تركيا تريد 5 مناطق عازلة ولقاء أميركي مع أكراد سوريين
فتحت مقاومة أكراد عين العرب السورية الشرسة لتنظيم «داعش» الباب أمام عقد اجتماع، هو الأول من نوعه، بين مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وقيادات في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فيما كانت أنقرة تكشف عن مطالبتها بإقامة خمس «مناطق عازلة» داخل سوريا. وقللت موسكو من شأن تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تبادل معلومات مخابرات مع روسيا تتعلق بمقاتلي «داعش»، مؤكدة رفضها المشاركة في تحالفات تنتهك «القانون الدولي».
وفي الوقت الذي تعرضت فيه بغداد لسلسلة تفجيرات وهجمات دامية، أدت إلى مقتل حوالي 50 شخصا، وإصابة 125، فان البنتاغون اعتبر أن العاصمة العراقية لا تتعرض لـ«تهديد وشيك» من «داعش»، الذي تقدم خلال الأيام الماضية في الانبار.
وكشف رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان انقرة تريد اقامة خمس «مناطق عازلة» في سوريا. وقال «يجب إنشاء هذه المناطق بالقرب من مدينة حلب. كما تجب إقامة مناطق أخرى قرب الحدود التركية في محافظة إدلب وفي الحسكة وجرابلس وكوباني».
وأضاف «يجب على الأمم المتحدة لتعزيز الشرعية أن تتولى تنفيذ هذه المناطق الآمنة، لكن إذا لم يحدث هذا فإن التحالف الدولي يمكنه توفير الغطاء الجوي اللازم لهذه المناطق». وتابع «تركيا يمكنها تقديم كل المساعدات اللازمة إذا تقرر إنشاء هذه المناطق الآمنة، لكن حين لا توجد مثل هذه المناطق فإن مطالبة تركيا بالتدخل من تلقاء نفسها هي مطالبة لها بأن تتحمل هذه المخاطر وحدها».
- من جهتها حذّرت دمشق من «السياسات العدوانية للحكومة التركية» ضد سوريا، مؤكدة أنّ بعض الدول، إضافة إلى تركيا، «قامت باستخدام الإرهابيين لتحقيق أغراضها السياسية الرخيصة». وفي رسالتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، لفتت دمشق إلى أنّ المحاولات التركية «لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية يشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأميرال جون كيربي أن المحادثات بين واشنطن وأنقرة بشأن دور تركي محتمل في محاربة «داعش» مضت بصورة «جيدة جدا جدا»، لكنه رفض التعليق على ما قد تقوم به تركيا فعلا.
وقال كيربي «مضت المحادثات بصورة جيدة جدا جدا. ركزت على استطلاع طرق أخرى، ومساهمات أخرى، يمكن لتركيا المشاركة بها في ذلك». وأضاف «نعتقد أن المحادثات كانت ايجابية.. اعتقد أن فريقنا يخرج بتقرير عام جيد هنا، لكنني لن أستبق الأمور (بشأن) ما قد تفعله تركيا أو لا تفعله». يذكر أن واشنطن أطلقت على حربها ضد «داعش» تسمية «العزم التام».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن مسؤولا أميركيا التقى، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في باريس أكرادا سوريين ينتمون إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي».
وقالت انه في إطار إستراتيجية الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا جرت «هذه الاتصالات المباشرة خارج المنطقة» بين مسؤول في الخارجية وممثلين عن «الاتحاد الديموقراطي»، الذي يدافع جناحه العسكري بشراسة عن عين العرب.
ويطالب مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية بتسليحهم لمواجهة «داعش»، لكن بساكي أعلنت أن واشنطن «لم تصل بعد» إلى حد العمل على تسليح وتدريب ميليشيات كردية. وقالت «لقد كان عبارة عن اجتماع خاطف»، برغم توقعها عقد اجتماعات جديدة.
ودخلت المعركة بين المقاتلين الأكراد السوريين و«داعش» في عين العرب شهرها الثاني، وأدت إلى مقتل 662 مقاتلا من الطرفين. وأعلن المسؤول الكردي في المدينة إدريس نسيم أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب تقدموا في شرق المدينة وجنوب شرقها»، فيما كان مسلحو «داعش» يشنون هجوما على مشارف مركز مرشد بينار الحدودي التركي مع سوريا بهدف قطع إمكانية المرور من تركيا إلى عين العرب.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن طائرات أميركية نفذت 14 غارة على أهداف للتنظيم قرب عين العرب خلال اليومين الماضيين، ما يرفع إلى أكثر من مئة عدد الغارات على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول الماضي. ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر أن «ستة مقاتلين أكراد قتلوا عن طريق الخطأ، في ضربة جوية شنتها طائرة تابعة للتحالف على أحد المواقع قرب شارع التل وسط عين العرب».
وأعلنت موسكو رفضها الانضمام إلى التحالف الذي تبنيه واشنطن ضد «داعش». وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال لقائه نظيره الأميركي جون كيري في باريس أن روسيا تكافح الإرهاب منذ زمن وبشكل متواصل، وتقدم الدعم للدول الأخرى التي تواجه خطر الإرهاب، بما في ذلك سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة، وتساعدها في تعزيز الأمن». وأضافت أن «روسيا ستواصل هذه الجهود، لكنها لن تنضم إلى أي تحالفات يتم تشكيلها التفافا على مجلس الأمن الدولي وخرقا للقانون الدولي».
ونفت الخارجية الروسية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن اتفاق بين لافروف وكيري حول تبادل المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب وتدريب قوات الأمن العراقية، مؤكدة أن هذه الأنباء غير صحيحة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي «نعتقد في الوقت الحاضر أن بغداد بمنأى عن تهديد وشيك». وأضاف «لا يوجد حشد كبير لقوات تنظيم الدولة الإسلامية خارج (بغداد) يستعد لدخولها».
وأعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية أن 50 شخصا قتلوا، وأصيب 125، في تفجير سيارات وهجوم بقذائف الهاون، وقعت خلال ساعتين على مناطق في بغداد.
وفجر انتحاري سيارة في نقطة تفتيش تابعة للجيش بالقرب من مطعم في منطقة الطالبية شمال بغداد، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، وإصابة 28. وبعد 45 دقيقة انفجرت سيارتان في غرب بغداد ما أدى إلى مقتل 16 شخصا، وإصابة 35. وبعد دقائق انفجرت خمس قذائف هاون في حي الشعلة ما أدى إلى مقتل 6 وإصابة 21، ثم انفجرت سيارة في حي الحرية القريب فقتلت ستة أشخاص وأصابت 16. كما قتل سبعة وأصيب 12 في انفجار سيارة في المحمودية جنوبي بغداد، فيما قتل جنديان وأصيب أربعة في انفجار عبوة جنوب العاصمة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد