تقرير إسرائيلي حول التسلح في الشرق الأوسط
أوضح معد تقرير التوازن العسكري في الشرق الأوسط وهو جزء من التقرير الاستراتيجي السنوي لمركز دراسات الأمن القومي الاسرائيلي، أن هذه المنطقة لا تزال إحدى أهم مناطق شراء السلاح في العالم. وشدد على أن مشتريات السلاح هي عملية بطيئة لا تفضي الى تغييرات سريعة في قدرات الجيوش. ولذلك فإن ميول الشراء ظلت تقريبا على حالها في دول المنطقة ومن دون تغييرات جوهرية.
ومع ذلك لاحظ التقرير عدة نقاط بينها أن دول الخليج العربية تشتري أسلحة متطورة وأن بعض هذه الدول يستثمر في بناء صناعة عسكرية محلية. وإضافة لذلك فإن قوى ليست دولا، مثل «حزب الله» و«حماس»، تواصل تطوير قدرات عسكرية شبه نظامية وتمتلك مخزونا كبيرا من الصواريخ أرض ـ أرض وتلك المضادة للدروع. ولا تستطيع الدول المحدودة القدرات منافسة الآخرين في شراء الأسلحة ولذلك فإنها تطور لنفسها عقائد قتالية أقرب إلى حرب العصابات من ناحية وتركز على امتلاك قدرات استراتيجية لضرب العمق من ناحية ثانية.
والولايات المتحدة هي المزود الرئيسي للسلاح في الشرق الأوسط وهناك حصة صغيرة من الكعكة لروسيا. وتحاول دول الاتحاد الأوروبي وخصوصا فرنسا وبريطانيا زيادة بيــع أسلحــتها للمنطقة. كما أن إسرائيل وتركيا هما الدولتان اللتان تمتلكان صناعات عسكرية متقدمة. وتستثمر دولة الإمارات العربية أموالا طائلة في هذا المجال. كما أن إيران تحاول نيل استقلالية تسليحية لكن التقرير يقول إن قدراتها الفعلية أقل مما تعلن.
الجزائر
وأشار التقرير إلى أن الجزائر تعيش أجواء تنفيذ صفقة تسلح كبيرة بقيمة تزيد عن سبعة مليارات دولار مع روسيا وتشمل دبابات متطورة من طراز T–90 وطائرات حربية من طراز Su–30 MKA. كما أن الجزائر ستحصل على منظومات صواريخ مضادة للطائرات على مدى بعيد من طراز Pantsyr S–1 وطائرات تدريب. واشترت الجزائر من أميركا معدات قتال ليلي وكذلك طائرات تجسس.
مصر
تحصل مصر على دعم عسكري أميركي بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا وتقوم المشتريات العسكرية الأساسية في مصر على شراء مروحيات أباتشي AH-64D وخطوط انتاج دبابات M1 لتركيبها في مصر. ومنذ بدأ المشروع أنتجت مصر 880 دبابة وهناك صفقة لانتاج 125 دبابة أخرى. ومع ذلك تشتري مصر أسلحة من مصادر أخرى حيث تتفاوض مع ألمانيا لشراء غواصات من النوع المشابه لغواصات «دولفين» التي اشترتها إسرائيل من ألمانيا.
إيران
على الرغم من أن إيران تعيش في ذروة عملية تسلح بعيدة المدى ورغم الحديث عن صفقات مع روسيا إلا أن التقرير يشير إلى أن التغييرات ليست جوهرية. ويوضح أن أهم ما جرى الحديث عنه في الصفقات مع روسيا هي منظومة الدفاع الجوي من طراز «إس 300»، وهي الصفقة التي لم تنفذ بعد. وتزيد إيران من قدراتها الذاتية على الانتاج وحققت تقدما في مجــال صواريخ الجيل الثاني، وكذلك في مجال تطـوير منصة إطلاق الأقمار الصناعية. وتشير وسـائل الإعــلام الإيرانية إلى تطوير أسلحة جديدة بينها دبابات ومدرعات ومروحيات وطائرات حربية وصواريخ بحرية وجوية اعتمادا على تكنولوجيا روسية وصينية.
العراق
يعيش العراق عملية إعادة بناء جيشه بتكلفة كبيرة ولكن الحديث يدور حتى الآن عن دبابات أميركية وناقلات جند مدرعة وطائرات تدريب ومروحيات. وقد أعلنت الحكومة العراقية نيتها شراء طائرات «اف 16» في المستقبل.
إسرائيل
تتلقى إسرائيل دعما عسكريا أميركيا سنويا بقيمة 2.77 مليار دولار وهو دعم من المقرر أن يزداد بالتدريج ليصل خلال عشر سنوات تنتهي العام 2018 إلى ثلاثين مليار دولار. ويوفر هذا الدعم لإسرائيل فرصة عزل عملية التسلح فيها عن التقلبات في الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية.
وقد استثمر الجيش الإسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية أموالا طائلة لإكمال مخزونه من الذخائر وخصوصا لسلاح الجو وشراء أنماط جديدة من الذخائر مثل القذائف GBU-39 وأعداد أكبر من قذائف JDAM الموجهة GPS. وأكملت إسرائيل استيعاب صفقة طائرات F-16I التي بدأت في الوصول منذ العام 2005. وأعلنت إسرائيل عن نيتها شراء طائرات حربية متطورة من طراز F-35 في العقد المقبل. وعدا هذه الطائرات طلبت إسرائيل من أميركا تزويدها بتسع طائرات نقل من طراز C-130J بقيمة 1.9 مليار دولار. كما طلبت إسرائيل من ألمانيا تزويدها بغواصتين أخريين من طراز دولفين.
ومعلوم أن إسرائيل في الكثير من الميادين تركز تسليحها على جهود التطوير الذاتي وهي تطور أساسا منظومات صواريخ بعيدة المدى ومنظومات مضادة للصواريخ. كما تركز إسرائيل من ناحية ثانية على تطوير قدراتها في المجال الفضائي حيث أرسلت في العام 2007 قمر التجسس أفق 7 وفي العام 2008 استعانت بالهند وأطلقت قمر TecSAR التجسسي. وفضلا عن ذلك تتفوق إسرائيل في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.
ولحظ التقرير أن إسرائيل زادت بعد حرب لبنان من المشتريات لقواتها البرية سواء بمدرعات «نمر» أو دبابات ميركافا وأنظمة حماية هذه الدبابات والمدرعات.
السعودية
تعتبر الصفقة الأهم في السنوات الأخيرة للسعودية صفقة شراء 72 طائرة «تايفون» من بريطانيا بقيمة تتراوح بين سبعة إلى تسعة مليارات دولار. كما طلــبت السعودية شراء معدات تحديث لطائرات طورنادو و F-15S التي لديها. وهناك صفقة لتحديث الحرس الوطني السعودي وهي بقيمة 2.2 مليار دولار وقعت في العام الماضي وتقوم على شراء ناقلات جند مدرعة. وهناك أيضا صفقة أخرى بقيمة ثلاثة مليارات دولار لشراء مدفعية حديثة ودبابات M1 A2 الأميركية وإنشاء مصنع لتركيب الدبابات في السعودية.
دولة الإمارات العربية
سجل جيش الإمارات التعاظم الأهم في المنطقة. وقد اشترت الإمارات أسلحة من أميركا وفرنسا وتحاول شراء أسلحة من روسيا. وعزز سلاح الجو الإماراتي قوته باستيعاب 63 طائرة «ميراج» فرنسية وثمانين طائرة F-16E/F أميركية. كما اشترى 30 مروحية «أباتشي» وثلاث طائرات تزويد بالوقود من طراز «إيرباص» ومؤخرا تعاقد على شراء 12 طائرة نقل تكتيكي من طراز C-130J وست طائرات نقل استراتيجي من طراز C-17.
وعلاوة على ذلك فإن مشروع التسلح البحري الإماراتي كبير ومتنوع. وتبنى لسلاح البحرية الإماراتي بوارج حربية في فرنسا فيما افتتح خط انتاج زوارق صواريخ في أبو ظبي. وتحاول الإمارات شراء منظومة Pantsyr S-1 الروسية للدفاع الجوي فضلا عن منظومات «باتريوت» الأميركية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد