“فورين بوليسي” الأميركية تحذر من انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من سوريا
حذّرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية من أنّ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من سوريا بعد انتهاء معركة القضاء على “داعش” سيفسح المجال أمام إيران وروسيا لممارسة نفوذ أكبر في البلاد.
وأوضحت المجلة أنّ التهديد الجديد الذي سيبرز بعد القضاء على مقاتلي “داعش” يتمثّل بتأمين الطعام والخدمات للمدنيين، وتنظيف المدن من الألغام وإعادة توطين ملايين اللاجئين وإعادة حكم القانون إلى مناطق شاسعة من البلاد، وذلك في ظل تخفيف التحالف الذي تقوده واشنطن ضد “داعش” وتيرة القتال ضد التنظيم الإرهابي في شمال شرقي سوريا.
وشرحت المجلة بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنّ الولايات المتحدة لن تلعب دوراً واسعاً في إعادة إعمار سوريا، مشيرةً إلى أنّه أمر وزارة الخارجية هذا العام بتجميد مبلغ يقدّر بـ200 مليون دولار خُصص لعملية التعافي السورية، ومذكرةً بفشل الكونغرس هذا العام بضم بند إلى قانون السياسة الدفاعية قضى بتخصيص مبلغ 25 مليون دولار بشكل سنوي للبنتاغون وزيادة النفوذ لدعم جهود تثبيت الاستقرار في سوريا.
وفي هذا السياق، نقلت المجلة عن ويل تودمان، الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، تأكيده وجود بعض الإيجابيات لانخراط واشنطن في عملية تثبيت الاستقرار، مثل منع الظروف نفسها التي أدت إلى بروز “داعش” من أن تحكم مجدداً، وتبعا لذلك منح الولايات المتحدة مقعداً إلى طاولة المفاوضات.
في المقابل، تساءل لوك كوفي، مدير مركز دوغلاس وسارة أليسون للسياسة الخارجية في مؤسسة “Heritage” عن مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية من المشاركة في عملية تثبيت الاستقرار في سوريا، موضحاً أنّ واشنطن لا تتمتع بنفوذ إلاّ في شمال شرقي البلاد، حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة أميركياً. كما رأى كوفي أنّ تمويل إعادة الإعمار يمثّل طريقة لمكافأة الرئيس السوري بشار الأسد، محذراً من أنّه سيساعد على جعل سوريا ورقة استراتيجية ذات قيمة أكبر بالنسبة إلى روسيا وإيران.
بدورها، بيّنت ميليسا دالتون، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنّ قلق وزارة الدفاع من المشاركة في عملية تثبيت الاستقرار ينبع جزئياً من تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
ختاماً، نقلت المجلة عن دالتون ترجيحه توجه “قوات سوريا الديمقراطية” إلى إبرام اتفاق مع الأسد حول إدارة شرق سوريا، وتنبيهه من أنّه كلّما تنازلت الولايات المتحدة عن دور القيادة في هندسة هذا الاتفاق، كلّما ضعفت قدرة المجموعة على الضغط على الأسد وحليفيه: إيران وسوريا.
(ترجمة “لبنان 24” – Foreign Policy)
إضافة تعليق جديد