واشنطن تستخدم عين العرب "مصيدة لداعش"
اتضح من تصريح قائد القيادة الوسطى المكلف إدارة الغارات الجوية للتحالف الدولي الجنرال لويد أوستن، أمس، أن الولايات المتحدة لا تأبه لحياة عشرات آلاف السوريين، فمدينة عين العرب السورية كانت "كبش محرقة"، والغارات لم تتكثف على المنطقة إلا بعدما أرسل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" قوات ضخمة لإسقاط المدينة السورية، مع تكرار واشنطن أن للعراق "الأولوية" في حرب "العزم التام".
وفي إقرار بأن واشنطن حولت عين العرب إلى "مصيدة" للمقاتلين التكفيريين، قال أوستن، قائد القيادة الوسطى المكلف إدارة الغارات الجوية للتحالف على مواقع "داعش"، في مؤتمر صحافي أمس، إنه تم تكثيف الغارات بعدما جلب التنظيم أعداداً كبيرة من أنصاره ونشرهم في محيط المدينة.
وأوضح "هدفي حالياً هو هزيمة الدولة الإسلامية وتدميرها نهائياً، وإذا واصل التنظيم تقديم أهداف مهمة لنا، كما فعل في كوباني، فسيكون واضحاً أننا سنهتم بهذه الأهداف، وقد قمنا بذلك بشكل فعال جداً جداً في الآونة الأخيرة".
وأضاف "أعتقد أن ما قمنا به في الأيام الماضية يعتبر مشجعاً، ونرى الأكراد الآن يقاتلون لاستعادة الأراضي التي خسروها سابقاً"، لكنه أشار إلى انه لا يزال "من الممكن جداً" أن تسقط عين العرب بيد التنظيم.
المقاتلون الأكراد صدّوا هجوماً لعناصر "داعش" شرقي عين العرب. وأضاف "هاجمت وحدات حماية الشعب تجمعات للدولة الإسلامية في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة".
وكرر أوستن أن هذه الهجمات "ليست سوى عنصر" في الحملة على العصابات التكفيرية، مشدداً على ضرورة وجود دعم بري، ولا سيما من الجيش العراقي وأيضاً من المعارضين السوريين "المعتدلين" الذين تريد الولايات المتحدة تسليحهم وتدريبهم. وأعرب عن اعتقاده "بأن خطة الولايات المتحدة لتدريب نحو خمسة آلاف مسلح سوري من أجل إنشاء قوة لمكافحة مقاتلي الدولة الإسلامية، واقعية".
وكرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو دفاعه عن مطلب أنقرة إقامة مناطق عازلة في سوريا. وقال "يمكن إقامة هذه المناطق الأمنية في مناطق تشهد تدفقاً كبيراً للاجئين. إنها مناطق أمنية إنسانية، وليست عسكرية"، مكرراً أنه يمكن إقامتها في حلب والحسكة وجرابلس وعين العرب وتل أبيض.
واستبعد داود اوغلو تماماً فكرة إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر، كما أظهرت خرائط نشرتها صحف تركية. وقال "ليس نحن من قام برسمها كما أنها ليست قائمة على أي مشاورات ديبلوماسية".
وفي الوقت الذي بدأت فيه القوات العراقية هجوماً على "الدولة الإسلامية" في الرمادي وشمال تكريت، قال أوستن إن القوات العراقية تسترد "تدريجياً" أراضي من مقاتلي "داعش"، لكنه اعترف بأن تحقيق مكاسب كبيرة في العراق سيستغرق بعض الوقت. وقال "إنهم يتخذون الآن بعض الخطوات ليستردوا تدريجياً الأراضي التي خسروها"، مستشهداً بالعملية التي قامت بها البشمركة الكردية حول سد الموصل واستردادهم معبر ربيعة الحدودي. وشدد أوستن على أن مكافحة "داعش" في العراق يبقى "الأولوية ويجب أن يبقى" كذلك.
وقال النائب عن "التحالف الوطني" صادق المحنة إن التوقعات والتسريبات تشير إلى أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي سيقدم إلى البرلمان اليوم أسماء مرشحين اثنين لشغل منصبي وزيري الدفاع والداخلية، وهما "جابر الجابري للدفاع، ورياض غريب للداخلية".
وحذر المرجع الديني السيد علي السيستاني من "الحملة التي تشنها بعض وسائل الإعلام للإيحاء بسقوط بعض مدن العراق ومنها بغداد".
وأكد السيستاني، في خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي، أمس، أنه "من الخطأ أن يتصور البعض أن الحل يكون بالاعتماد بصورة أساسية على الغير لحماية البلد من المخاطر"، مشيراً إلى أن ذلك لا يكون سوى عبر "الاعتماد بالدرجة الأساس على العراقيين أنفسهم". وأضاف "نهيب بالعشائر العراقية الأصيلة، وخاصة في المناطق الغربية، أن تثق بقدراتها وقدرات الجيش العراقي في هزيمة هذه العصابات".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد