حال القراءة في العالم: الهند الأولى وأميركا في المرتبة 23
هكذا افتتح بريندان براون تقريره الذي نشره موقع "غلوبال إنغليش إديتينغ" أخيراً، والذي تضمن رسوماً بيانية حول عادات القراءة في العالم، كم وماذا نقرأ، وما هي الدول ذوات المعدلات الأعلى في القراءة، وما هي الكتب الأكثر مبيعاً في العالم.
والمفاجئ أن الهند جاءت في المرتبة الأولى في ساعات القراءة أسبوعياً بمعدل 10.7، تليها تايلاند بمعدل 9.4، فالصين بمعدل 8، ثم الفيليبين بمعدل 7.6، ثم مصر بمعدل 7.5، فروسيا بمعدل 7.1 فالسويد وفرنسا بمعدل 6.9، ثم هنغاريا والسعودية بمعدل 6.8.
والمفاجئ أكثر أن الولايات المتحدة الأميركية حلّت في المرتبة الـ23 بمعدل 5.7 ساعات قراءة في الأسبوع، تلتها إيطاليا والمكسيك وبريطانيا والبرازيل واليابان.
ينبّه التقرير إلى أن الدول ذوات معدلات القراءة الأعلى لا يعني أنها الدول الأكثر ثقافة من حيث قدرتها على الوصول إلى عدد كبير من المكتبات، والصحف، وأجهزة الكومبيوتر. ففي هذا الخصوص، تصدرت فنلندا، والنروج وأيسلاندا دول العالم.
وقد حمل التقرير مفاجأة غير متوقعة باحتلال بلدين عربيين كبيرين، هما مصر والسعودية، مرتبتين متقدمتين عالمياً. إذ احتلت مصر المرتبة الخامسة فيما إحتلت السعودية المرتبة الحادية عشرة، متقدمتين على عدد من الدول الغربية الصناعية، وهي الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا واليابان، وغيرها من الدول الأوروبية والأميركية والآسيوية الكبرى.
فالفرد في مصر يقرأ بمعدل 7.5 ساعة في الأسبوع بينما يقرأ الفرد في السعودية بمعدل 6.8 متخطيتين المعدل الوسطي وهو 6.5.
فبحسب الصحافي اللبناني عبده وازن، تؤكد هذه الأرقام أولاً "مدى نجاح المشروع الرسمي للنشر الذي تعتمده القاهرة منذ سنوات والذي شهد رواجاً شعبياً واسعاً عبر خفض أسعار الكتب حتى لتوازي أسعار الصحف والمجلات وتوسيع خريطة توزيعها في الأقاليم"، فيما برزت في هذا المشروع سلسلة «مكتبة الأسرة» التي تضع الكتب في متناول الطبقات الفقيرة.
أما في شأن السعودية فيعتبر وازن "أن الإقبال الجماهيري الذي يشهده معرضا الرياض وجدة للكتاب وارتفاع أرقام المبيع يؤكدان رواج ظاهرة القراءة في السعودية، وأصبح هذان المعرضان مقصد الناشرين العرب الذين يحققون فيهما دخلاً كبيراً في المبيع".
وكانت التقارير عن القراءة في العالم العربي تحمل أرقاماً متدنية جداً إذ يفيد بعضها بأنّ العربي يقرأ ما يعادل 6 دقائق سنوياً في مقابل 200 ساعة للقارئ الأوروبي مثلاً.
أما البلدان الأكثر ثقافة في العام 2016 بحسب التقرير، وفقاً لخصائص السلوك الثقافي التي تشمل كل شيء من عدد المكتبات والصحف وسنوات الدراسة واستخدام الكومبوتر في كل بلد، فقد جاءت الدول الاسكندنافية في المراتب الخمس الأولى على الترتيب التالي: فنلندا، ثم النروج، فأيسلاندا، ثم الدنمارك، فالسويد.
ثم جاءت في المراتب التالية: سويسرا في المركز السادس، فتلتها الولايات المتحدة، فألمانيا، ولاتفيا، وهولندا، وكندا، ثم فرنسا، فلوكسمبورغ، ثم استونيا، فنيوزيلندا، ثم أستراليا، فبريطانيا في المرتبة السابعة عشرة، تلتها بلجيكا، فإسرائيل، فبولندا في المرتبة العشرين.
وفي رسم بياني آخر، يوضح التقرير نفسه أن 27% من الراشدين الأميركيين لم يقرأوا كتاباً واحداً خلال سنة كاملة بينما معدل القراءة لدى الراشدين في أميركا هو قراءة 12 كتاباً في عام 2015. وذلك يضع الولايات المتحدة بمستوى فيتنام إذ يشير التقرير إلى أن 26% من الفيتناميين لا يقرأون كتباً بينما يقرأ 44% منهم من حين إلى آخر، بينما يقرأ 30% منهم فقط بشكل منتظم.
ويذهب التقرير إلى أن 40% من الأميركيين يقرأون كتباً مطبوعة، وفقط 6% منهم هم قراء كتب الكترونية، مشيراً إلى أن كتاب "هاري بوتر والطفل الملعون" كان الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدةعام 2016 حيث بيعت منه مليونا نسخة في يومين.
أما في بريطانيا، فيشير تقرير "غلوبال إنغليش إديتينغ" أن 80% من البريطانيين قد قرأ الواحد منهم كتاباً في العام 2016، متخطين بذلك جيرانهم، الألمان (79%)، والفرنسيين(73%)، والإيطاليين(56%). أما المعدل العام لعدد الكتب المقروءة من الراشدين في بريطانيا فهو نحو عشرة كتب كل عام بينما المعدل الوسطي هو أربعة كتب فقط. وكانت رواية "هاري بوتر والطفل الملعون" الأكثر مبيعاً في بريطانيا عام 2016 حيث بيعت منها 680 ألف نسخة في ثلاثة أيام.
أما بالنسبة للكتب الأكثر مبيعاً في العالم، فاحتلت رواية "دون كيشوت" للإسباني ثرفانتس المرتبة الأولى مع رقم مبيع هائل هو 500 مليون نسخة، ثم تلاها معجم صيني بلغ مبيعه 400 مليون. وحلّت في المرتبة الثالثة رواية "قصة مدينتين" الشهيرة للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز (200 مليون) تلتها رواية "سيد الخواتم" للبريطاني تولكين (150 مليوناً). وحلت رواية "هاري بوتر وحجر الساحرة" للبريطانية ج. ك. رولينغ في المرتبة الخامسة (107 ملايين). كما احتلت روايات "هاري بوتر" أخرى احتلت مراتب لاحقة تراوحت أرقام مبيعاتها بين 65 مليوناً و50 مليوناً.
وكان الأكثر مفاجأة أن الكتاب الأكثر مبيعاً في النروج هو ترجمة "الكتاب المقدس"، وذلك خلال سنتين متخطياً مبيعات الروايات. بينما شكّل كتاب "أغابي" للكاهن الكاثوليكي مارسيلو روزي الأكثر مبيعاً في تاريخ البرازيل حيث بيعت منه 7.7 ملايين نسخة.
الصينيون يقرأون بمعدل 4 إلى 5.6 كتب في العام، وكانت رواية "الحديقة السرية" الأكثر مبيعاُ في الصين عام 2015 حيث بيعت منها ثلاثة ملايين نسخة في آب أغسطس 2015.
أما جيرانهم اليابانيون ف79% منهم قرأوا كتاباً واحداً في العام الماضي، وكان كتاب "غوين ساغا" الأكثر مبيعاً تاريخياً في اليابان حيث بيعت منه 50 مليون نسخة.
أما الكتاب الإلكتروني ((eBooks فقد بلغت نسبة مبيعاته لعام 2013 12% من أرقام مبيعات الكتب في سوق النشر العالمي، ويتوقع أن يبلغ عام 2018 نسبة 25.8%، فيما يتوقع التقرير أن يبقى عدد القراء للكتاب الالكرتوني حوالي 90 مليون خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذكر التقرير أن عائدات الكتاب الالكتروني ارتفعت عالمياً من 270 مليون دولار عام 2008 إلى خمسة مليارات دولار عام 2015، بينما تركز 79% من سوق مبيعات الكتب الالكترونية في الولايات المتحدة، الصين، وأوروبا، حيث شكلت المناطق الثلاثة سوقاً ضخماً بقيمة 12.2 مليار دولار.
ويشير التقرير إلى أن موقع أمازون يحوي 4.9 مليون عنوان كتاب الكتروني، لافتاً إلى أنه يتوقع أن تتخطى مبيعات الكتاب الالكتروني الكتاب المطبوع في الولايات المتحدة وبريطانيا في العام 2018.
يذكر التقرير أنه منذ اختراع المطبعة، فقد نشر نحو 150 مليون عنوان كتاب. في عام 2013، بيعت نسخة من أول كتاب طبع في أميركا الشمالية ب14.2 مليون دولار خلال مزاد، والكتاب هو Bay Psalm Book.
وتحوز الولايات المتحدة على 30% من السوق العالمي لنشر الكتب من حيث مجموع المبيعات، بينما تليها الصين(10%)، ألمانيا(9%)، اليابان(7%)، المملكة المتحدة(4%)، فرنسا(4%)، إيطاليا(3%)، إسبانيا(3%)، (البرازيل 2%)، والهند(2%).
أما الكتاب الأكثر مبيعاً في التاريخ فهو رواية "دون كيشوت" للإسباني ثرفانتس.
ينهي الكاتب تقريره بدعابة حول أسماء كتب يمكن طلبها في الأعوام 2912 و3007 و3013، لكنك لن تعيش حتى تقرأها!.
المصدر: الميادين نت
إضافة تعليق جديد