نتنياهو يتلقى تقدير مبارك وتشجيع أوباما وميتشل والمفاوضات غداً
تبدأ غداً الاربعاء واحدة من أغرب جولات التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، برعاية المبعوث الاميركي جورج ميتشل الذي سيقوم بجولات مكوكية بين المفاوضين في القدس المحتلة ورام الله، للبحث في شروط استئناف المفاوضات المباشرة، وجدول أعمالها ومهلها الزمنية، في ظل غموض حول طبيعة التعهدات الأميركية التي دفعت السلطة الفلسطينية للعودة الى المفاوضات، وفي ضوء زيارة خاطفة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شرم الشيخ، حيث قابل الرئيس المصري حسني مبارك، واتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي أبلغه عن تشدّد أميركا في التزامها بأمن إسرائيل ورغبتها في تحقيق السلام في المنطقة.
وبارك أوباما في الاتصال مع نتنياهو انطلاق المفاوضات بوساطة أميركية، مكرراً التزام إدارته بأمن إسرائيل. وقالت مصادر إسرائيلية إن الحديث الهاتفي، وهو الأول منذ زيارة نتنياهو لواشنطن، تمّ «بروحية جيدة جداً». وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن المحادثة بين أوباما ونتنياهو، التي دامت حوالى 20 دقيقة، تركزت على استئناف الحوار غير المباشر «الأساسي» بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعلى ضرورة التوصل قريباً إلى محادثات مباشرة.
ومن المقرر أن يقود محادثات التقريب من الجانب الإسرائيلي بشكل مباشر رئيس الحكومة بمساعدة طاقم صغير من المستشارين. وسيقدم نتنياهو نوعاً من التقرير التفصيلي الدوري عن مجرى المحادثات ومقدار التقدم فيها إلى «السباعية» الوزارية.
وستتخذ المحادثات في المرحلة الأولى شكل رحلات مكوكية يقوم بها ميتشل وفريقه بين القدس المحتلة ورام الله. وأشار مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن «المفاوضات ستجري في قنوات سرية قدر الإمكان وفي أضيق نطاق ممكــن».
وكما يبدو فإن خطوة الألف ميل في هذه المفاوضات ستبدأ هذه المرة باجتماع ميتشل مع نتنياهو في القدس،وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس.
نظرياً، فإن محادثات التقريب ستتناول جميع قضايا الحل النهائي، لكنها من الوجهة العملية ليست سوى مدخل للعودة إلى المفاوضات المباشرة. وهكذا فإن الهدف الأول للمفاوضات، على الأقل للجانبين الأميركي والإسرائيلي، هو إيجاد السبيل لإعلان المفاوضات المباشرة. ومن المؤكد أن الجانب الفلسطيني سيحاول انتزاع مواقف من إسرائيل وأميركا تتعلق بقضايا الحل النهائي، لكن العقبة الأساس تتمثل في تجنب الإدارة الأميركية تقديم أية تعهدات.
وبين هذا وذاك سيدور جدل حول أولويات البحث: الفلسطينيون يركّزون على الحدود ووقف الاستيطان وإسرائيل تركز على الترتيبات الأمنية وقضايا المياه. كما سيدور جدل حول الجداول الزمنية، حيث ينطلق الوفد الفلسطيني من الشهور الأربعة الباقية من المهلة العربية للمفاوضات، والوفد الإسرائيلي من الشهور الباقية على قرار تجميد الاستيطان في الضفة.
وفي شرم الشيخ، التقى مبارك بنتنياهو على انفراد طوال ساعة ونصف الساعة. وأعلن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن «رئيس الحكومة والرئيس المصري اجتمعا على انفراد وأن الحديث تركّز على استئناف العملية السلمية وعلى مواضيع إقليمية وثنائية أخرى، وقد جرى اللقاء في أجواء إيجابية وبناءة».
وتعتبر أوساط إسرائيلية أن أهمية اللقاء بين مبارك ونتنياهو تكمن في أنه يعبر «عن الاحترام الذي يكنّه مبارك لنتنياهو، وهو إثبات على أن الرئيس المصري يرى في رئيس الحكومة الإسرائيلية زعيماً مهماً وذا شأن في المنطقة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد