وفق معطيات الميدان.. الأسد يقود بلاده نحو النصر
الأحداث العسكرية الأخيرة في سوريا حافلة بالمتغيرات، خلع العالم عن نفسه دعم الإرهاب و ذهب إلى الجبهة في الأراضي السورية ليواجه الإرهاب، وتحت هذا العنوان العريض تتمسك أمريكا بكذبة عدم التنسيق مع دمشق، و الأخيرة تسكت من باب الاستفادة الأكبر، فاعدائها يصفون بعضهم على الارض، و المواقف تتبدل لتحلق الطائرات الأمريكية ومن معها فوق السماء السورية مستهدفة ذات التنظيمات التي عملت دول الخليج على دعمها لأكثر من ثلاث سنوات. البنتاغون الأمريكي تحدث عن عمليات بمشاركة عربية اليوم في مناطق سوريا مستهدفاً 12 مصفاة نفطية في سوريا، و بإن عشر من المقاتلات الـست عشرة هي مقاتلات عربية، ولا تنظر الإدارة الأمريكية إلى حجم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في المناطق التي تستهدفها، و تتهم الجيش السوري بعدم التقدم نحو المناطق التي يتواجد فيها التنظيمات الإرهابية، لكن معطيات الأرض تظهر عكس ذلك تماماً. معلومات صحفية تحدثت عن تبادل المعلومات بين طياري الجيش العربي السوري و طياري التحالف الذي تقوده أمريكا أثناء التحليق وقبل لحظة الانقضاض، وهذا يفضي إلى أن الطلعات الجوية الحربية السورية المكثفة خلال الأيام الأخيرة، ومنذ بدء التحالف تحديداً تأتي في مهمتين، الأولى تتركز على استهداف الميلشيات ومقراتها منطلقة من مطارات سورية عدة، منها على سبيل المثال مطار الحسكة الذي تحول جزء منه إلى قاعدة عسكرية، فيما المهمة الثانية تتركز في حماية الوحدات العسكرية السورية من أي محاولة استهداف من قبل القوات الأمريكية أو من معها، و قوات التحالف تدرك تماماً إن هذا هو الدور الأساس للطلعات السورية المكثفة التي تترافق و وتوقيت عمليات التحالف، في سوريا تتلقى كافة المعلومات قبل أن تبدأ أي عملية في أجوائها عبر السفير الروسي بدمشق، هذا ما يثبت أن واشنطن تقوم بأخذ موافقة سوريا على العملية لا مجرد إعلامها.
يأتي ذلك مع تقدم سلاح المشاة في الجيش العربي السوري ليستعيد مناطق هامة من نواح استراتيجية في المعركة كـ عدرا البلد و عدرا العمالية التي أعلن عن استعادة السيطرة عليهما اليوم بعد عملية مفاجئة بالنسبة للمسلحين، و إن كانت جبهة النصرة و ميليشيا جيش الإسلام قد انسحبوا إلى دوما التي باتت تحت الطوق و قطع طرق الإمداد عنها، فإن القوات السورية تتمدد في ريف حماة الشمالي نحو محافظة إدلب، في حين أن جبهة المنطقة الشرقية التي وسعتها القوات السورية على أشدها في مناطق محافظة الحسكة مستهدفة معسكرات لتدريب المقاتلين و مخازن للأسلحة تابعة لداعش.
الإعلام الغربي و الناطق بالعربية يحاول إن يسرق منجزات الجيش العربي السوري في حرب خاضها لمدة طويلة ضد الميليشيات في سوريا، و تؤكد الملعومات الخاصة الواردة من مدينة الرقة أن تنظيم داعش يتحصن بين المدنيين، و ينصب دفاعاته الجوية في مناطقهم محولاً أياهم إلى دروع بشرية، و أكدت المصادر الأهلية المتعددة أن خسائر التنظيم نتيجة غارات التحالف لا تقارن بخسائره التي تنتج عن ضربات الجيش العربي السوري، فالأخير يدرك تماماً إن لا حل إلا بيده ويعرف أين يضرب فـ يوجع. خارطة الهرب بالنسبة لداعش تأتي وفق محاور عدة باتجاهين، الأول نحو تركيا عبر معابر الحدود الشرعية و غير الشرعية، وهذا ما تم فعلاً بحسب المعلومات الخاصة من الرقة السورية و ريف إدلب الشمالي، فالميليشيات عمدت إلى إخلاء كامل أسرها من الرقة، في حين أنها اتخذت من المناطق الجبلية في ريف محافظة إدلب الشمالي مقرات مؤقتة لها، وسط حالة من الرفض الشعبي لبقائهم بينهم، وذلك بعد وقوع عدد كبير من الشهداء و الإصابات الخطرة، فيما تتجه عناصر التنظيم إلى الداخل العراقي، هرباً من الضربات المركزة في شرق دير الزور و مصادر أهلية أكدت ان التنظيم قام بحفر خنادق و ملاجئ في المناطق الزراعية، و بعمق كبير خشية من الضربات الجوية الأمريكية، وتحصن خارج مقراته الاعتيادية، فيما يمنع المدنيين من مغادرة مدن البوكمال، والميادين متخذاً منهم دروعاً بشرية. في المحصلة.. تقدم الجيش و عكس دمشق لارتياحها لسير العمليات العسكرية الخاصة بها، وتقدم قواتها لاتمام عملية درع العاصمة أولاً ، و تأمين مناطق الريف الشمالي لحماة و قطع عملية التمدد باتجاه المناطق الداخلية و تأمين مدينة الحسكة، و استعادة أجزاء كبيرة من ريفها، بالإضافة إلى إسناد عملية صد تمدد داعش في منطقة عين عرب شمال حلب، كلها أمور تعكس ارتياح دمشق الكبير عسكرياً، فيما تقتصر رؤية دمشق إلى التحالف على إنه باب لقيام الدول الداعمة للإرهاب بالانقلاب على نفسها، وهذا يضفي على المرحلة القادمة المزيد من المتحولات السياسية التي بدأت من أوباما نفسه الذي قال أن الحل في سوريا هو حل سياسي بحت، و لا يستغرب إن لحقه كل من الملك السعودي و الأمير القطري ليتبعها سيل من الغرب بهذا الخصوص. وبهذا يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد قاد بلاده عبر سياسية داخلية متماسكة سياسياً واقتصادياً و عسكرياً، و بجملة من التحالفات القوية خارجياً أهمها روسيا و الصين و إيران، ومرّ بها من على حافة الهاوية، نحو نصر مجلجل على عالم قادته أمريكا بغباء مطلق.
عربي برس
إضافة تعليق جديد