إلى أوباما: لا تفعل شيئاً بخصوص سوريا, اجلس مكانك.

26-02-2014

إلى أوباما: لا تفعل شيئاً بخصوص سوريا, اجلس مكانك.

مقدّمـة: على الرغم من عدم انقطاع المحاولات الحثيثة للمحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية للدفع من جديد نحو التدخل العسكري في سوريا, إلا أنّ هناك أصواتاً ما تزال تجاهر ناصحةً بعدم التدخل العسكري في سوريا, ليس خوفاً على الشعب السوري ولا محبّةً به, بل لدواعٍ جيوبوليتيكيّة.
الجمل ـ توماس فريدمان – ترجمة عبد المتين حميد: مع سماع هدير روسيا لسقوط حليفتها الحالية أوكرانيا و استمرارها في حماية حليفتها الحالية الأخرى سوريا, يتزايد الحديث عن عودة الحرب الباردة و عن عدم قدرة فريق أوباما على الدفاع عن مصالحنا و عن حلفائنا. أنا أختلف معهم هنا. فأنا لا أعتقد بعودة الحرب الباردة و ذلك باختصار لأنّ مراعاة الوضع الجيوبوليتيكي حالياً أهم بكثير من تسعير الحرب. و كما أنني أيضاً لا أعتقد بأنّ حرص و وعي الرئيس أوباما في غير محله.
كانت الحرب الباردة حدثاً فريداً غاصت فيها إيديولوجيتين عالميتين و قوتين عالميتين كلٌّ منهما تمتلك ترسانة نووية منتشرة في أصقاع العالم و بالإضافة إلى امتلاك كلٍّ منهم للعديد من الحلفاء الذين يدعمونهم من الخلف. وقتها تمّ تقسيم العالم إلى رقعة شطرنج ذات مربعات حمراء و سوداء, و إن مسألة السيطرة على أي مربع تمسُّ الجانب الأمني و تؤثر على سلطة و رفاهية كلا الطرفين. كاننت الحرب الباردة تُدار وفقاً للمعادلة الصفرية, بمعنى أنّ كل مكسب كان يحققه الاتحاد السوفيتي و حلفاءه هو خسارة للغرب و الناتو, و العكس بالعكس.
لقد انتهت لعبة الحرب الباردة و نحن ربحنا. أمّا اليوم فإنّ ما لدينا هو خلطة من لعبة قديمة مع لعبة أحدث. و لنفهم أكثر تركيبة العالم الحالية يمكن أن نقرأ ما قاله بروفيسور السياسة الخارجية في جامعة جون هوبكنز الأستاذ مايكل مانديلباوم :"التقسيم الجيوبوليتيكي الأكبر في العالم اليوم هو بين هذه الدول التي تطمح لتكون دولاً قوية و تلك التي تطمح لتحقيق الرفاهية و الازدهار لأبناء شعبها".
التصنيف الأول يضم دولاً مثل روسيا و إيران و كوريا الشمالية التي يركّز قادتها على بناء سلطتهم و هيبتهم و نفوذهم عبر صنع دولة قويّة. و بسبب تواجد النفط لدى روسيا و إيران بينما كوريا تمتلك النووي الذي تقايضه بالغذاء فإنه بإمكان كل من هذه الدول تحدي النظام العالمي و الاستمرار في البقاء, مع احتمال ازدهارها؛ و في ذات الوقت تمارس هذه الدول اللعبة القديمة التقليدية بالسيطرة على جوارها.
في التصنيف الثاني تقع الدول التي تركّز على بناء هيبتها و نفوذها عبر منح الرفاهية لشعوبها, و هي أمريكا و كندا و المكسيك و الاتحاد الأوروبي و دول الميركوسور و مجموعة آسيان. تفهم هذه الدول بأنّ التوجّه الحالي السائد في العالم ليس نحو حربٍ باردة جديدة بل نحو الاندماج فيما بين العولمة و ثورة تقنية المعلومات؛ هي تركّز على المدارس الصحيحة و البنية التحتيّة و أنظمة التجارة و الانفتاحات الاستثمارية و الإدارة الاقتصادية لكي تزدهر شعوبها في عالمٍ أصبحت فيه المهن المتوسطة تتطلّب مهارةً أكثر و القابلية للابتكار الدائم و هذا ما سيحدد مستوى معيشتهم. هذا هو المصدر الرئيسي للسلطة المستدامة.
ولكن يوجد تصنيف ثالث للبلدان تلك التي ليس بمقدورها تحقيق القوة أو الرفاهية؛ هذه البلدان هي التي تغوص حالياً في عالم "الفوضى" مثل سوريا و ليبيا و العراق و السودان و غيرها من البقع الساخنة. و في الوقت الذي تحاول فيه دول التصنيف الأول التدخل بشكل مباشر في عالم الفوضى فإن دول التصنيف الثاني تحاول عدم الانغماس كثيراً فيه, و ذلك لمعرفتهم بأنّه في حالة "الفوز" بأحد دول عالم الفوضى في لعبة الجيوبوليتيك اليوم فإن كل ما سيفوزون به هو مجرّد فاتورة.
تشذ عن هذه التصنيفات دولة أوكرانيا. لقد نشبت التظاهرات فيها بسبب تحريض روسيا للحكومة الأوكرانية على ترك اتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي, هذه الاتفاقية التي كان يفضلها العديد من الأوكرانيين المهتمّين بتحقيق البحبوحة و الازدهار للشعب. هذا الانقسام أطلق الحديث حول الانفصال من قبل متحدثي الروسية في الجزء الشرقي من أوكرانيا.
فماذا يتوجب علينا فعله؟ بات العالم يعرف بأنّ قابلية الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل خارجياً قليل جداً و هذا بسبب مجموعة من العوامل و هي: انتهاء التهديد الوجودي للاتحاد السوفيتي, خسارة العديد من الأرواح و 2 تريليون دولار في العراق و أفغانستان دون أي عائدٍ لذلك, ازدياد استقلال أمريكا في قطاع الطاقة, نجاح المخابرات في منع حدوث 9/11 آخر, و أخيراً الإدراك بأنّ  إصلاح ما يزعج البلدان الأكثر اضطراباً في عالم الفوضى يفوق قدرة الولايات المتحدة و مواردها و صبرها.
في الحرب الباردة كانت السياسة واضحة ومباشرة؛ كان لدينا سياسة "الاحتواء" و هي السياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة لمنع انتشار الشيوعية في كل مكان. أخبرتنا هذه السياسة بما يجب القيام به و بأي تكلفة. اليوم, يقول منتقدوا أوباما بأنّه يجب أن يقوم "بشيءٍ" تجاه سوريا. أنا أدرك ذلك, حيث من الممكن للفوضى هناك أن تصلَ الولايات المتحدة. إذا كان هناك من سياسةٍ لإصلاح سوريا، أو حتى مجرد وقف القتل هناك، و بطريقة مستدامة ذاتياً، و بتكلفة يمكن تحمّلها دون أن  ينقص شيءٌ من الأشياء التي نحتاجها في المنزل لضمان مستقبلنا، فأنا مؤيّد لهم.
و لكن من الواجب أن نكون قد تعلّمنا بعض الدروس من تجربتنا الحالية في الشرق الأوسط: أولاً, نحن نفهم القليل فقط حول التعقيدات الاجتماعية و السياسية في تلك البلدان؛ ثانياً, يمكننا و بتكلفة معقولة منع الأمور السيئة من الوقوع هذه البلدان و لكن لا يمكننا نحن أنفسنا جعل الأمور الجيّدة تحصل: ثالثاً, عندما نحاول صنع أمور جيّدة فإننا نجازف بوضع فرضية بأنّه تقع على الولايات المتحدة مسؤولية إيجاد الحلول لمشاكلهم, بينما هذه المسؤولية تقع على عاتقهم هم.


http://www.nytimes.com/2014/02/26/opinion/friedman-dont-just-do-something-sit-there.html?_r=0

التعليقات

انا من القراء المواضبين على قراءة المقالات التي ينشرها موقع الجمل .. واعتقد ان هذا المقال من اكثر المقالات تفاهة.. كما ان كاتبه الصهيوني المعروف توماس فريدمان هو من اتفه الكتاب واكثرهم سطحية .. واعتقد ان موقع الجمل الذي عودنا على المقالات التحليلية الدسمة يخطئ كثيرا عندما ينشر مقالات عديمة الفائدة خاصة اذا كان الغرض منها هو التعمية على الحقائق والتمويه والاستخفاف بعقول الناس .. وتوماس فريدمان من الذين يتقنون هذه المهمة .. وشكرا

بالمناسبة التعليق على اخباركم من المهام الصعبة للغاية لان هناك مليون شرط وطلب حتى يستجيب السيستم ويصلكم التعليق .. ارجو ملاحظة ذلك وعدم طلب الاسم والايميل والويب وان تتركو التعليقات تصلكم بدون كل هذه الشروط .. كل هذه الاسئلة يسألها من يريد تزويج ابنته فقط ..

لعنة الله على هذا الخنزير العنصري ، يتكلم وكأن امريكا ملاك البراءة الذي نحاول نحن المجرمين تحميله اخطائنا ، وكأن ما يجري في سورية ليس سببه أمريكا التي يريدها الخنزير الكاتب ان لا تتكلف شيئاً لمساعدتنا طالما ان غرضاً لا ينقص من ثلاجته بسبب الأزمة السورية ( لعنة الله عليه عنصري سافل) وإذا نقص شئ ما من توافه حياته فلا بد ان رأيه سيكون اضربوا المسبب وهو هنا سورية بقنبلة نووية لكي لا نعاني من نقص "الكورن فليكس" في امريكا ، لعل الشئ الذي لا يمكن ان ينقص امريكا هو مياه البلاليع التي تنبع من ادمغة وأفواه فريدمان وأوباما وفورد وكل أمريكي أياً كان لا أستثني من اولاد القحبة احداً

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...