اكتمال طوق الجيش حول حلب وواشنطن تعترف بمكاتب "الائتلاف" كبعثات ديبلوماسية
أعلنت واشنطن، عشية زيارة رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا إليها، أنها ستعامل مكاتب "الائتلاف" على الأراضي الأميركية على أنها "بعثة ديبلوماسية أجنبية"، ما سيسمح للعاملين في هذه المكاتب بالتمتع بالحصانة الديبلوماسية، كما أنها ستزيد مساعداتها العسكرية "غير القاتلة" للمسلحين.
وعلى الأرض، أطبقت القوات السورية حصارها على المسلحين في مدينة حلب، قاطعة طرق إمدادهم من الأرياف، فيما أنجز حوالى "90 في المئة" من اتفاقية حمص القديمة، والتي تهدف إلى إخلاء المنطقة من المسلحين، والشروع بتسوية أوسع، فيما استعرت المعارك بين "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في دير الزور حاصدة عشرات القتلى من الطرفين، بالإضافة إلى مدنيين.
وبرز أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وذكرت وكالة "فارس" أن الجانبين "أكدا ضرورة اعتماد الحل السياسي، بوصفه الخيار المناسب لحل الأزمة السورية. وثمّن ظريف جهود الإبراهيمي المهمة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية".
وأعلنت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أن واشنطن ستعترف بمكاتب "الائتلاف" في الولايات المتحدة كبعثة ديبلوماسية أجنبية، فيما قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن "هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز المعارضة السورية المعتدلة.. ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون إلى مساعدة في سوريا".
والإجراء الأميركي الجديد سيتيح للعاملين في مكاتب "الائتلاف" في الولايات المتحدة التمتع بالحصانة الديبلوماسية، لكنه لا يصل إلى حد الاعتراف بها على أنها سفارة. ويأتي بعد فشل مفاوضات "جنيف 2" وبعد شهرين من إغلاق الولايات المتحدة السفارة السورية في واشنطن.
وقال مسؤولون أميركيون إن هذا الإجراء رمزي، لكنه يأتي بناء على طلب من "الائتلاف" الذي يعتقد أن هذا الأمر سيعطيه مصداقية أكبر خلال لقاء مسؤوليه مع المسؤولين الأميركيين والسوريين الموجودين في الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن "ستزيد مساعداتها غير القاتلة لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، وستقدم مساعدة إضافية بقيمة 27 مليون دولار، ما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدة إلى 287 مليون دولار"، لكنه لم يحدد ماهية هذه المساعدة مع إقراره بوجود "اختلال في التوازن العسكري" بين المسلحين والقوات السورية.
وقال الجربا، في بيان صادر عن مكتبه، "إنها مرحلة مهمة على طريق سوريا الجديدة، على صعيد الاعتراف بها على الساحة الدولية، وعلى مستوى علاقات السوريين مع الولايات المتحدة"، معتبراً أن الإجراء الأميركي يشكل "ضربة ديبلوماسية لشرعية" الرئيس بشار الأسد.
وعلى الأرض واصلت القوات السورية عملياتها في حلب. وشرح مصدر عسكري، أهمية سيطرة الجيش على منطقة البريج، كآخر نقطة وصل بين المسلحين الموجودين داخل مدينة حلب وريفها الممتد إلى تركيا، موضحا أن الجيش أصبح يسيطر على كامل محيط المدينة من جهاتها الأربع، ما يعني أن مسلحي الداخل عُزلوا نهائياً عن الريف، تمهيداً لاختراق الجيش أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون، وحصرهم داخل الأحياء التي باتت شبه فارغة من سكانها.
وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات العنيفة بين "جبهة النصرة" من طرف و"داعش" من طرف آخر، رغم بيان "النصرة" الأخير الذي قالت فيه إنها أذعنت لأمر "أميرها" أيمن الظواهري الذي طالبها في تسجيل صوتي قبل أيام بوقف القتال مع "المجاهدين".
وقالت مصادر أن "والي داعش" في الحسكة أبو أسامة العراقي كان قد أصدر أمراً إلى عناصره بوقف إطلاق النار بانتظار وصول التعليمات الجديدة من قيادة "الدولة" حول كيفية التعامل مع قرار "النصرة"، إلا أن قيام مجموعات من الجبهة بالالتفاف على قرية جديد عكيدات التي يسيطر عليها "داعش" ومحاولة اقتحامها، أثار غضب العراقي لدرجة أن مصادر إعلامية مقربة منه أكدت إصداره أمراً حازماً إلى كل عناصره "بإشعال كل جبهات دير الزور لمعاقبة النصرة على غدرها وخيانتها".
وأصيب "والي داعش" في دير الزور عامر الرفدان خلال الاشتباكات في مسقط رأسه جديد عكيدات، بينما قتل شقيقه فايز الرفدان. وقتل 58 مقاتلا في المعارك، ما يرفع إلى أكثر من 150 حصيلة المعارك بين الطرفين منذ الأربعاء الماضي.
وشملت الاشتباكات بين الطرفين مناطق واسعة يحيط معظمها بمدينة البصيرة مثل أبريهة والصبحة وجزرات وكبر، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة، من مدفعية ودبابات، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى جراء القصف المتبادل، علماً أن غالبية القتلى من المدنيين. يشار إلى أن المعارك بين الطرفين غلب عليها خلال الأيام الماضية طابع الكر والفر، بحيث يصعب تحديد مناطق سيطرة كل طرف لأنها تتغير باستمرار.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد