موسكو تستبق زيارة نتنياهو بالتزامها بصفقة الـ«اس ـ300»

15-02-2010

موسكو تستبق زيارة نتنياهو بالتزامها بصفقة الـ«اس ـ300»

فيما استقبلت روسيا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ببرودة خاصة بسبب إيران، استقبلت إسرائيل بحرارة خاصة رئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، الاميرال مايك مولن، أيضا بسبب إيران. فقد استبق مجلس الدفاع القومي الروسي هبوط طائرة نتنياهو في موسكو بالإعلان، ألا مانع من بيع إيران منظومة الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ «إس ـ300» التي طالما طالبت إسرائيل وأميركا روسيا بعدم بيعها لإيران. ومع ذلك فإن إسرائيل ارتاحت لتصريحات مولن عند وصوله إليهامولن يصافح ضابطاً إسرائيلياً لدى وصوله إلى مطار بن غوريون أمس بأن الولايات المتحدة لا تزال تضع على الطاولة جميع الخيارات لإجبار إيران على كبح مشروعها النووي.
وفيما كان نتنياهو في طريقه إلى مطار اللد للسفر إلى موسكو فاجأته الأوساط الروسية بالإعلان عن أن منظومة «إس ـ300» هي منظومة دفاعية وأن موسكو لا تمانع في تزويد إيران بها. وأبلغ نائب الوزير في مجلس الأمن الروسي، فلاديمير نزاروف وكالة «انترفاكس» الروسية أن «هناك اتفاقا مبرما (لتزويد إيران بصواريخ «إس ـ300») نحن ملتزمون به ولكن التزويد لم يبدأ بعد». وشدد على أن «هذه الصفقة غير مقيدة بأي عقوبات دولية، لأن هذا السلاح دفاعي فقط».
وشكل هذا الإعلان نوعا من صب ماء بارد على زيارة نتنياهو الذي أعلن أنها مخصصة لإقناع موسكو بأن الوقت حان للمشاركة في عقوبات دولية تشل النظام الإيراني. وقد ابتلع نتنياهو خلال الأسبوع الفائت إحراجات روسية عديدة أبرزها استقبال موسكو رسميا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. ولكن لا يقل أهمية عن ذلك الحرج الذي أصاب إسرائيل جراء منع السلطات الروسية عقد مؤتمر للوكالة اليهودية في العاصمة موسكو.
غير أن الحاجة لانضمام روسيا للعقوبات على إيران والرغبة بمنع وصول أسلحة روسية «مخلة بالتوازن» إلى كل من إيران وسوريا يدفع نتنياهو لابتلاع هذه الإحراجات والوصول إلى موسكو. وقد أعلن صباح أمس في إسرائيل أن نتنياهو ينوي مطالبة موسكو عدم بيع منظومة «إس ـ300» إلى إيران وعدم بيع سوريا أنواعا أخرى من الأسلحة «المخلة بالتوازن».
ومن ناحية أخرى وصل الاميرال مولن إلى تل أبيب حيث من المقرر أن يجتمع مع كل من رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع إيهود باراك وعدد من كبار القادة العسكريين. وأشار ناطق عسكري إسرائيلي إلى أن الزيارة تستهدف توثيق التعاون العسكري بين الدولتين لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة التي تواجه الجيشين. ويعتبر لقاء مولن بأشكنازي اللقاء الثاني خلال أقل من ثلاثة أسابيع بعد لقائهما قبل نحو أسبوعين في بروكسل في إطار مؤتمر لقيادات حلف الاطلسي الـ«ناتو». وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أنه سيتم البحث في لقاءات مولن في إسرائيل في مواضيع متنوعة على رأسها الخطر الإيراني وبعد ذلك المساعي الدولية لمنع تهريب الأسلحة إلى كل من «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان. وكانت هذه المواضيع نقاط نقاش أيضا بين مولن والرئيس المصري حسني مبارك الذي التقاه في القاهرة قبل وصوله إلى تل أبيب.
ورغم أن مولن معروف بموقفه الحذر من أية خطوات عسكرية إزاء إيران إلا أنه استغل وصوله لتل أبيب لإطلاق تصريح مرتب مع الإسرائيليين يقول: «من ناحية سياسية محظور بأي حال أن تمتلك إيران سلاحا نوويا. وحاليا تتواصل المساعي الدبلوماسية». وشدد في مؤتمر صحافي عقده فور وصوله على أن «خيار الهجوم على إيران موضوع على الطاولة، رغم أننا لسنا هناك بعد».
وأشار مولن إلى أن التقدير السائد في الإدارة الأميركية هو أن إيران يمكنها أن تحصل على القنبلة النووية الأولى خلال عام إلى ثلاثة أعوام. وأضاف أنه «يصعب جدا توقع خطوات النظام الإيراني، لكنني بالغ القلق من اللغة التي يستخدمونها ومن زيادة تخصيب اليورانيوم. إن هذه دولة تقوض الاستقرار في كل المنطقة، أيضا في اليمن بل وفي أفغانستان. والإدارة الأميركية جادة جدا في فرض عقوبات شديدة، وأنا آمل ألا ينتهي الأمر بصدام».
وأعرب مولن عن قلقه من أن «المواجهة مع إيران ستشكل مشكلة كبرى للجميع. وأنا قلق من العواقب غير المرغوب فيها للهجوم. من الجلي أن لدينا حدودا وهذه الإمكانية لا تزال موضوعة على الطاولة، لكننا لسنا هناك حتى الآن. ومهم جدا أن تستنفد المساعي الدبلوماسية حتى النهاية».
وكانت قد شاعت تقارير تفيد بأن هدف زيارة مولن لإسرائيل هو منع الدولة اليهودية من مهاجمة إيران. ولذلك عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تمنع إسرائيل من الهجوم العسكري رد بأن «إسرائيل تؤيد السياسة التي يقودها الرئيس أوباما. وقد أوضح لي ذلك رئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي في لقائنا قبل أسابيع معدودة. هذا لا يعني أننا غير قلقين. لدينا تقدير لإسرائيل ونحن نهتم بأمنها».
وردا على سؤال مباشر حول ما إذا كان الهجوم العسكري الإسرائيلي ممكن، رد: «إن سيادة إسرائيل مهمة بالنسبة لنا. ونحن لن نمس بسيادة إسرائيل أو سيادة أية دولة أخرى. لقد عملنا بكد خلال السنوات الأخيرة لتحسين قدرتنا في ميادين مختلفة، هنا في إسرائيل وفي أماكن أخرى في المنطقة، بما في ذلك في الخليج. وتحسين القدرات ليس ردا على الشهر الأخير أو الفترة الأخيرة وإنما هو تعاون متعدد الأطراف ومتواصل مع دول المنطقة. وكل التحسينات دفاعية الطابع».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...