السكري.. مليونا مصاب في سورية و227 مليوناً في العالم
يأتي مرض السكري بين الامراض الأكثر شيوعاً في سورية، حيث تعتبر سورية الدولة رقم 12 على مستوى العالم من حيث نسبة إصابة المرضى ممن تجاوزوا سن ال 24 بهذا المرض بحسب الاحصائيات التي طرحها مؤتمر الجمعية اللبنانية للغدد الصم المنعقد في بيروت من 3-6 حزيران الجاري والذي نظمته مؤسسة سانوفي افانتيس العالمية وبمشاركة أطباء من سورية ولبنان والأردن والعراق والامارات ومصر.
أنواع وانتشار
تقسم منظمة الصحة العالمية السكري إلى ثلاثة أنماط رئيسية وهي: سكري النمط الأول وسكري النمط الثاني (يشكل مرضى السكري فيه نسبة 90٪) وسكري الحوامل وكل نمط له أسباب وأماكن انتشار في العالم.
ولكن تتشابه كل أنماط السكري في أن سببها هو عدم إنتاج كمية كافية من الأنسولين من قبل خلايا بيتا في البنكرياس،ولكن أسباب عجز هذه الخلايا عن ذلك تختلف باختلاف النمط فسبب عجز خلايا بيتا عن إفراز الأنسولين الكافي في النمط الأول يرجع إلى تدمير مناعي ذاتي لهذه الخلايا في البنكرياس، بينما يرجع هذا السبب في النمط الثاني إلى وجود مقاومة الأنسولين في الأنسجة التي يؤثر فيها، أي إن هذه الأنسجة لا تستجيب لمفعول الأنسولين ما يؤدي الى الحاجة لكميات مرتفعة فوق المستوى الطبيعي للأنسولين فتظهر أعراض السكري عندما تعجز خلايا بيتا عن تلبية هذه الحاجة.
سكر الحوامل
أما سكري الحوامل فهو مماثل للنمط الثاني من حيث إن سببه أيضاً يتضمن مقاومة الأنسولين لأن الهرمونات التي تفرز أثناء الحمل يمكن أن تسبب مقاومة الأنسولين عند النساء المؤهبات وراثياً و إن العديد من النساء يعانين من السكري أثناء الحمل، وفي الحقيقة إن معدل الإصابة بسكري الحوامل ازداد إلى أكثر من الضعف في السنوات الست الأخيرة وهذا يسبب مشكلات كثيرة لأن السكري يزيد من خطر المضاعفات أثناء الحمل، كما يزداد خطر تطور السكري عند المولود في المستقبل.
بينما تشفى الأم الحامل بمجرد وضع الطفل في النمط الثالث إلا أن النمطين الأول والثاني يلازمانها أحيانا.
نسب كبيرة
تحدث 80٪ من وفيات السكري في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل حيث تجاوز عدد المصابين بالسكري 227 مليون نسمة في العالم، نتيجة قلة الاهتمام الشخصي بمراقبة تطور المرض ويسجل نصف وفيات السكري تقريباً بين من تقلّ اعمارهم عن 68 سنة، كما تسجل 55٪ من تلك الوفيات بين النساء.
وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية الى ان وفيات السكري ستتضاعف في الفترة بين عامي 2010 و 2030.
وسيقلل من ذلك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن معقول.
وتجنب تعاطي التبغ من الامور التي يمكنها الاسهام في توقي السكري او تأخير ظهوره او الحد من تفاقمه على اقل تقدير.
تركيز على السكري
وفي لقاء مع الدكتور سمير عويس مستشار وزارة الصحة للبرنامج الوطني للسكري في سورية قال: تم في سورية تبني برنامج خاص يتعلق بالسكري لرعاية مرضى السكري واعطائهم أولوية خاصة، وذلك نظرا لانتشارمرض السكري بكثرة في سورية اقيم مركز وطني للسكري بدمشق، وهناك اهتمام خاص بسكري الاطفال وان كانت نسبة حدوثه اقل الا انه يشكل تحديا خاصا لما تفرضه عملية التثقيف من صعوبات نظرا لعمر الطفل ومداركه التي تحتاج الى جهد خاص.
وأضاف: تقدر نسبة المصابين بمرض السكري في سورية بحوالي 10٪ من عدد السكان ما يؤكد وجود عدد كبير من المصابين بهذا الداء الامر الذي يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا جدا خاصة مع ضعف التوعية وعدم القدرة وتأمين العلاج والدواء لأكثر من مليوني مصاب في سورية، إلا ان المشكلة تكمن في رغبة بعض المرضى بعدم الالتزام بالمعايير التشخيصية والعلاجية.
زيادة الوعي الصحي
وفي لقاء مع رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الغدد الصم والسكري والدهنيات الدكتور اكرم اشتي اكد ان مواجهة السكري والتصدي له تكمن بالدرجة الاولى والاساسية في زيادة الوعي والثقافة الصحية في المجتمع بشكل عام، ولدى مرضى السكري بشكل خاص من خلال التأكيد على اتباع النمط الغذائي الصحي والسليم وممارسة الرياضة البدنية بصورة منتظمة للتقليل من نسبة الاصابة حيث ثبت ان ضبط سكر الدم الجيد يلعب الدور الرئيسي في تخفيض المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، ونعتقد ان السيطرة الشائعة على سكر الدم تبقى غير كافية، فعدد المرضى الذين ينجزون اهداف العلاج محدود، وهناك دليل يتعاظم بأن التدخل المبكرة، من خلال ضبط اسلوب الحياة والسيطرة الدوائية، مع المعالجة المبكرة، يمكن ان يخفف العبء من مضاعفات مرض السكر.
كما ان التدخل المكثف في أسلوب الحياة يكون فعالا في خفض سرعة تقدم المرض، وان التدخل بالعلاج الدوائي المبكر يشار به عندما يكون هناك متابعة جدّية ودقيقة من قبل المريض.
مضاعفات المرض
تعتبر مضاعفات مرض السكري (حسبما اوضح د. سالم الربيعي استشاري امراض السكري والغدد الصم بكلية الطب في جامعة بغداد ومشفى بغداد التعليمي): النتيجة الحتمية لهذا المرض ولاسيما لو اهمل علاجه. ومرض السكر ليس مرضا معديا ولكنه قد يكون وراثيا بنسبة 40 بالمئة وان مريض السكر يتبول كثيرا ويعطش بشدة فيقل حجم الماء في الدم بجسمه لهذا تقل الدورة الدموية بالاطراف مع زيادة البول «اليوريا» مما قد يؤدي للفشل الكلوي والمضاعفات المرضية لمرض السكر كالجلطات، وعلى المريض مراقبة وزن الجسم وفحص قاع العين وتحليل البول للتعرف على الزلال به وبصفة دورية يقوم بتحليل الكرياتين وبولة الدم وإجراء مزرعة للبول وقياس ضغط الدم والكشف عن التهاب الاعصاب الطرفية سواء بالقدمين والساقين والذراعين.
كما يجرى له اختبار «دوبللر» للكشف على الاوعية الدموية بالساقين والرقبة، ويفحص القلب والاذن واللثة والصدر والكولسترول وفحص القدمين جيدا حتى لا يصاب بعدوى بكتيرية قد تسبب الغرغرينا، وأهم مضاعفات مرض السكري التهاب الاطراف ولا سيما بالقدمين حيث يشعر المريض بعد عدة سنوات من المرض بحرقة بهما. كما ان كثيرين من المرضى لا يميزيون الالوان وتصاب عدسة العين بالعتمة ولا سيما لدى المسنين، وقد تصاب الشبكية بالانفصال والنزيف الدموي بعد 5-6 سنوات من المرض، و30٪ يعانون من ارتفاع ضغط الدم وظهور العجز الجنسي. واخيرا.. يتطلب مرض السكر تعاون المريض مع نفسه ولا سيما في الدواء،وممارسة الرياضة والمشي والطعام. مع الكشف والتحليل الدوري، وبهذا نخفف غائلة المرض كل ذلك يحدث بصفة خاصة عند إهمال المراقبة اللصيقة لتطور المرض.
اكتشاف حديث
وقالت الدكتورة نجوى عكاشة اختصاصية السكري من دولة الامارات العربية المتحدة إنه عملية صنع الانسولين بتقنية جينية حديثة قدمت انجازاً متقدما لمرضى السكري فهو دواء طبيعي لأنه خلاصة من بنكرياسات المواشي. وهذا النوع من الانسولين يحضر حاليا بتقنية بسيطة وبنقاوة عالية مما جعل تأثيره الجانبي لا يذكر. ويتميز على الانسولين البشري ان مفعوله أبطأ وهذا ما يجعله دواء آمنا. لأن الانسولين البشري المعدل وراثيا سريع المفعول ما يجعله يخفض السكر بالدم والمخ بسرعة.. مما يعرض المريض لغيبوبة خفض السكر بالدم او الموت ولا سيما اثناء النوم. وثبت من خلال التقارير العلمية المؤكدة ان الانسولين البشري له تأثير على شبكية العين وزيادة الدهون بالجسم والتفاعل مع جلد المريض ولا سيما بمكان الحقن وظهور حكة وطفح جلدي مما يتعارض مع مريض القلب وارتفاع ضغط الدم. ولم يثبت حتى الان تفوق الانسولين البشري على الطبيعي الحيواني.
وما يساعد الدواء بنهاية المطاف هو تغيير الانماط الغذائية الخاطئة.
دور الرقابة الذاتية
ويؤكد د. سمير عويس قائلا: تلعب الرقابة الذاتية لداء السكري عن طريق اجراء المريض تحليلاً مستمراً للسكر بنفسه بأجهزة تحليل السكر المنزلية دورا اساسيا في معالجة داء السكري وان اجراء ذلك ثلاث مرات وسطيا في اليوم الواحد تساعد مريض السكري على الأكل بشكل طبيعي والتمتع بحياة عملية طبيعية، وتعطى نتائج الرقابة الذاتية للسكري الفريق الصحي المعلومات التي يحتاجها المريض لضبط علاجه، ومن اهداف الرقابة الذاتية ايضا مساعدة المريض على ادارة التوتر والمرض بشكل افضل ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تخفض الرقابة الذاتية مضاعفات السكري؟ يمكن ان نقول إنه اذا اجرى المريض فحص السكر في الدم مرارا سيستطيع التحكم بشكل افضل بالسكري وبالتالي ستحد من خطر المضاعفات على الامدين القصير والطويل.
وتظهر التجارب مثل تجربة مراقبة السكري ومضاعفاته انه كلما ازدادت الرقابة الذاتية، أي كلما زاد معدل قياس السكري من المريض ساهم هذا في إبطاء او الحد من تطور المضاعفات لدى المصابين بداء السكري من النوع الاول كما أن الرقابة الذاتية لمستوى السكر في الدم هام جداً للمرضى الذين يستخدمون العلاج المكثف والذي من شأنه ان يؤدي الى التحكم في داء السكري والتقليل من خطر المضاعفات، ناهيك عن ان المراقبة الجيدة للسكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني تساعد على الحد من أمراض واعتلال العين والاصابة المبكرة بالقصور الكلوي والذبحات القلبية.
مرحلة ما قبل السكري
وأكدت ميريام أزناقوريان وهي متخصصة من مؤسسة سانوفي أفانتيس أن مرحلة ما قبل السكري تعد فترة حرجة اذ أثبتت الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة أنه يمكن تأخير وحتى الوقاية من الاصابة بالمرض. في مرحلة ما قبل السكري حيث يكون مرض السكري مختفياً وهو يظهر قبل عدة سنوات ويظهر بشكل دائم قبل تشخيص المرض. وفي هذه الحالة تكون مستويات السكر مرتفعة أكثر من معدلها الطبيعي لكن لا يمكن من خلالها تشخيص المرض، ولذلك يجب أن يكون هناك متابعة لصيقة لتطور المرض واكتشافه قبل أن يبدأ يعيث فساداً في الجسم.
لا تتكل على إحساسك
نصيحة نوجهها لمريض السكري كما قال الدكتور عويس: لاتتكل أبداً على احساسك فإن ارتفع معدل السكر في الدم مع الوقت قد يألف جسدك هذا الاحساس،وقد يحس بأنه بخير إلا أنه يكون عرضة للمضاعفات ولا يتنبه الجسم في حالة الاهمال الا بعد أن يكون الوقت قد فات ولذلك يمكن فحص معدل السكر في الدم حتى لعشر مرات يومياً فكلما زاد تواتر الفحص كلما أدركت أكثر معدلات السكر في دمك، وكلما أصبح من السهل تحقيق الرقابة الدقيقة لأن معدل السكر يختلف كثيراً في اليوم الواحد لذا ينصح مرضى السكري من النوع الأول بأن يقوموا بتحليل السكر ثلاث مرات يومياً علىالأقل في فترات مختلفة في اليوم قبل وما بعد الوجبات أما مرضى السكري من النوع الثاني فمعدل التحليل أقل كثيرا،ً ومن الممكن الاكتفاء بثلاث مرات اسبوعياً ولكن في أوقات مختلفة ولكلا النوعين ينصح دائماً بتسجيل نتائج التحليل ووضع الطبيب محل المعرفة حتى يتم اتخاذ قرار، اما بتغيير أو تعديل العلاج ويجب تثقيف المريض بكيفية اتخاذ رد فعل تجاه نتائج التحاليل المختلفة سواء المرتفعة منها أو المنخفضة.
نسبته بالعالم العربي 30٪
رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة في الاردن الدكتور كامل العجلوني أكد أن نسبة انتشار السكري في العالم العربي تبلغ نحو 30٪ بينما تزيد نسبة البدانة عن 60٪.
وحذر العجلوني من النسب العالية المصابة أو المرشحة للاصابة بالسكري والتي تبلغ نسبتها في الاردن 23٪ للفئة العمرية 25 عاماً، وأشار الى ارتفاع نسب الاصابة بالسكري حيث بينت دراسة طبية أميركية جديدة أن هناك اصابة جديدة تشخص في الولايات المتحدة الاميركية كل عشرين ثانية، وقال :إن السكري بات وباء، معيداً انتشاره الى أسباب عديدة أدت الى تغيرات نمط الحياة، والافتقار الى الحركة وحرق الدهون في الجسم.
وأضاف: أن كل شخص يكون تركيز السكر لديه قبل الافطار أكثر من 120 ملغم، مصاب بالسكري الكامن، ويجب أن يعالج كما أوضح في اشارة الى السمنة، أن كل رجل يزيد محيط خصره عن 110 سم هو مرشح للاصابة بالسكري ويجب أن لا يزيد عند السيدات على 95سم.
ودعا الى ضرورة تغيير النمط الغذائي، واعتماد الرياضة كوسيلة لحرق الدهون والتقليل بالتالي من احتمالية الاصابة.
وأوضح أن انتشار السكري في الاردن والبلدان العربية تجلى في العقدين الأخيرين فقط. وتحديداً في بداية التسعينيات، حين بادر الأردن باجراء دراسة حول انتشار السكري وكانت النتائج مثيرة للدهشة من حيث ارتفاعها مقارنة بما كانت عليه مطلع السبعينيات وأعاد ذلك الى الطفرة النفطية وانعكاسها على الأنماط المعيشية للكثير من المواطنين.
أرقام وليست أوهاماً
وأكد الدكتور سمير عويس بأنه يجب التعامل مع أرقام وليس أوهاماً فكلما قال المريض لنفسه لا أريد أن أقلق نفسي برقم السكر الآن أو غداً صباحاً أو مساء سيقع في مستنقع من الأوهام لن يستفيد منها الا المزيد من الضرر، فهناك مشكلة والتعامل معها واضح ولذلك فمبدأ دفن الرأس في الرمل لن يشفي.
أما الأعراض التي توحي بهذا المرض فتتلخص بزيادة عدد مرات التبول بسبب البوال (زيادة كمية البول) نتيجة ارتفاع الضغط وزيادة الاحساس بالعطش وتنتج عنها زيادة تناول السوائل لمحاولة تعويض زيادة التبول التعب الشديد، وفقدان الوزن رغم تناول الطعام بانتظام، وشهية أكبر للطعام، مع تباطؤ شفاء الجروح.
المرض غير مكتشف
قد يكون هناك ارتفاع في سكر الدم لمريض ما دون أن يعلم المريض كما أضاف عويس، وقد يتعايش معه لعشر سنوات على سبيل المثال فقد يصاب بتأذ وعائي واسع ويؤدي الى حدوث مبكر للمضاعفات حتى القصور، فإن 50٪ من المضاعفات يمكن أن تكون سريعة (الكلوي والاعتلال الشبكي) يكون موجوداً عند حوالي 20٪ من الحالات يؤدي الى المرحلة النهائية لمرض الكلى والاعتلال فالاعتلال الكلوي من مرض السكر يكون سبباً يمكن أن يؤدي الى حالات جديدة من العمى وسط البالغين.
مشكلة عدم الالتزام
ومن جهته قال البروفسور سامي عازار من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت إن مرضى السكري في لبنان لايلتزمون بأساليب الحياة والعلاجات الموصى بها ولا يتلقون التوعية المناسبة لضبط مرضهم.
وقال عازار هناك دراسة حديثة تبين أن 70٪ من مرضى السكري من اللبنانيين مرضهم غير مسيطر عليه وذلك بحسب توصيات الجمعية الأميركية لداء السكري التي تنصح أن يكون مخزون السكري في الدم أقل من 7٪، مشيراً الى أن نحو 70٪ من المرضى لديه مخزون سكري فوق 8٪ وأكد على أن 50٪ من المرضى لا يلتزمون بالارشادات لاتباع نمط حياة سليم و40٪ لا يحصلون على تثقيف جيد حول السكري و20٪ لديهم مخاوف من الوزن الزائد و20٪ لديهم مخاوف من هبوط السكر في الدم واشارت الدراسة الى أن 23٪ من السكريين يعالجون بالانسولين فقط، وأن 30٪ فقط من المرضى يتحكمون بالسكري بمخزون سكر أقل من 7٪ وبينت الدراسة أن نقص التوعية بشأن السكري وعلاجاته وفوائد حقن الانسولين هو احدى أبرز نقاط الضعف في معالجة المرضى،
ما المرض؟
وعرف عازار مرض السكري بأنه متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز الانسولين في البنكرياس أو انخفاض حساسية الانسجة للأنسولين
أو كلا الأمرين، ويؤدي الى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات، ويعاني المصابون بالسكري من مشكلات تحويل الغذاء الى طاقة فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تفكيكه الى سكر يدعى الغلوكوز ينقله الدم الى جميع خلايا الجسم.
وتحتاج أغلب خلايا الجسم الى الانسولين ليسمح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا الى داخل الخلايا.
كنتيجة للاصابة بالسكري، لا يتم تحويل الغلوكوز الى طاقة ما يؤدي الى توفر كميات زائدة منه في الدم بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة. ومع مرور السنين تتطور حالة من فرط سكر الدم يسبب اضراراً بالغة للأعصاب والقدم السكرية، بل ويمكن أن يصل الأمر الى بتر الأعضاء.
التركيز على توعية الأطفال
أما الدكتور محمد حسن حتاحت الاختصاصي في سورية فقد أكد على ضرورة التثقيف الصحي بين الأطفال اذ ارتفعت نسب السكري من النمط الثاني لديهم كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب البدانة وقلة الحركة وعلى وزارات الصحة والاعلام والتربية أن تتضافر جهودها معا في متابعة هذه المشكلة لما لها من تأثيرات ايجابية عليهم لاحقاً، وإلا فنحن أمام ازدياد مضطرد بالسكري بنسب لا يمكن السيطرة عليها بعد بضع سنوات.
وقد تبين أن انتهاج تدابير بسيطة لتحسين أنماط الحياة في الأمور الفعالة في توقي السكري أو تأخير ظهوره العمل على بلوغ وزن صحي والحفاظ عليه.
ممارسة النشاط البدني أي ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الكثافة في معظم أيام الأسبوع.
ويتعين زيادة تلك الكثافة لأغراض إنزال الوزن.
اتباع نظام غذائي صحي ينطوي على ثلاث إلى خمس وجبات من الفواكه والخضر كل يوم، والتقليل من مدخول السكر والدهون المشبعة.
تجنب تعاطي التبغ- لأن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
حقائق
توجد بعض التساؤلات التي يطرحها المريض مع نفسه وتكون في غير مايتوقع يوضحها الدكتور سمير عويس أبرزها:
الإكثار من تناول السكر يسبب مرض السكري؟
خطأ، الأكثار من أكل السكر لا يسبب الإصابة بالسكري، بل الإكثار من الطعام بشكل عام وزيادة الوزن قد تساعد على الإصابة بمرض السكري.
يقال إنني مصاب بالسكري ولكنني لا أشعر بأية أعراض؟
الكثير من المصابين يعيشون لسنين طويلة دون أن يعون حقيقة أصابتهم بالسكري، حيث لا تكون هناك أعراض في أغلب الاحيان.
أعاني من السكري ولكنني لا احتاج حقن الأنسولين فهل يعني ذلك أن مرضي غير خطير؟
دائما ما يعتبر مرض السكري مرضاً ذا تأثير كبير،فمضاعفاته خطيرة جداً، مثل الإصابة بالعمى والفشل الكلوي.
لا يهم أن أعتني بما آكل أو أشرب ما دمت ألتزم حبوب السكري؟
خطأ، يعتبر النظام الغذائي جزءاً من علاج مرض السكري، فلا يمكن الاستغناء عن اتباع نظام غذائي خاص حتى ولو واظب المريض على أخذ الأدوية.
موسى الشماس
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد