واشنطن: الغزو درس للجوار وسورية أقل خطراً من إيران
شنت واشنطن هجوماً منسقاً على الدور الإيراني في العراق والمنطقة، مشددة على عدم استبعاد أي خيار في التعامل مع طهران حول الملف العراقي، مختصرة جريمة غزو العراق بأنها «درس لدول الجوار»، معتبرة ان الخطر الذي تمثله سوريا لا يعادل الخطر الإيراني على الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع استمرار حملة «الترهيب والترغيب» التي تشنها على تيار مقتدى الصدر.
وفي الوقت ذاته، أعلنت الولايات المتحدة عن «حادث» بحري جديد في مياه الخليج بين سفينة حربية أميركية و3 زوارق سريعة «لم تحدد هويتها».
ويأتي هذا الهجوم على الدور الإيراني، المكمل لبيان الرئيس جورج بوش أمس الأول، والمتضمن أيضاً دعوات الى الدول العربية لتعزيز حضورها على الساحة العراقية سياسياً ودبلوماسياً، وسط اغتيال مدير مكتب التيار الصدري في النجف رياض النوري، الذي يرتبط بعلاقة مصاهرة مع مقتدى الصدر والذي كانت قوات الاحتلال أسرته عام 2004 بتهمة المشاركة في
المقاومة. واتهم الصدر الاحتلال و«أذنابه» باغتيال النوري. وفي موازاة هذه الجريمة، التي رافقها استمرار للغارات الجوية على مدينتي الصدر والبصرة، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن مقتدى الصدر، احد الرموز السياسية في العراق، مستبعداً اللجوء الى اعتقاله.
وخلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، قال غيتس إن كميات الأسلحة التي تزود بها إيران الميليشيات في العراق، قد تزايدت، «لكن لا يسعني القول ما إذا كان الارتفاع كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة». ورجح أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مطلع على الدعم الإيراني للمسلحين. وأوضح «لم أر معلومات بهذا الشأن لكن يبدو لي انه من غير المعقول ألا يكون على علم بذلك».
وفي مقابلة مع قناة «الحرة» الأميركية، أشار غيتس إلى أن «كل الخيارات مفتوحة» للتعامل مع طهران، موضحاً «أن العمل يقتصر حالياً على فرض العقوبات السياسية والاقتصادية، ونأمل أن يدرك الإيرانيون خطورة هذا الأمر».
وأعرب غيتس عن اعتقاده بأن الرئيس السوري بشار الأسد «ليس متورطاً بشكل مباشر في دعم أعمال العنف في العراق وتسهيل دخول المقاتلين الأجانب، ولكنه يعلم بأن قواته تقوم بتسهيل حركة المقاتلين الأجانب إلى العراق عبر سوريا». وأضاف «هناك العديد من القضايا مع السوريين، منها التدخل في لبنان ودعم حزب الله ومده بالسلاح، ولكنني لا أعتقد بأن سوريا تشكل خطراً على الولايات المتحدة كما تشكله إيران».
واعتبر غيتس أن سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين «درس لدول الجوار في الشرق الأوسط، فإذا وُجد شخص مثل صدام، فإن على الدول أن تتجمع وتمارس ضغطها على النظام وذلك لتغيير مساره لكي يتجنبوا الحرب، التي لا يعرف أحد ما سينجم عنها»، برغم تفضيله الحل الدبلوماسي أو العقوبات.
وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية، الأميرال مايكل مولين «لدينا الانطباع بأن ثمة زيادة» بتهريب الأسلحة، موضحاً «ناقشنا خلال عدة أشهر احتمال أن يخفف (الإيرانيون) جهودهم» في دعم الميليشيات «لكن ما حصل في البصرة أقنعنا أن الأمر ليس كذلك».
وفي إطار زيادة الضغوط على طهران، قال متحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس، في البحرين، إن مواجهة وقعت في مياه الخليج بين سفينة الدورية الأميركية «تايفون» و3 زوارق سريعة «لم تحدد هويتها». وأضاف «وجهت تايفون طلباً عادياً يوجه عادة إلى السفن المقتربة، وفي غياب الرد أطلقت إشارة إنذار فتوقفت الزوارق السريعة، وواصلت تايفون طريقها». وكانت أعلنت أن مواجهة مماثلة وقعت مع زوارق إيرانية في كانون الثاني الماضي، إلا أنها عادت وتراجعت، موضحة أنها لا تعرف إذا كانت الزوارق إيرانية أم لا.
وذكرت قناة «سي إن إن» أن الحادث وقع مساء أمس الأول. وأضافت أن احد هذه الزوارق اقترب مسافة تقل عن 200 متر من السفينة، ما دفع طاقم «تايفون» إلى إطلاق إشارة إنذار.
ونفى مصدر في القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، لقناة «العالم»، حصول «أي شكل من أشكال المواجهة بين زوارق إيرانية وسفن أميركية».
قال السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر إن «تأثير إيران محدود في العراق»، معتبراً أن التدخل العسكري ضد ميليشيا «جيش المهدي» في البصرة كشف عن عدم رضا عميق بين الشيعة إزاء التدخل الإيراني، مشدداً على «أن الإيرانيين لن يسيطروا على العراق... ولدي انطباع أنهم كلما زادوا اندفاعهم تزداد صلابة المقاومة التي يلاقونها».
ووبخ كروكر، الذي سيتوجه إلى السعودية قبل عودته إلى العراق، الدول العربية لعدم قيامها بالمزيد من اجل مساعدة العراق، معتبراً أن علاقات دبلوماسية اكبر ستساعد بغداد على مواجهة التأثير الإيراني. وقال «لا يمكنك أن تهزم شيئاً من لا شيء»، مضيفاً «لا أتذكر أي زيارة لمسؤول عربي رفيع المستوى خلال السنة التي كنت فيها هناك. لا يوجد سفراء عرب في بغداد... إذا كان هناك قلق لدى العرب من تأثير إيران وانتهاكاتها في العراق، فعليهم المشاركة دبلوماسياً واقتصادياً بشكل اكبر».
وأعلنت وزيرة الخارجية كوندليسا رايس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الألماني فرانك فالتر شتاينماير في واشنطن، أن واشنطن ستنظر في تقديم حوافز جديدة أو فرض عقوبات جديدة لإقناع طهران بتقييد برنامجها النووي، «لكنني اعتقد أن هذا ليس وقت توقع إجراء تغييرات كبيرة». وأضافت «مرّرنا للتو قراراً في مجلس الأمن (يفرض عقوبات إضافية) وسنرى كيف ستستجيب إيران».
في مقابل ذلك، جدد المندوب الأميركي لدى الوكالة الذرية غريغوري شولت، تشكيكه في إعلان إيران تركيب 3 آلاف جهاز طرد. وأبدى استعداد بلاده للجلوس على طاولة المفاوضات مع الإيرانيين لمناقشة ملفهم الأمني وعلى غرار النقاشات التي تجريها معهم حول العراق.
ورداً على اتهامات بوش لطهران بتسليح «الجماعات الخاصة» في العراق، قال رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني، خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران، «إيران لم تتدخل قط في (شؤون) العراق... هذه المزاعم محض أكاذيب يطلقها من يحتلون العراق لمواصلة احتلالهم للعراق». وأضاف «إيران تدعم إقامة السلام والأمن والحرية في العراق، بالإضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية من العراق».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد