ضد الصهيونية مشيرا إلى أن العناصر التكفيرية صارت اليوم ألعوبة بيد الإسرائيليين وحماتهم الغربيين وهي تقوم بجرائم كبيرة وتسفك دماء المسلمين والأبرياء.
وقال خامنئي في كلمة وجهها الى حجاج بيت الله الحرام اليوم إن "النظام السلطوي العالمي استنفر جميع وسائله الأمنية والنفسية والعسكرية والاقتصادية والدعائية لإرباك المسلمين وقمعهم وإلهائهم بأنفسهم".
وأضاف "أن القاء نظرة واحدة على وضع دول غرب آسيا من باكستان وأفغانستان إلى سورية والعراق وفلسطين ودول الخليج ودول شمال افريقيا من ليبيا ومصر إلى السودان وبعض الدول الأخرى يوضح كثيرا من الحقائق وهي الحروب الداخلية والعصبيات الدينية والطائفية العمياء والاضطراب السياسي وانتشار الإرهاب الصارخ وظهور مجموعات وتيارات متزمتة تقوم على طريقة الأقوام المتوحشين في التاريخ بشق صدور البشر وتمزيق قلوبهم بأسنانها إضافة إلى قتل الأطفال والنساء وقطع رؤوس الرجال والاعتداء على أعراضهم حيث يتم ارتكاب هذه الجرائم المخجلة والمثيرة للاشمئزاز باسم الدين وتحت رايته".
وحذر خامنئي من أن الأوضاع المؤسفة التي ظهرت في العالم الإسلامي قد تعيد مرة أخرى الأمة الإسلامية إلى حالة الركود والانزواء والانحطاط وتدفع إلى زوايا النسيان قضاياها الأساسية والمهمة كإنقاذ فلسطين والدول الإسلامية من المؤامرات الأمريكية والصهيونية.
وأشار خامنئي إلى أن الدول المستكبرة وفي مقدمتها أمريكا وبمساعدة وسائلها الإعلامية الواسعة والمتطورة تقوم بإخفاء وجهها الحقيقي كما تقوم بخداع الرأي العام للأمم والشعوب من خلال التظاهر بحماية حقوق الإنسان والديمقراطية وأن هؤلاء يتظاهرون بالدفاع عن حقوق الشعوب في الوقت الذي تكتوي فيه الشعوب الإسلامية بكل كيانها بنار فتنهم.
وأكد خامنئي عدم جواز الوقوع في خطأ تحديد العدو الأساسي الذي هو اليوم نفس جبهة الاستكبار العالمي والشبكة الصهيونية المجرمة وأهمية معرفة المرتبطين به وأياديهم سواء ارتبطوا به عن قصد أو غير قصد ومواجهة مخططاته وأساليبه مضيفا: يجب تشخيص اساليب هذا العدو والمتمثلة بإيقاع الفرقة بين المسلمين وترويج الفساد السياسي والأخلاقي وتهديد وتطميع النخب والضغط الاقتصادي على الشعوب والتشكيك في العقائد الإاسلامية.
ودعا خامنئي الى تقوية روح الاخوة والتآخي بين المسلمين تحت لواء التوحيد معلنا أن أي قول أو عمل يشعل نار الاختلاف بين المسلمين وأي إهانة لمقدسات أي من الفرق الإسلامية أو تكفير أحد المذاهب الإسلامية هو خدمة لمعسكر النظام السلطوي العالمي وخيانة للاسلام ومحرم شرعا.
وطالب خامنئي في كلمته إلى حجاج بيت الله الحرام النخب السياسية والثقافية والدينية في جميع أنحاء العالم الإسلامي بالالتزام ببيان هذه الحقائق على أنه واجب أخلاقي وديني على الجميع.
يذكر أن حجاج بيت الله الحرام والذين يقدر عددهم بنحو مليوني حاج يؤدون اليوم الركن الأعظم في الحج وهو الوقوف على صعيد عرفات الطاهر في مكة المكرمة وسيواصلون غدا النحر ورمي الجمرات خلال عيد الأضحى.
وكالات
إضافة تعليق جديد