سوريا تدرس رد العربي والريـاض تتـحـدث عـن عقـوبات إضافـيـة قـريبـة
أعلنت دمشق، أمس، أنها لا تزال تدرس الرد الذي تلقته من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حول بروتوكول المراقبين، موضحة انه «لا يوجد حتى الآن دخان لا ابيض ولا اسود»، فيما حذر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل دمشق من أن الدول العربية لن تسمح «باستمرار المجزرة» ضد الشعب السوري، معربا عن اعتقاده بأن الدول العربية ستفرض عقوبات إضافية «في المستقبل القريب»، وذلك بعد ساعات من توجيه أنقرة تحذيرا شديدا لسوريا من أنها ستتحرك لحماية نفسها إذا شكلت حملة القمع تهديدا للأمن الإقليمي.
وأيد قادة الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماعهم في بروكسل أمس، «الإجراءات التي اتخذتها جامعة الدول العربية بخصوص سوريا»، ودعوا «النظام السوري للتعاون مع خطة العمل العربية بشكل كامل». وحثوا «أعضاء مجلس الأمن على الاضطلاع بالدور المنوط بهم تجاه دمشق».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي خصص لعرض مقتطفات حذفت من مقابلة الأسد مع «اي بي سي»، إن «المقابلة كان هدفها الاصطياد بالماء العكر وتم اقتطاع كلام الرئيس الأسد من أجل ضرب سوريا بمكون أساسي من مكوناتها (القوى الأمنية)».
وأعلن مقدسي أن السلطات السورية «تدرس» الرد الذي تلقته من العربي على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا. وقال «المعركة هي معركة إعلامية، وسنسير بالدبلوماسية حتى النهاية... ووصلنا رد الجامعة العربية ولا يوجد حتى الآن دخان لا ابيض ولا اسود لكن الرهان يبقى على الشعب السوري والحل السوري». وبدأ العربي زيارة إلى الدوحة، للمشاركة في «المنتدى الدولي الرابع لتحالف الحضارات».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في أنقرة، ان «تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي». واعتبر انه إذا كان الأسد صادقا فعليه أن «يعاقب» قتلة معارضي النظام، وأن «يوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية». وأضاف «ما زال بإمكانه أن يفعل ذلك».
وكان داود اوغلو قال، في حوار مع صحيفة «حرييت»، إن الحديث عن تدخل عسكري خارجي في سوريا مجرد شائعات، وإن الثقة التي اكتسبها حلف شمال الأطلسي من الحرب على ليبيا لا تعني تكرارها في سوريا، حيث لا تساند تركيا ولا فرنسا هذه الفكرة، كما أن الانسحاب الأميركي من العراق عامل آخر في عدم ترجيح هذا الخيار.
نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق العام لأعمال الإغاثة والطوارئ فاليري آموس قال إن الأمم المتحدة لا تملك البيانات لتقييم ما إذا كانت الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة التي اقترحتها بعض الدول المعنية ستكون مهمة أم لا. وأضافت «إذا لم نعرف ما هي الاحتياجات أين سنقيم تلك الممرات الإنسانية أو المناطق العازلة المقترحة؟».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ولندن وبرلين حصلت على الموافقة التي كانت طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى المسؤولة عن حقوق الإنسان نافي بيلاي بشأن سوريا، وهو ما قد يحصل «الثلاثاء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ردا على انتقادات الأسد لحصيلة قتلى «القمع» التي نشرتها الأمم المتحدة، إن الحصيلة «ذات مصداقية».
وأكد بان كي مون، خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا، أن الحصيلة التي أعلنتها الأمم المتحدة حول مقتل أكثر من 4 آلاف منذ آذار الماضي «تحظى تماما بالمصداقية». وقال «كافة المعلومات ذات المصداقية تشير إلى أن أكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا على أيدي القوات الحكومية. وقد أوضحت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالفعل ذلك عبر كافة المصادر المختلفة وهي المصادر التي تحظى تماما بالمصداقية».
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مقابلة مع قناة «العربية»، إن «هناك جهدا مبذولا خشية خروج الملف السوري من يد الجامعة العربية وتدويله»، مضيفا إن «المبادرة العربية هي الحل الأمثل للأزمة التي تعيشها سوريا»، معربا عن أمله في إقامة حوار حقيقي يقود لتغيير الوضع السوري».
وتابع زيباري «إن المبادرة العربية قطعت مسافات طويلة جدا في حل الأزمة السورية، ولكن المطلوب حاليا هو تنفيذ بروتوكول الجامعة العربية، لأن استمرار التفاوض والجدل حول الموضوع يعني المزيد من الدماء والآلام».
وأعلن زيباري، في مقابلة مع قناة «العراقية»، ان الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج، وأن هذه الاتصالات ستكون «مفتوحة اكثر»، مشيرا الى ان «موقفنا جيد والقيادات الحقيقية للمعارضة تقدر موقف العراق».
وتابع زيباري ان «المطلوب من أصدقاء سوريا إفهامها بتنفيذ هذه المبادرة (العربية)، وهو من مصلحة سوريا وشعب سوريا، ولذلك فإن الدول التي لها علاقات ومصالح يمكن ان تلعب هذا الدور». وأوضح أن «الرسالة التي تنقل سوف تكون محاولة توضيح للقيادة السورية».
وقال «لا يوجد حتى الآن قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، والناتو وأوروبا لديهم مشاكل، وأميركا مشغولة حاليا بالانسحاب من العراق والتهيئة للانتخابات». وأضاف «قراءاتنا وتوقعاتنا انه إذا لم تحصل استجابة للمبادرة العربية وقبولها بحسن نية والموافقة عليها يمكن أن تجنب سوريا مسألة العقوبات والمقاطعة، وحسب قول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فإنه في اللحظة التي توقع سوريا على البروتوكول العربي والمبادرة فإن كل المسائل الأخرى تنتفي لذلك، فإن العام المقبل سيكون حاسما بتقديري».
وأكدت مجموعة دول «بريكس»، التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، «معارضتها بشكل قاطع لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا».
ووجه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رسالة باسم المجموعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تشدد على أنه «يجب استبعاد أي تدخل خارجي في شؤون سوريا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «الرسالة الروسية أحاطت الأسرة الدولية علما بالبيان المشترك الصادر عن لقاء نواب خارجية دول «بريكس» في موسكو مؤخرا، وأكد أن الصيغة الوحيدة المقبولة لحل الأزمة الداخلية في سوريا هي إجراء حوار عاجل بين جميع الأطراف بموجب المبادرة العربية وبما يراعي طموحات جميع السوريين».
وناقش وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والأردن ناصر جودة، في اتصال هاتفي، سبل المساهمة في التسوية السلمية للأوضاع المتأزمة في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن «الجانبين بحثا تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سبل المساهمة في تسوية الأزمة السورية الداخلية والعمل على إحراز التقدم في التسوية الشرق أوسطية».
وأضافت سويسرا أسماء 18 شخصا جديدا على لائحة السوريين الخاضعين لقيود في السفر، ما يرفع العدد إلى 74. وبين هؤلاء الأشخاص عسكريون وموظفون كبار في وزارة الداخلية. وأضافت ايضا اسما على لائحة الأشخاص المعنويين الخاضعين للعقوبات وهو البنك التجاري السوري. وباتت هذه اللائحة تضم 19 اسما.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الرئيس السوري بشار الأسد «سيعتبر مسؤولا عن كل شخص تقتله القوات السورية». وأضافت «نحن نشعر بقلق بالغ إزاء تطورات الأحداث في حمص. وبحسب معلومات نشرت فإن الحكومة (السورية) بصدد التحضير لهجوم واسع على مدينة حمص».
وأشارت نولاند ايضا الى دعوة الجامعة العربية للقيادة السورية للسماح بنشر مراقبين تابعين للجامعة في سوريا. كما دعت دمشق الى السماح للصحافيين الاجانب بالدخول. وقالت ان نظام الاسد كانت امامه «فرصة جيدة لاثبات انه ليس وراء اعمال العنف، غير انه قرر عكس ذلك».
ودعت الحكومة البريطانية دمشق الى «سحب فوري لقواتها من حمص» منددة مجددا بالعنف «غير المقبول» الذي يمارسه النظام إزاء المتظاهرين. وقال وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت، في بيان، «ان الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها اثر معلومات عن نشر تعزيزات من قوات الامن وعربات مصفحة في مدينة حمص المحاصرة». وأضاف «على الحكومة السورية ان تسحب على الفور قواتها من حمص والتصرف مع ضبط النفس».
وذكرت «سانا» «توافدت حشود كبيرة إلى ساحة السبع بحرات في دمشق والكورنيش البحري بمدينة طرطوس وساحة المجاهد الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر، كما خرجت حشود جماهيرية في مدينة صلخد بالسويداء، وفي منطقة الشدادة بالحسكة وقرية خربة الحمام بحمص والقرى المجاورة لها استنكارا لقرارات جامعة الدول العربية بحق الشعب السوري ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية، ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الأسد».
وذكرت «سانا» «استشهد ضابط برتبة مقدم ومواطنان، بينهما فتاة، وأصيب 13 من عناصر حفظ النظام وأربعة مدنيين في اعتداءات نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص ودرعا وإدلب واللاذقية، في وقت فكك فيه عناصر من وحدات الهندسة عبوات في دوما وحماه وحلب».
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
ال سعود يقتلون المسالمين ويدعمون الارهابيون
إضافة تعليق جديد