موسكو وواشنطن تفرضان وقف إطلاق النار وسريان الإتفاق السبت
من دون الحاجة إلى العودة إلى «مجموعة دعم سوريا»، أو أي قوى أخرى، وضعت واشنطن وموسكو اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يبدأ يوم السبت المقبل.
من دون الحاجة إلى العودة إلى «مجموعة دعم سوريا»، أو أي قوى أخرى، وضعت واشنطن وموسكو اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يبدأ يوم السبت المقبل.
فجّر الاستعصاء السياسي والعسكري الحاصل في مدينة إعزاز، بأبعاده السورية والإقليمية، الكثير من التناقضات والمفارقات التي تنطوي عليها الحرب السورية.
ادعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن قصف الجيش التركي لمواقع «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية يأتي لـ«الدفاع عن النفس»، مشدداً على أن بلاده تحتفظ بحق شن «جميع أنواع العمليات» العسكرية.
هدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، نظيره الأميركي، باراك أوباما، بإغلاق قاعدة «إنجرليك»، التي يستخدمها سلاح جو الجيش الأميركي كنقطة انطلاق لقصف مواقع في سوريا، إذا ما استمرت واشنطن بدعم حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي تتهمه تركيا بالوقوف خلف تفجير أنقرة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها الرئيسان يوم الجمعة الماضي، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن وسائل إعلام غربية.
التطورات الأخيرة للحرب في سوريا، والانجازات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه تباعاً، بما بات يسمى إسرائيلياً «مسار الانتصار»، تضع تل أبيب أمام خياراتها التي تقرّ بأنها باتت متقلصة جداً. مع ذلك، تحذر تل أبيب من المسار الصعب والنتيجة المرة التي تخشاها: انتصار الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه، وتضرّر مصالحنا.
انتهت التحذيرات والتهديدات التركية ضد سوريا و «قوات حماية الشعب» الكردية إلى طريق مسدود. كان ذلك متوقعاً، إلا في حالة واحدة هي أن يرتكب قادة «حزب العدالة والتنمية» حماقة تأخذ تركيا إلى المجهول، بل إلى المعلوم من تداعيات سلبية على الأمن القومي التركي.
واجهت تركيا سداً غير مسبوق من التحفظات والاعتراضات، سواء من الأعداء أو من الأصدقاء، بل الحلفاء في أسبوع موصوف من «الفشل العظيم».
أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بجدية الروس لوقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه أشار إلى انه لا يزال يتعين القيام بالكثير للوصول إلى وقف إطلاق نار، فيما أعلن مصدر ديبلوماسي لـ «السفير» أن السعودية وتركيا وفرنسا تدفع باتجاه وضع العراقيل بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
تشكل القوات الكردية المقاتلة إحدى مفارقات الحرب السورية التي يستعصي فهم شبكة تحالفاتها وطبيعة أدوارها.
صارت ألمانيا صندوق بريد سياسي لتركيا، بعدما وجدت نفسها محاصرة بالعجز الأوروبي عن مواجهة تدفقات اللاجئين.
برلين تتبنى مطلب «المنطقة الآمنة» في سوريا، المرتبط تطبيقها بفرض منطقة حظر جوي. لكن ذلك لا يتجاوز عتبة الخطاب السياسي، من جهة لدعم الموقف التركي في الحرب السورية، ومن جهة أخرى لمناكفة روسيا، التي لا يزعجها رؤية الاتحاد الأوروبي يتشاجر وينقسم إلى معسكرات أمام سيل اللجوء.