واشنطن لا تريد والعرب يريدون جلسة خاصة في مجلس الأمن
يلتقي قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، غداً، لعقد مناقشات تستمر طوال اسبوعين، وتتناول قضايا ساخنة كالملف النووي الإيراني، الوضع المضطرب في الشرق الأوسط وإقليم دارفور وأفغانستان، مسألة الحرب على الإرهاب .
وسيكون الوضع في لبنان مدرجاً على جدول اعمال الاجتماع الخاص لوزراء الخارجية العرب المقرر مبدئياً في 19 الحالي، لمناقشة الطلب الذي رفعه الأمين العام عمرو موسى الى الأمم المتحدة مطالباً بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن في 21 الحالي، بهدف بحث موضوع السلام في الشرق الأوسط، وتحريك المسارات التفاوضية الفلسطينية الاسرائيلية، والسورية الاسرائيلية، واللبنانية الاسرائيلية، وسيكون الاجتماع مناسبة لعرض آخر المستجدات في الجنوب، والوضع العام في لبنان، وذلك في ضوء مداخلة سيقدمها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، تتناول استمرار الخروقات الاسرائيلية، وعدم تجاوب حكومة آيهود اومرت مع متطلبات تنفيذ القرار ,1701 وفق مندرجاته، كما سيشدد الوزير صلوخ على نظرة لبنان الرسمية لمهام (اليونيفيل) في مراقبة الممرات، في ضوء التصوّر الذي وافق عليه مجلس الوزراء سابقاً، ثم عاد فأكد عليه في جلسته الاخيرة.
وما يزال اجتماع مجلس الأمن في ما يختص بعملية السلام في الشرق الاوسط في دائرة الالتباس ، لأن الولايات المتحدة الاميركية تعارض بشدة اي توجه من هذا النوع، وقد ردت على المسعى العربي بالرفض: لسنا بحاجة الى مدريد ,2 وهناك اللجنة الرباعية الدولية التي لا بد من تفعيل دورها للقيام بواجباتها على هذا الصعيد .
وبقدر ما يبدو الاتحاد الاوروبي متعاطفاً مع التوجه العربي في دعوة مجلس الأمن الى الانعقاد، بقدر ما يجد نفسه متعاطفاً مع الدعوة الاميركية بتفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية لتحريك المسارات التفاوضية.
وكان وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخل موراتينوس قد نقل نصيحة الى العواصم العربية التي زارها في جولته الاخيرة، بينها القاهرة وبيروت، بضرورة صرف النظر عن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، وضرورة مراعاة الجهود الدولية الرامية الى تفعيل دور الرباعية . اما وزير خارجية اللوكسمبورغ، جان اسلبورن، فنقل خلال جولته اللبنانية الشرق اوسطية اقتراحاً بزيادة عدد الرباعية، لتصبح خماسية بحيث يتمثل الجانب العربي بعضويتها الى جانب الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، إلا ان اسرائيل سارعت الى اجهاض الاقتراح من خلال التأكيد على ضرورة تمثيلها، إذا ما تمثلت الجامعة العربية في اللجنة.
وسيقرر وزراء الخارجية العرب، عندما يلتقون على هامش الدورة العادية في نيويورك ما إذا كانوا سيصرون على دعوة مجلس الأمن الى الانعقاد في ظل المعارضة الاميركية الاسرائيلية، ام سيفسحون المجال امام الخيارات التسووية الأخرى، ومن بينها، احتمال انعقاد المجلس في جلسة مناقشة عامة، يعقبها بيان رئاسي يؤكد على دور الرباعية الدولية لتحريك المسارات، حتى إذا ما انتجت هذه من خلال المفاوضات حلولا وسطية تودي الى السلام، يتم عندها عقد مؤتمر دولي كما تقترح روسيا لإخراج هذه الحلول بتسوية نهائية، وبرعاية دولية؟!
وسيكون الملف اللبناني حاضراً بقوة ايضاً، عندما يجتمع مجلس الأمن في 27 او 28 ايلول الحالي لمناقشة تقرير القاضي الدولي سيرج برامرتز، وما يتضمنه من جديد حول التحقيقات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فضلا عن المسار القانوني الذي تنتهجه المساعي الرامية الى انشاء محكمة ذات طابع دولي، وخصوصاً بعد الزيارة التي قام بها مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال الى بيروت في الاسبوع الماضي.
ومن جهة أخرى أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير عن أمله في توسيع مهام اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، موضحاً انه لا يجب أن يقتصر عملها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال شتاينماير، في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الألمانية تنشر اليوم، انه ينبغي ألا يقتصر عمل اللجنة الرباعية على المهام التي تولتها حتى الساعة، عبر ممارسة دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل يجب أن توسع عملها ليشمل المسائل الأخرى في الشرق الأوسط . وأوضح أن على اللجنة الرباعية أن ترسم الطريق الذي يمكن أن يقود بالنتيجة إلى عقد مؤتمر دولي .
وجدد شتاينماير مطالبته بأن تكون سوريا من ضمن العملية السلمية التي ينبغي إطلاقها في المنطقة. وعبر عن خشيته من أن تبقى محاولة إطلاق مسار سلام جديد في المنطقة غير مكتملة بمعزل عن سوريا.
وأوضحت مجلة در شبيغل الالمانية، في عددها الصادر اليوم ان شتاينماير سيلتقي قريباً نظيره السوري وليد المعلم لتقييم الوضع في لبنان. وأوضحت ان المعلم اقترح على شتاينماير عقد اللقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، او في برلين خلال طريق عودته من نيويورك الى دمشق.
المصدر: السفير + أ ف ب
إضافة تعليق جديد