انتصار بشار الأسد هو الأفضل لسوريا
الجمل ـ عن شبكة وكالة فرانس برس العالمية ـ ترجمة عبد المتين حميد:
قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن : "إنّ حمام الدم في سورية, الذي يُتعمّد وسمه بالطائفي, هو تهديد لأمن المنطقة؛ و إنّ انتصار نظام بشار الأسد قد يكون النتيجة الأفضل التي نرجوها". لقد أدانت واشنطن طريقة الأسد في إدارة الصراع, و هددته بالضربات الجوية بعد اتهامه باستهداف المدنيين بأسلحة كيماوية, و كما طالبت باستقالته. و كما تقوم الولايات المتحدة بصرف ملايين الدولارات في المساعدات الـ"غير قاتلة" إلى بعض الجماعات المتمردة التي تحارب حكم الأسد.
ولكن مايكل هايدن, و هو فريق أول متقاعد بالقوات الجوية الأمريكية و قد كان رئيس الـ (سي آي إيه) حتى عام 2009, قال: "لم يكن انتصار المتمردين أحد النتائج الثلاث المحتملة التي كنت أتوقّعها في هذا الصراع". و أضاف هايدن في المؤتمر السنوي الذي تعقده مؤسسة جيمس تاون لخبراء الإرهاب: "النتيجة الثالثة هي انتصار الأسد... و لا بد لي من أن أقول لكم في هذه اللحظة, و على الرغم من فظاعة الحل, فأنا نوعاً ما أميل نحو النتيجة الثالثة بأنها الأفضل من بين النتائج الثلاث الممكنة الأخرى".
و قد أورد هايدن: "إنّ أول النتائج المحتملة هي أن تتولّى الفئات الأكثر تطرفاً إن كانت سنية أو شيعية قيادة الصراع". فالجماعات المتمردة حالياً يسيطر عليها المتطرفون من السنة, بينما الأسد فيدعمه عموماً السنة المعتدلين و بقية الطوائف و المسيحيين. أمّا النتيجة الثانية و التي يرجحها هايدن هي "تقسيم سوريا" بما يعني نهاية الدولة الواحدة ضمن الحدود المحددة وفقاً لمعاهدة 1916 بين الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية, حيث قال: "إن تقسيم سوريا يعني نهاية اتفاقية سايكس-بيكو, وهذا سوف يؤدي إلى تفتت جميع الدول التي تم إنشاؤها وفقاً للحدود المصطنعة في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى".
و كما حذّر هايدن من أنّ انهيار هذه الاتفاقية التي بلغت قرناً من الزمن قد يؤدي إلى نشر الفوضى في لبنان و الأردن و العراق, حيث قال: "أنا أخاف كثيراً من تقسيم هذا البلد, لأنه عملياً إنهاء لسايكس-بيكو... و سنجد أنفسنا أمام منطقة جديدة غير مُدارة حكومياً في المكان الذي تتقاطع فيه طرق الحضارة... القصة السائدة الآن عن الوضع في سوريا هي سيطرة أصوليين سنيّين على جزء كبير من الشرق الأوسط جغرافياً, و هذا يهدد بانفجار الدولة السورية و بلاد الشام كما نعرفهما".
الجدير بالذكر أنّ الصراع قد اندلع في سوريا في أوائل 2011, عندما شنّ نظام الأسد حملة على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية! و بعدها تطورت الأمور إلى حرب داخلية أودت بحياة ما يقدر بـ 126 ألف شخص. و حاليّاً يقوم الأسد, مدعوماً من إيران و حزب الله, بقتال مجموعات متنوّعة من الجماعات المتمردة التي يهيمن عليها بشكل متزايد المتطرفين الجهاديين المتزمّتين.
http://www.businessinsider.com/michael-hayden-syria-assad-2013-12
إضافة تعليق جديد