ميتشـل يمـوّه فشـله بعبـارة «حققنـا تقدمـاً»
سعت واشنطن، أمس، إلى التخفيف من أهمية إخفاق جهودها الدبلوماسية المكثفة في إقناع إسرائيل بتجميد أعمال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث خرج مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من لقاء الساعتين في القدس المحتلة بعبارة غامضة: «لقد حققنا تقدماً»، فيما خلت تصريحاتهما من أي إشارة إلى مسألة الاستيطان.
وقال نتنياهو، بعد لقائه ميتشل في القدس المحتلة، إن إسرائيل والولايات المتحدة «تتقدمان أكثر نحو تفاهم يمكننا من مواصلة واستكمال عملية سلام بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين ومع المنطقة بأسرها في نهاية المطاف».
من جهته، قال المبعوث الأميركي للصحافيين «لقد حققنا تقدما جيدا». وأضاف «نتطلع لمواصلة المناقشات للوصول إلى نقطة يمكننا منها المضي قدما لتحقيق سلام شامل وصفته بأنه رؤية الرئيس (باراك) اوباما، لكني أدرك أيضا انه يشاركه فيها رئيس الوزراء (نتنياهو) وجميع شعوب هذه المنطقة»، موضحاً أنّ هذا السلام سيشتمل على «التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وجميع جيرانها في المنطقة».
وأعرب ميتشل عن أمله في أن «نتقدم للتوصل إلى تفاهمات تكون قاعدة للعملية السياسية مع لبنان وسوريا والفلسطينيين». وأضاف «أثق بهدف نتنياهو في التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، واللقاءات الجيدة هي ما يقوم به الأصدقاء من أجل الوصول إلى هدف مشترك».
وكان لافتاً أن ميتشل أو نتنياهو، الذي هون في تصريحاته العلنية من الخلاف مع واشنطن، لم يأتيا ـ كلاهما ـ على ذكر المستوطنات خلال حديثهما للصحافيين، لكن مصادر إسرائيلية ذكرت أن نتنياهو اقترح على المبعوث الأميركي تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر باستثناء المشاريع التي ما زالت قيد الإنشاء،على أن يتبع ذلك خطوات عربية تطبيعية تجاه إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن ميتشل فشل في تحقيق تقدم خلال مباحثاته مع نتنياهو بشأن الاستيطان، لكنه راوغ بتصريحاته.
وفي تطوّر منفصل، ذكرت مجلة «فورين بوليسي» أنّ الرئيس باراك أوباما وجه رسائل إلى قادة سبع دول عربية، بينها السعودية ومصر والأردن والبحرين والإمارات والمغرب، دعاهم فيها إلى اتخاذ إجراءات لإرساء الثقة تجاه إسرائيل، في مقابل إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان.
وفيما لم يصدر أي تعليق عن البيت الأبيض بشأن هذه الرسائل، قال مسؤول في الإدارة الأميركية لشبكة «فوكس نيوز» إنّ «الرئيس كان واضحاً في دعوته لكافة الأطراف في تحمل مسؤوليتها لإعطاء جهود السلام في الشرق الأوسط فرصة للنجاح»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة دعت أيضاً السلطة الفلسطينية إلى مواصلة بناء قدراتها الأمنية ووقف التحريض. وأضاف أنّ «على الدول العربية توجيه إشارات إيجابية تجاه إسرائيل كما نصت على ذلك المبادرة العربية للسلام، كما أنه من واجب إسرائيل وقف الاستيطان».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنّ المحادثات الأخيرة التي أجراها ميتشل في المنطقة تركت انطباعاً لدى المسؤولين الإسرائيليين بأنّ أوباما لن يضع خطته الخاصة بالسلام في المنطقة. وقال هؤلاء المسؤولون إنّ الإدارة الأميركية تسعى إلى إيجاد دينامية إيجابية تقود إلى إعادة إطلاق العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن هذه المرة من دون المزيد من اللاعبين الإقليميين.
وبحسب ما نقلت «جيروزاليم بوست» عن المسؤولين الإسرائيليين فإنّ واشنطن أدركت أنه من غير البنّاء الاكتفاء بوضع خطة على الطاولة من دون جمع مختلف الأجزاء كي تكون هذه الخطة مقبولة.
إلى ذلك، قال نتنياهو، في كلمة أمام حفل تخرج في «أكاديمية الأمن القومي»، إنه «إذا استطاع الفلسطينيون فإنهم سيطيحون بحماس. وصدقوني هم سيقومون بذلك يوما ما»، مشيراً إلى أنّ «الإسلام المتشدد سيهزم بالتدريج على يد ثورة المعلومات العالمية».
وكرر نتنياهو أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني الذي قال انه سيقرر مصير الفلسطينيين. وأضاف أن «التنمية الاقتصادية تروج للسلام. هناك صراع يدور هنا وفي أماكن أخرى من العالم ضد القوى الظلامية والمتشددة. والامر الأخير الذي يريد هؤلاء رؤيته هو التقدم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد