تسريبات حول قمة نتينياهو – مبارك المرتقبة
الجمل: نقلت التقارير الصحفية الصادرة اليوم خبر لقاء بنيامين نتينياهو – حسني مبارك الجديد المرتقب وعلى ما يبدو فإن هذا اللقاء يتدرج ضمن مسلسل لقاءات قمم القاهرة – تل أبيب التي بدأت بصعود نتينياهو وما زالت مستمرة.
* ماذا تقول المعلومات الجارية؟
أفادت التقارير والتسريبات الواردة اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيزور مصر وسيتضمن جدول أعماله ما يلي:
• تاريخ الزيارة: يوم الأحد القادم.
• مكان الزيارة: العاصمة المصرية القاهرة (وليس شرم الشيخ كما درجت العادة).
• اللقاءات: سيعقد لقاء مع الرئيس مبارك ولقاء مع عمر سليمان وزير المخابرات.
• الأجندة: سيناقش نتينياهو ملف إيران وملف صفقة الجندي جيلعاد شاليط وملف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية وملف تصريح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي طالب فيه الدول العربية بعدم قبول شرط التطبيع مع إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن بنيامين بن أليعازر سيرافق نتينياهو في زيارة القاهرة المرتقبة.
* الأبعاد غير المعلنة لزيارة نتينياهو:
بالإضافة إلى الأجندة التي أشارت إليها التقارير فإن موضوع لقاء نتينياهو – مبارك المرتقب يمكن أن يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى النقاط الآتية:
• أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن اللقاء المرتقب سوف لن يتطرق إلى الأجندة المعلنة التي تم التطرق إليها وإنما سيتطرق بتركيز اكبر إلى التطورات الجارية حالياً في المنطقة وأضافت الصحيفة أن نتينياهو سيطلب من مبارك الضغط على الرئيس محمود عباس ليقبل باستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
• وجود بن أليعازر وزير الصناعة والتجارة والعمل عن حزب العمل الإسرائيلي هو أمر يحمل في حد ذاته أكثر من دلالة بشكل يشير إلى وجود توافق بين الليكود وحزب العمل حول دبلوماسية القاهرة الأمر الذي يفيد لجهة أن حزب إسرائيل بيتنا وزعيمه ليبرمان سيظلان بعيدين خلال الفترة المقبلة عن دبلوماسية نتينياهو.
* هل بدأت الخطوة الثانية في تفاهم نتينياهو – مبارك؟
بدأت الخطوة الأولى لتفاهم نتينياهو – مبارك عندما عقد الطرفان اللقاء الذي أعقب مباشرة صعود نتينياهو إلى رئاسة الحكومة وبرغم التكتم والتعتيم على مضمون اللقاء فقد تأكدت محتوياته من خلال الآتي:
• معطيات زيارة نتينياهو إلى العاصمة الأمريكية التي شهدت خلافاً مع إدارة أوباما حول ملف الاستيطان بسبب منظور الإدارة الأمريكية القائل بضرورة وقف الاستيطان كشرط لاستمرار ونجاح عملية السلام.
• معطيات زيارة الرئيس مبارك إلى العاصمة الأمريكية التي شهدت تصريح مبارك القائل انه لا تضارب بين أنشطة الاستيطان واستمرار عملية السلام.
على هذه الخلفية انتهت المرحلة الأولى لتفاهم مبارك – نتينياهو الذي دفع واشنطن إلى القبول مرغمة بالوقف الجزئي للاستيطان الذي تبين أنه كان مصحوباً بإصدار وزير الدفاع إيهود باراك قرار بناء بضع مئات من الوحدات السكنية الاستيطانية.
انتهت الخطوة الأولى فهل سيشكل اللقاء الحالي الخطوة الثانية؟ وما هي معالمها وخطوطها الجديدة؟ وما هو شكل السيناريو المتوقع حدوثه لاحقاً؟
تقول المعلومات والتسريبات أن نتينياهو اختفى يوم أمس لمدة عشر ساعات عن مكتبه إضافة إلى أن الاتصالات معه كانت مقطوعة وأدى هذا الغياب المفاجئ إلى إرباك العديد من الأجهزة الرسمية وغير الرسمية الإسرائيلية التي كانت معنية ببعض المعاملات مع نتينياهو يوم أمس الاثنين وذلك بحسب جدول أعمال نتينياهو المحدد مسبقاً.
لكن اليوم برز تصريح رسمي يقول أن نتينياهو كان يقوم بجولة تفقد فيها العديد من المنشآت والأجهزة الفائقة الحساسية بالنسبة لاعتبارات الأمن القومي الإسرائيلي ولكن وبشكل خافت برز تسريب إعلامي مثير للاهتمام يقول أن نتينياهو كان يعقد لقاءاً مع "زعيم عربي كبير" لا تسمح الظروف الحالية بالتطرق لاسمه، هذا وتجدر الإشارة إلى أن معلومة لقاء نتينياهو مع هذا الزعيم العربي وردت في تقرير صحيفة أورشليم بوست القريبة من الليكود وزعيمه نتينياهو وبقية النخبة الليكودية الحاكمة في إسرائيل.
عموماً، من الواضح أن الخطوة الجديدة في تفاهمات نتينياهو – مبارك ستركز بشكل واضح على ملف التطبيع مع العرب وعلى ما يبدو أن لقاء نتينياهو مع هذا الزعيم العربي الكبير قد كان بخصوص هذه المسألة وعلى الأغلب أن يكون هذا الزعيم من البلدان التي سبق للرئيس بيريز، في حواره مع خبير اللوبي الإسرائيلي ديفيد ماكوفيسكي، أن وصفها بـ"الدول التي تسعى إسرائيل لبدء التطبيع معها دون التقيد بأي اتفاق سلام..".
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد