الشرطة تطارد مخرج سوري في شوارع دمشق وتصادر كاميراته
الجمل ـ منصور ديب : أثناء تصوير فيلم " نصف ميلي غرام نيكوتين " للمخرج محمد عبد العزيز في دمشق القديمة، داهمت الشرطة مكان التصوير فتم حجز الكاميرا، وتهريب المخرج عن طريق السطوح، و أخفي الشريط في حقيبة مسؤولة الماكياج. وقال محمد عبد العزيز لـ (الجمل) في شرحه لملابسات ما جرى: خلال قيامي بتصوير أحد المشاهد أبلغني مساعد الإنتاج، أن الشرطة تبحث عني لتوقيفي وعندما استفسرت عن ذلك أجابوا : أني مخالف للقانون بحجة عدم انتسابي لنقابة الفنانين . ومع أن هذا القانون قديم إلا أنه لم يكن معمولاً به سابقاً، وقد جرى تفعيله مؤخراً لدى تغير مجلس النقابة وبدون سابق فإنذار وبدون فترة سماح ، بدأت النقابة تطارد المخرجين غير المنتسبين اليها ، حتى أن النقابة التي لم تمنحني إذن عمل لم تسألني عن دراستي وإمكاناتي وتوجهاتي الفنية .
وتساءل عبد العزيز ما كان سيحدث لو أن هذا القانون طبق على حاتم علي قبل مسلسل الفصول الأربعة ، ونجدت أنزور قبل نهاية رجل شجاع ، عندما لم يكونا قد انتسبا للنقابة في ذلك الوقت، ترى ألن تتأخر ولادة هذه الأعمال، التي شكلت محطات بارزة في الدراما السورية !!
ويؤكد عبد العزيز أن مشكلة الانتساب للنقابة تلاحق الآن الليث حجو ورشا شربتجي ومروان بركات وناجي طعمي والمثنى صبح فهم غير نقابيين و كلنا يعترف بدورهم المميز في الدراما التلفزيونية الحديثة.ويضيف عبد العزيز أنا أدعي أني مخرج جيد وأعتقد أن من حقي ومن حق أي أحد أن يحصل على إذن عمل وأن يمنح فرصة ليثبت وجوده، ومن ثم ويحاسب على النتيجة .
ويقارن محمد عبد العزيز بين معاملة الشرطة والنقابة له كمخرج ومعاملة رجال الأمن فيقول : منذ سنة ونصف انجزت فيلماً وثائقياُ بعنوان " أبناء الرياح " عن الغجر في سوريا ،وبعدها حضر عنصر أمن ، وطلب مني تحديد موعد يناسبني كي أراجع فرع فلسطين ،أعترف أني في البداية ظننت أنه يمازحني و حددت موعداً بالفعل والتقيت ضابطاً هناك عاملني بكل احترام وطلب مني نسخة من الفيلم لم أرسلها حتى الآن ولم أراجع على ذلك حتى الآن . لقد عاملتني المخابرات كمخرج ، وعاملتني النقابة كمجرم . وكأن ما أنفذه جريمة وليس فيلماً .
يقول مجلس النقابة أنه يبغي تشغيل النقابيين في الأعمال الدرامية أنا لا أقول أنه ليس على النقابة أن تدافع عن مصالح أعضائها ، ولكن ليس عن طريق المطاردات وإحضار الشرطة، ففي أكثر الدول تخلفاً عندما يعلمون أن مخرجاً ما ينفذ فيلماً ،حتى لو كان لغايات معادية لا يمكن أن يتصرفوا معه بهذه الطريقة .
الجمل
إضافة تعليق جديد