الكرملين: العمليات البرية السورية ضرورية و33 قتيلاً من "داعش" في الغارات الفرنسية والروسية على الرقّة
قضت الغارات الروسية والفرنسية "الانتقامية" ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" على 33 عنصراً على الأقل من التنظيم خلال ثلاثة أيام من القصف الكثيف في الرقّة المعقل الرئيسي له في سوريا، في وقت رأى الرئيس بشار الأسد أنه لا يّمكن لفرنسا مكافحة الإرهاب طالما هي حليفة قطر والسعودية.
ومنذ مساء الأحد، تشنّ الطائرات الحربية الفرنسية غارات كثيفة تستهدف مواقع التنظيم في الرقّة ومحيطها، بعد تبنيه اعتداءات باريس الجمعة والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصاً. بينما تشنّ موسكو، من جهتها، غارات في المدينة الرقة منذ 30 أيلول الماضي، لكنّها كثّفتها بعد تبنّي التنظيم إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الاربعاء، أن موسكو لن تُغيّر خطط الضربات الجوية التي تشنّها في سوريا، مشدّداً على أن الضربات الجوية وحدها "لن تنجح بشكل كامل" في المعركة ضدّ التنظيم و"يجب أن تدعمها عمليات بريّة يُنفّذها الجيش السوري.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن: "قُتل 33 عنصراً على الأقل من تنظيم الدولة الاسلامية في الغارات الروسية والفرنسية التي استهدفت في 15 و16 و17 تشرين الثاني مقران وحواجز للتنظيم" في الرقة، مشيراً إلى سقوط عشرات الجرحى.
وأوضح عبد الرحمن أن "تنظيم الدولة الاسلامية اتخذ احتياطاته مسبقاً، لذلك فان المواقع المستهدفة من مستودعات ومقرّات لم يكن فيها إلا حراس فقط"، موضحاً أن غالبية القتلى سقطوا جراء استهداف حواجز "الجهاديين".
وتشهد الرقّة "حركة نزوح كبيرة لعائلات المقاتلين الأجانب في التنظيم باتجاه محافظة الموصل في العراق إذ يعتبرونها أكثر أمناً، خصوصاً أنهم يقولون إن الضربات الجوية استهدفت أماكن سكنهم"، وفقاً لعبد الرحمن.
تدمير 175 هدفاً نفطياً لـ"داعش"
وبُعيد غارات "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن التي حملت اسم "موجة المدّ الثانية" والتي ألحقت "أضراراً كبيرة" بقدرة "داعش" على تمويل نفسه، أظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن هذه الغارات استهدفت مصادر التمويل النفطي لـ"داعش"، حيث قصفت طائرات "التحالف" 175 هدفاً على الأقل من المنشآت النفطية قرب دير الزور والبوكمال والتي توفّر ثلث عائدات "داعش" النفطية. ووفقاً للإحصاء الذي ارتكز إلى بيانات وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) منذ 22 تشرين الأول الماضي، شملت الغارات 116 صهريج نفط في وقت سابق من الأسبوع، ومنصّات بحرية نفطية ومضخّات وصهاريج تخزين.
الأسد: مستعدون للتعاون مع فرنسا
سياسياً، أبدى الأسد استعداد دمشق للتبادل الاستخباري مع باريس شرط أن تُوافق الأخيرة على تغيير سياستها بشأن سوريا. ورأى الأسد، في مقابلة مع مجلة "فالور اكتوييل" valeurs actuelles الفرنسية تنشر كاملة خلال الساعات المقبلة، أن دمشق لن تُضيّع الوقت مع الحكومة الفرنسية إذا لم تلمس جدية في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أنه لا يمكن لفرنسا أن تحارب الإرهاب طالما أنها حليفة لقطر والسعودية. ورداً على سؤال، قال الرئيس السوري إن الغرب "أعمى عما يجري في تركيا التي تدعم النصرة وداعش وتُرسل المهاجرين بالملايين إلى أوروبا"، مضيفاً أنه يجب على الأوروبيين أن يتساءلوا عن الدوافع الخفية لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وإذ جدد الأسد تأكيده أن مستقبله يُحدّدهما الشعب والبرلمان في سوريا، اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المدافع الوحيد عن الحضارة المسيحية الذي يُمكن الاعتماد عليه.
أوباما يُشيد بموسكو
أشاد الرئيس الأميركي باراك اوباما، الأربعاء، بالدور الذي تلعبه موسكو في محادثات فيينا الهادفة إلى وضع حدّ للأزمة في سوريا، على الرغم من الخلافات التي ما زالت قائمة حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد. وقال اوباما، على هامش قمة المنتدى الاقتصادي في الفيليبين، إن روسيا "شريك بناء في فيينا من خلال محاولتها خلق مرحلة انتقالية سياسية" في سوريا، داعياً إياها على تحويل تركيزها من دعم الحكومة السورية إلى تركيز الضربات العسكرية في سوريا على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش". وأوضح أن الخلافات الروسية-الغربية حول مصير الأسد "لن تمنعنا من بحث كيفية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار" في سوريا.
وكالات
إضافة تعليق جديد