الاحتجاجات ضد «الجهاديين» تتصاعد في سوريا أطنان من الأسلحة الليبية تنقل جواً وبحراً عبر تركيا
في الأشهر الأولى من النزاع السوري، كان المقاتلون الإسلاميون و«الجهاديون» مرحبا بهم في أوساط المعارضين التواقين إلى أي مساعدة تقدم لهم من أي جهة أتت، لكن الوضع تغير نتيجة سلسلة طويلة من القمع والإعدامات والخطف.
في هذا الوقت، سجلت العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في محافظة ادلب تقدما ملحوظا، بينما واصل تقدمه داخل أحياء يسيطر المسلحون عليها في حمص، بينما كشف قائد للمتمردين في ليبيا ان آلاف الاطنان من الاسلحة نقلت بحرا الى تركيا ومنها الى المسلحين في سوريا.
وتعرضت مساعي الحكومة البريطانية لتسليح المعارضة السورية لضربة قوية امس، حيث أقر البرلمان، بموافقة 114 صوتا مقابل واحد، إجراء يلزم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بمنح المجلس حق الاعتراض على أي خطوة مستقبلية لتسليح المعارضة، في تصويت رمزي اعلنت الحكومة انها ستحترمه. وبرغم رمزيته إلا انه قرار مهم، لأنه يعني أن كاميرون سيجد من المستحيل منع البرلمان من التصويت على الأمر، وهو ما وصفته مصادر حكومية بأنه يرقى الى مستوى حق النقض على أي قرار بتزويد المعارضة السورية بالسلاح.
وفي شريط فيديو، نشره ناشطون على شبكة الانترنت، يشاهد عدد كبير من المتظاهرين وهم يسيرون في بلدة منبج في محافظة حلب ويهتفون «برا، برا، برا، الدولة تطلع برا»، في دعوة مكشوفة لخروج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» من بلدتهم.
وهذا الشريط هو واحد من أشرطة وأخبار كثيرة يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت حول احتجاجات وتظاهرات لمدنيين أو حتى مسلحين من «الجيش الحر» ضد المجموعات المتشددة في سوريا، تضاف إليها اشتباكات بين المجموعات المسلحة يسقط فيها قتلى وجرحى.
وتمكنت المجموعات «الجهادية» من السيطرة على عدد من المناطق، حيث تحاول فرض قوانينها وإدارتها، إلا ان محاولتها فرض وجهة نظرها المتشددة في تطبيق الشريعة الإسلامية تخلق لها مشاكل متزايدة يوما بعد يوم. وتقول طفلة، شاركت في تظاهرة احتجاجية ضد «جبهة النصرة» في الرقة في شمال البلاد في حزيران الماضي، بحسب ما يظهر شريط فيديو بث على «يوتيوب»، إن «الجبهة تحتجز والدي منذ شهر. يظنون أنفسهم مسلمين؟ عندما حرر بابا الأمن العسكري أين كانوا هم؟». ثم تجهش بالبكاء، وتقول «نحن هنا لأننا نريدهم أن يفرجوا عن أبي».
ويهتف المتظاهرون «يا حرام يا حرام خنتونا باسم الإسلام». وتصرخ امرأة «إنهم يتصرفون معنا أسوأ من النظام. نحن لا نقبل إسلاما ظالما. الإسلام لم يكن ظالما في تاريخه».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، انه «تحت ضغط الحملة التي نظمت ضد المجموعات الجهادية والاعتصامات، أفرجت الدولة الإسلامية في العراق والشام عن عدد من الناشطين الذين اعتقلتهم لمدة 25 يوما داخل أقبية أحد مراكزها» في الرقة.
وفي محافظة ادلب، قتل عشرات المسلحين في حزيران الماضي في معارك بين كتيبة «حمزة أسد الله» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بحسب ما ذكر «المرصد»، موضحا أن الاشتباكات اندلعت على خلفية احتجاز «الجهاديين» فتى في الثانية عشرة اتهم بالتجديف. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «من الواضح أن الغضب ضد الدولة الإسلامية والمجموعات الجهادية الأخرى في سوريا يزداد يوما بعد يوم».
إلى ذلك، ذكر «المرصد» أن المسلحين سيطروا على قرية البجارية التي تقع على بعد كيلومترات من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.
في هذا الوقت، تواصل القوات السورية، لليوم الـ13 على التوالي، عملياتها في حمص. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في حمص قوله إن «القوات السورية أحرزت تقدما كبيرا في حي الخالدية وقضت على عدد من الإرهابيين في الحي. كما استهدفت عددا من تجمعات الإرهابيين في حي باب هود، وأسفرت الاشتباكات عن إيقاع عدد من أفراد المجموعات الإرهابية بين قتيل ومصاب».
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن الجيش السوري سجل تقدما في ريف إدلب. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها انه دخل بلدات دير سنبل والعارة والمرايعين، وقتل 12 عنصرا من «جبهة النصرة».
ويبدو أن الوضع العسكري سيتجه إلى التصعيد أكثر. وقال المتحدث باسم «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد إن «المعارضة تلقت أخيرا دفعات ذخيرة ورشاشات كلاشينكوف وصواريخ مضادة للمدرعات»، مشيرا إلى أن مصدرها «ليس الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة». وأضاف إن «الصواريخ هي بكميات غير كبيرة، واستخدمت في تدمير ما يفوق 90 دبابة للنظام وعدد هائل من الحواجز على مساحة سوريا».
وفي تحقيق بعنوان «كيف ترسل الأسلحة من ليبيا إلى سوريا»، نقلت مجلة «فورين بوليسي» عن قائد للمتمردين في بنغازي، مسؤول عن تهريب الأسلحة إلى سوريا، قوله انه اشرف شخصيا على شحنتين ضخمتين من الأسلحة تم نقلهما بسفينتين إلى مرفأ الاسكندرون في تركيا هذا العام، موضحا انه تم نقل الأسلحة، بمعرفة السلطات التركية، إلى المسلحين في شمال سوريا.
وأوضح أن «السفينتين حملتا بحوالى 460 طنا من المساعدات، غالبيتها من الأسلحة»، وان «إحدى السفينتين غادرت بنغازي قبل 5 أشهر، والثانية أبحرت في حزيران الماضي. وتضم الشحنة آليات عليها أسلحة رشاشة، وقاذفات صواريخ وقذائف هاون وذخيرة، والاهم صواريخ سام 7 (المضادة للطائرات) مع قواذفها».
وتحدث عن سفينة كانت نقلت شحنة أسلحة ضخمة في العام الماضي «لكن حصل خطأ بان القائمين عليها حاولوا نقل الأسلحة إلى المعارضة السورية عبر لبنان، وصادرتها السلطات اللبنانية». وأضاف «بعد هذا الفشل، بدأت بنقل شحنات الأسلحة من بنغازي عبر تركيا إلى سوريا».
وأعلن أن «الثوار الليبيين بعثوا بأسلحة إلى المعارضة السورية عن طريق الجو أيضا»، مشيرا إلى «27 رحلة جوية حتى اليوم، 23 إلى غازي عنتاب في تركيا وأربع إلى الأردن»، موضحا أن ليبيين أو سوريين يمولون نقل الأسلحة. وأعلن عن «سفينة ثالثة، تحمل 1500 طن من الأسلحة والمساعدات الإنسانية جاهزة للانطلاق من ليبيا إلى تركيا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد