"المرأة العورة"

آنساتي سيداتي المنقبات أود أن أبدأ رسالتي إليكن بمزيد من آيات المودة الأخوية والاحترام، وبمزيد من السعادة الغامرة أود أن أزف إليكن الفتوى الجديدة التي طالعنا بها أمس أحد مشايخ المملكة العربية السعودية حول نقابكن الكريم، وفحواها أنه يتوجب عليكن أن تتنقبن بنقاب ذي عين واحدة، فإظهار كلتا العينين يدفعكن إلى تزيينهما كونهما المكان الوحيد الذي تظهرن من خلاله وبالطبع من خلالهما ترين الدنيا وما فيها من الفحشاء وقلة الأدب وانعدام الأخلاق وغيرها من كوارث العلمانية "جنبنا الله شرها يوم نُسأل عن أفعال دنيانا"، وبناء على تلك الفتوى يتوجب على محفل اللغة العربية أن يجمع أعضاءه "واعذرنني على استخدام هذه الكلمة ولكن أقصد أعضاءه من اللغويين" ثم يقرر في هذا الاجتماع تبديل كلمتين طالما ارتبطتا ببعضهما البعض عبر الزمن وهما "عورة المرأة" ولكن التبديل سيكون بالترتيب فقط لتصبح العبارة: "المرأة العورة" وبالطبع ما أقصده بالعورة الأخيرة هي كلمة العوراء أي التي فقدت إحدى عينيها ولكن لضرورات لغوية جاءت بهذا الشكل، نعم سيداتي بكل فخر واعتزاز أصبحتن بعين واحدة وهي عين الحق، وطالما أنها تؤدي الغرض المرجو منها منفردة فلماذا الثانية؟!! بالمناسبة أكاد أجزم أنه لن يفوتكن ما فات الشيخ الجليل أن يوصيكن به وهو أن تنقبن العين اليسرى وتتركن اليمنى هي الحرة لئلا تختلط عليكن الجهات فيصبح نظركن إلى اليسار وما فيه من أشراك للشيطان " حمانا الله وحماكن من شر مكائده" أما إن التزمتن بنصيحتي وتركتن اليمنى لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكن، فتيامنوا على الخير والخيرة فيما اختاره الله.
وبمناسبة الحديث عن الفتاوى هنالك بحصة في حلقي أود أن أزيحها الآن، فمنذ فترة ليست بالبعيدة طالعنا أحد المشايخ أعتقد أنه الشيخ المبجل ذاته بفتوى تحرم مشاهدة مسلسل "ميكي ماوس" فالفأر من رموز الشيطان "ولا حول ولا قوة إلا بالله"  لذلك ثمة نصائح عديدة أود أن أوجهها لكن: أولا ابتعدن قدر الإمكان عن مكبات النفايات "والسياقات والبلايع" ومؤسسات الدولة لأنها قد تحوي على ذلك المخلوق البشع، ثانيا :امتنعن عن استقلال شركات النقل الخاصة التي تعود ملكيتها إلى عائلة الجربوع فهو الجد الأكبر للفأر، ثالثا: إن رأت إحداكن فأرا في مكان ما عليها أن تتصل فورا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية لإبلاغها أنها رأت شيطانا صغيرا يسرح ويمرح دون رادع وزيادة في الحذر ولتجنب هذا الأمر اجعلن السياقات ومؤسسات الدولة على يساركن حين تخرجن بعين واحدة وأخيرا أرجو أن تستمتعن برؤية الدنيا بالعين الواحدة المجردة من الأخرى و التي يملؤها الإيمان الراسخ، وكن على أتم الاستعداد للاستغناء عن عينيكن الاثنتين إن ارتأى مشايخنا الكرام أن الشيطان قد يرغب في التسلسل إلى العيون فكما أن الشيطان يكمن في التفاصيل لعله أيضا يقطن بين الرموش.

عاصم جمول
الجمل