نتنياهو وكيري: لقاء عاجل لمواجهة «دولة فلسطين»

11-12-2014

نتنياهو وكيري: لقاء عاجل لمواجهة «دولة فلسطين»

برغم تأزم العلاقات السياسية الإسرائيلية - الأميركية، خصوصا بسبب الاستيطان والتسوية مع الفلسطينيين، إلا ان بحث مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي في نهاية كانون الأول الحالي دفع الطرفين إلى ترتيب لقاء عاجل في روما، يوم الاحد المقبل، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وفي هذه الأثناء، يواصل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون حملته على الإدارة الأميركية ورئيسها باراك أوباما، متهماً إياه بعرقلة الاستيطان «لكنه لن يبقى إلى الأبد».
وفي ذروة المعركة الانتخابية الإسرائيلية التي بدأت بحل الكنيست يسافر نتنياهو إلى روما بشكل عاجل الاحد للقاء كيري. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن اللقاء الاستثنائي أعد لتنسيق الخطوات قبيل التصويت المحتمل في مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الحالي على مشروع قرار فلسطيني يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية العام 2016.جنديان اسرائيليان في قاعدة عسكرية جديدة في منطقة بئر السبع في النقب امس (ا ب ا)
ومعلوم أن الضغوط الأميركية الشديدة، التي تواصلت حتى الأيام الأخيرة، لثني السلطة الفلسطينية عن استصدار قرار بشأن إنهاء الاحتلال لم تجد نفعا. وأعلن كبار المسؤولين الفلسطينيين، وخصوصا الرئيس محمود عباس، أن ممثلي السلطة وممثلي الأردن يديرون اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن بشأن مسودة قرار وافقت عليها الجامعة العربية وستعرض للتصويت. وأشارت أنباء مختلفة إلى أن الفلسطينيين يصرون على إجراء التصويت على المشروع قبيل عطلة أعياد الميلاد في 24 الشهر الحالي. ومعروف أن فرنسا، بالتوافق مع كل من بريطانيا وألمانيا، بلورت مشروع قرار بديلا عن المشروع العربي، أقل حدة من وجهة نظر إسرائيل لعرضه على مجلس الأمن. ويتحدث مشروع القرار الأوروبي عن جدول زمني على مدى عامين لمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وفق مبادئ يحددها المشروع، وبينها دولة فلسطينية على حدود تستند إلى خطوط العام 1967 مع تبادل أراض والقدس الشرقية عاصمة للدولتين. وقد رفض الفلسطينيون مشروع القرار الأوروبي، لأنه يتحدث عن جدول زمني لمفاوضات، وليس لإنهاء الاحتلال، ولأنه يشير إلى «يهودية إسرائيل».
عموما أكد مسؤول إسرائيلي أن اللقاء بين نتنياهو وكيري في روما جاء بمبادرة الأخير، وأن الاجتماع سيستمر بضع ساعات، فوزير الخارجية الأميركي معني بسماع موقف نتنياهو بشأن المسودتين الفلسطينية والأوروبية. وليس معلوما إن كان كيري سيحمل معه أفكاراً جديدة حول التسوية لمناقشتها مع نتنياهو كخطوة أميركية بديلة. وكانت الأنباء قد تحدثت عن اتصالات أجراها كيري مع الرئيس الفلسطيني في اليومين الأخيرين بشأن قبول فلسطين كعضو مراقب في المحكمة الجنائية الدولية.
ويتحدث معلقون كثر عن أن الإدارة الأميركية تبذل كل جهد لتجنب استخدام حق النقض (الفيتو) في الشأن الفلسطيني، خشية تأثير ذلك في الائتلاف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» مع دول عربية. أما نتنياهو فهو يعلن رفضاً تاماً لأي خطوات تتعلق بالشأن الفلسطيني في الأمم المتحدة من دون أن يملك أي استراتيجيا بديلة، وفق «هآرتس». ويطالب نتنياهو الإدارة الأميركية باستخدام «الفيتو» ضد أي مشروع قرار بهذا الشأن يعرض للتصويت في مجلس الأمن الدولي، لكنه، بسبب توتر علاقاته مع إدارة أوباما، صار يخشى ألا تستخدم أميركا حق النقض.
وكان مسؤول المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أعلن أن استخدام أميركا حق النقض ضد المشروع الفلسطيني سيقود فورا إلى انضمام فلسطين إلى 122 معاهدة ومنظمة دولية، بما فيها الانضمام إلى معاهدة المحكمة الجنائية الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «إسرائيل اليوم»، الموالية لنتنياهو، حملت أمس على الإدارة الأميركية، وتساءلت إن كانت تتدخل في الانتخابات الإسرائيلية أم لا، بتأكيدها التزامها بإحياء المفاوضات السلمية.
وذكرت الصحيفة ان «إشارة واضحة وشديدة وُجهت الى إسرائيل من جانب أوباما: لن أتخلى عن المفاوضات مع الفلسطينيين في العامين الباقيين لولايتي. وقد نقل السفير الأميركي في إسرائيل دان شابيرو هذه الرسالة أمس (الأول) في خطاب ألقاه في مؤتمر مركز بيغين - السادات للأبحاث الاستراتيجية في جامعة بار إيلان». وشدد شابيرو على «أنه لا وجود لحل آخر، عدا عن اتفاق نهائي وحل دولتين لشعبين.. ونحن نبقى ملزمين بتحقيق حل الدولتين، لأننا لا نرى أي بديل آخر لتحقيق الأهداف المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين».
من جهة أخرى، بثت إذاعة الجيش الإسرائيلي شريطا صوتيا ليعلون اتهم فيه أوباما بقيادة خط لإجبار نتنياهو على تجميد الاستيطان، مبدياً أمله في أن يكون هذا موقتا.
وقال يعلون، الذي سبق وهاجم مراراً الإدارة الأميركية واضطر للاعتذار عن كلامه، أمام طلاب مدرسة دينية في مستوطنات «غوش عتصيون» ردا على سؤال حول تجميد الاستيطان، «هناك اليوم إدارة أميركية معينة، والولايات المتحدة تقود الخط. لكن هذه الإدارة لن تبقى إلى الأبد. وأنا آمل أن يكون هذا موقتاً».
وقال يعلون للطلاب انه معني بتوسيع الاستيطان، لكن ذلك يقود إلى ردات فعل «أولا من الأميركيين، وبعد ذلك تهديدات من جهات مختلفة»، لذلك تتعامل إسرائيل بحذر شديد. وأضاف أن «نشر عطاءات بناء، حتى في القدس، يستجلب ردودا من جهات مختلفة، بمن في ذلك أصدقاؤنا، الذين يهاجموننا، ونحن نناور في هذا الموضوع».
ومع ذلك شدد يعلون على أن التجميد يتعلق بالعطاءات الجديدة فقط ولا يمس العطاءات التي سبق وصودق عليها. واستدرك «رغم ذلك توسع الاستيطان. في العام الأخير زاد عدد المستوطنين في يهودا والسامرة (الخليل) 20 ألف شخص. ليس هناك نمو كهذا في أي منطقة أخرى».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...