تقرير أميركي يتحدث عن سيناريو حزب الله لمهاجمة شمال إسرائيل
الجمل: تقول المعلومات والتسريبات, بأن مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونيز, ثد تحدث مع الإسرائيليين حول معلومات استخبارية استطاعت أجهزة المخابرات الأميركية, تجميعها خلال الأشهر الماضية, وهي معلومات تتعلق بخطط تفصيلية لعمليات عسكرية-حربية تستهدف إسرائيل.
توصيف المعلومات:
يشير محتوى المعلومات, إلى وجود خطط تفصيلية لتنفيذ العمليات العسكرية الحربية ضد الإسرائيليين, ومن أبرز التفاصيل التي أشارت إليها هذه الخطط الآتي:
• اكتمال عملية تدريب 5000 عنصر لحزب الله اللبناني, تحت إشراف قوات الحرس الثوري الإيراني.
• تنفيذ عملية حربية ضد إسرائيل, تتضمن «جانب سياسي» يتمثل في إشعال انتفاضة شعبية واسعة ضد إسرائيل, بواسطة العرب الذين يعيشون في داخل إسرائيل, و«جانب عسكري» يتمثل في قيام عناصر حزب الله اللبناني باقتحام منطقة شمال إسرائيل, بحيث يتزامن مع ذلك قيام حركة حماس بتنفيذ عملية عسكرية-سياسية واسعة النطاق في قطاع غزة, والضفة الغربية.
من خلال هذه النقاط نلاحظ أن فرضية فكرة قيام حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية بشن عملية عسكرية متزامنة مرتفعة الشدة ضد إسرائيل, هي فرضية ما تزال تسيطر وتمارس حضورا قويا على إدراك الخبراء الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين, وقد ظلت هذه الفرضية تظهر بين حين وآخر, آخذة العديد من الأشكال والنماذج التي لا تختلف عن الأصل, إلا من خلال بعض التفاصيل القصيرة.
الأداء العسكري السلوكي لهجوم حزب الله المفترض:
أشارت المعلومات المنسوبة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونيز, بأن قوات الحرس الثوري الإيراني, قد أشرفت على تدريب عناصر حزب الله في أحد المنشآت التابعة له القريبة من العاصمة الإيرانية طهران, وبأن ال5000 عنصر الذين تم تدريبهم, قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة في القدرة على العمل كقوات خاصة, وأيضا في استخدام الأسلحة المتطورة, وتفيد مهام القوات الخاصة الصعبة, مثل التغلغل والعمل وراء الخطوط وما شابه ذلك.
أضافت المعلومات, أن 5000 عنصر, سوف يتم تنظيمهم ضمن خمسة ألوية خاصة, ثم بعد ذلك, وعند بدء تنفيذ عملية الهجوم, يتم تكليفهم بتنفيذ المهام ضمن خمسة محاور داخل شمال إسرائيل, وذلك على النحور الآتي:
• وحدات المحور الأول: تتقدم عبر نقطة الناقورة, إلى مسافة سبعة كيلومترات, وتقوم بالاستيلاء على مدينة نهاريا, التي يقطنها حوالي 55 ألف إسرائيلي, بحيث تقوم وحدات الكتيبة باحتجاز أكبر عدد ممكن من الرهائن الإسرائيليين. واستخدامهم كدروع بشرية ضد الهجوم المضاد الذي سوف تقوم به القوات الإسرائيلية لاسترداد المدينة.
• وحدات المحور الثاني: تتقدم باتجاه المنطقة الواقعة جنوب شرق الناقورة إلى مسافة 300 متر بحيث تستولي على مدينة شلومي الإسرائيلية, والتي يقطنها حوالي 6,500 إسرائيلي, وبالاستيلاء على شلومي واحتجاز سكانها, يكون حزب الله قد أكمل السيطرة على الطريق الرئيسي, بما يتيح لوحداته اعتراض حركة أي قوات إسرائيلية تحاول التقدم لاسترداد مدينة نهاريا, وعلى وجه الخصوص القوات الإسرائيلية القادمة من القواعد العسكرية التابة التابعة للقيادة الشمالية الإسرائيلية, والموجودة في منطقة الجليل والجليل الأعلى.
• وحدات المحور الثالث: تتقدم جنوبا أكثر فأكثر, بحيث تصل إلى القرى العربية الثلاثة: بينه-دير الأسد-مجدل كروم, والتي تقع إلى الشمال من مدينة الكرمل, وبجانب الطريق الإسرائيلي السريع 85, الواصل بين إكرا على ساحل البحر الأبيض المتوسط, مع مدينة صفد الواقعة في مرتفعات الجليل.
الهدف من تمركز وحدات حزب الله في هذه القرى الثلاثة يتمثل في الحصول على المزايا الآتية:
- التمركز في موقع متقدم, والاستفادة من دعم السكان المحليين في إشعال الغضب الشعبي العربي داخل إسرائيل, إضافة إلى إدماج السكان المحليين العرب في تنفيذ العمليات ضد الإسرائيليين, والعمل على بناء وتفعيل حركة عمل سري واسعة تشمل العرب الموجودين في مناطق: ساخنين-عرابة-ديرحانا وأيضا الالتحام مع خلايا حزب الله الناشطة في مناطق الضفة الغربية, وبالذات في منطقة وادي عارا, بما يؤدي إلى قطع الطريق رقم 65 الذي يربط بين وسط وشمال إسرائيل.
- السيطرة على النيران على الطريق 85 الواصل بين أكرى وصفد, وذلك من خلال التمركز والسيطرة على القرى العربية الموجودة في المنطقة, إضافة إلى إقامة درع متقدم يوفر الحماية المتقدمة لوحدات حزب الله المتمركزة في نهاريا وشلومي, وأيضا تعزيز المقاومة لجهة عرقلة وإعاقة حركة القوات الإسرائيلية من الوسط إلى الشمال.
هذا, ونلاحظ أن نجاح الكتيبة الثالثة في تنفيذ مهامها, سوف يترتب عليه إرغام القوات الإسرائيلية لجهة التركيز على معالجة المواجهات في المناطق القريبة من وسط إسرائيل, وهو أمر سوف يخفف الضغط على وحدات حزب الله المسيطر على نهاريا وشلومي.
• وحدات المحور الرابع: تتقدم باتجاه الجنوب الشرقي, إلى داخل وادي قاديش, الواقع على حافة مناطق ماكيا-بيفتا كيبو تزيم-ماكيا موشاف الآهلة بالسكان الإسرائيليين, وبالاستيلاء على هذه المنطقة. يصبح حزب الله قد أحكم قبضته على شمال إسرائيل, وإضافة إلى الإمساك بأعداد كبيرة من الإسرائيليين, فإنه يكون أيضا قد أصبح بإمكانه استخدام النيران المباشرة ضد مناطق وسط إسرائيل.
• وحدات المحور الخامس: وتتمثل في وحدات المحور الاحتياطي الإستراتيجي, وسوف يعهد إليها القيام بالأعمال والمهام الآتية:
- إطلاق نيران الصواريخ من داخل جنوب لبنان, بما يستهدف إلحاق أكبر الأضرار والخسائر بمراكز تجمع وتعبئة وإمداد القوات الإسرائيلية.
- استخدام القذائف الصاروخية من داخل لبنان, بما يستهدف المطارات الإسرائيلية, ومناطق تمركز بطاريات الصواريخ الإسرائيلية.
- استخدام الصواريخ لجهة استهداف المنشآت النووية الإسرائيلية, ومناطق تمركز القوات البحرية الإسرائيلية.
سيناريو الحرب الافتراضية: موقع سوريا على المخطط:
برغم أن المعلومات والتسريبات, قد تعرضت بقدر كبير من الإسهاب إلى حزب الله اللبناني, وإيران, فقد أشارت هذه التسريبات في سطورها الأخيرة إلى المزاعم الآتية المتعلقة بموقع سوريا في المخطط:
• المشاركة السورية سوف تكون محدودة لجهة المساعدة عن طريق المدفعية, أو الجو, بما يدعم عمليات حزب الله.
• في حالة استمرار وتصاعد القتال, فإن دخول سوريا سوف يكون مشروعا برغبة حزب الله في دخول دمشق إلى جانبه.
• دخول سوريا قد يكون عن طريق جنوب لبنان, أو عن طريق قيام دمشق بفتح جبهة المواجهة الرابعة.
هذا, ونلاحظ أن جبهات المواجهة في هذه الحرب الافتراضية سوف تكون أربعة: الأولى جبهة مواجهة حزب الله القوات الإسرائيلية-الثانية جبهة مواجهة حركة حماس القوات الإسرائيلية "قطاع غزة"-الثالثة جبهة المواجهة في مناطق شمال الضفة القريبة أما الرابعة فسوف تتمثل في المواجهة المفترضة مع سوريا.
أشارت التحليلات إلى أن ملف المواجهة المفترضة, يقوم بشكل أساسي على استراتيجية إيران-حزب الله, والتي تقوم على إشعال الصراع مع إسرائيل في حالة قيام تل أبيب باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
مدى مصداقية المعلومات والتسريبات:
نلاحظ أن مصدر المعلومات المتعلقة بخطة الحرب المفترضة, هو الجنرال جيمس جوينز الذي يتولى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي, وما هو جدير بالاهتمام, أن مجلس الأمن القومي الأميركي,. لم يصدر حتى الآن أي تصريح على لسان المتحدث الرسمي باسمه لجهة نفي أو تأكيد هذه المعلومات.
تقول خلفيات هذه المعلومات, أنه قد تم تجميعها بواسطة أجهزة المخابرات الأميركية, نتيجة جهد لمساعي استمرت لعدة شهور, وإضافة لذلك, نلاحظ أن تحركات رموز وعناصر وكالة المخابرات المركزية الأميركية, ووكالة الأمن القومي الأميركي, قد أصبحت أكثر كثافة خلال الأسابيع الماضية, وعلى سبيل المثال لا الحصر, فقد انعقد اجتماع عمان المخابراتي, والذي ضم رؤساء مخابرات كل من مصر, والأردن, وإسرائيل, إضافة إلى ممثلين لوكالة المخابرات المركزية الأميركية, والمخابرات العسكرية الأميركية, ثم بعد ذلك, قام مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بزيارة مصر وإسرائيل.
توجد احتمالات متعددة إزاء مدى مصداقية هذه المعلومات, وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالهدف من نشرها, فهل هذه المعلومات صحيحة, وبالتالي فإن عملية نشرها سوف تساعد في ردع الهجوم والمواجهة قبل حدوثها, باعتبار أنها أصبحت مكشوفة, أما أن الهدف هو نشر معلومات مفبركة من أجل تنفيذ عملية نفسية إعلامية إسرائيلية-أميركية, تساعد في توفير الغطاء اللازم لا سوف يحدث في المسرح اليمني, إضافة إلى تشتيت الانتباه, في المنطقة العربية, بحيث تكون هناك أطراف ودول شرق متوسطية تنظر باتجاه ما يمكن أن يحدث في منطقة الشرق الأوسط, وأطراف يمنية سعودية خليجية تنظر باتجاه ما يمكن أن يحدث في المسرح اليمني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد