722 قتيل في المعارك بين جبهة النصرة وداعش والمعارضة تراوح في بحيرة التصريحات قبل جنيف
تتجه الأنظار إلى باريس لمعرفة ما هي الوجهة التي سيسير عليها مؤتمر «جنيف 2»، حيث ستستضيف العاصمة الفرنسية، الأحد والاثنين المقبلين، سلسلة اجتماعات، لمجموعة دول «أصدقاء سوريا» ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري قبل أن يعقدا اجتماعاً آخر مع المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
لكن البارز هو الاجتماع الذي سيعقد غداً بين لافروف ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد الجربا الذي يواجه معارضة حادة من أعضاء «الائتلاف» للمشاركة في المؤتمر الدولي المزمع افتتاحه في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي، والذي تتمسك موسكو بضرورة أن يؤدي إلى توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب.
ميدانياً، أوقعت المعارك الدائرة منذ أسبوع بين مقاتلي "جبهة النصرة" وعناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الرقة وإدلب وحلب وحماه نحو 722 قتيل حسب ماقاله ناشطون. وأحرز مقاتلو «داعش» تقدماً في المعارك الجارية في الرقة، حيث سيطروا على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام اويس القرني، بعد صدهم هجوماً على المشارف الشرقية للمدينة». كما «قتل عناصر داعش أيضاً 20 من مقاتلي المعارضة في بلدة الباب شمال شرقي حلب».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإدارة الأميركية بدأت دراسة إمكانية استئناف تقديم المساعدات «غير الفتاكة» إلى المعارضة السورية، حتى لو وصل جزء منها إلى مجموعات إسلامية.
وعقد نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف اجتماعاً في موسكو مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وتأتي زيارة شيرمان إلى موسكو قبل اجتماع حاسم سيجري في باريس الاثنين بين كيري ولافروف سيركز على مساعي موسكو لمنح إيران مقعداً رسمياً في «جنيف2»، على أن يعقدا اجتماعاً آخر مع الإبراهيمي.
وقال ديبلوماسيون روس إنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن دور إيران في «جنيف 2» خلال زيارة شيرمان. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن غاتيلوف قوله «لقد تم تأجيل البحث في هذه المسألة إلى حين الاجتماع بين لافروف وكيري في باريس».
ولم تتحدث شيرمان إلى الصحافيين عقب لقائها مع بوغدانوف وغاتيلوف. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: «تم التأكيد على ضرورة تنشيط الجهود الرامية إلى عقد المؤتمر الدولي بشأن سوريا في الموعد المحدد له، أي 22 كانون الثاني الحالي».
وأضاف البيان إن موسكو وواشنطن «متفقتان على أن جنيف 2 يجب أن يشكل بداية للمحادثات المباشرة بين السوريين، على أساس إعلان جنيف، الذي يتعين على السوريين في إطاره أن يقرروا بأنفسهم مسألة كيفية عمل حكومتهم المستقبلية». وتابع إن «المشاركين في المشاورات أكدوا أن الأزمة السورية لا تحل إلا بطرق سياسية وديبلوماسية، أما محاولات الحل العسكري فإنها غير قابلة للبقاء».
وتابع البيان إن «المندوبين الروس شددوا على أهمية توحيد جهود الحكومة السورية والمعارضة ذات التوجهات الوطنية في محاربة المجموعات الإرهابية التي تهدد تحركاتها مستقبل سوريا، وكذلك الاستقرار الإقليمي أيضاً».
وذكرت وزارة الخارجية أن لافروف سيجري مشاورات مع الجربا في باريس، فيما أشار أمين عام «الائتلاف» بدر جاموس إلى أن اللقاء سيعقد غداً. وأكد أن «زيارة الائتلاف إلى موسكو، التي كان من المقرر القيام بها في 13 و14 كانون الثاني، لن تتم نظراً لضيق الوقت». وقال إن «الائتلاف سيسعى من خلال اجتماع لافروف لمعرفة إمكانية حصوله على أي نوع من الضمانات من المؤتمر ».
وفي مدينة قرطبة الاسبانية، دعت عدة فصائل من المعارضة السورية، في ختام اجتماعها، إلى «تشكيل ائتلاف جديد» لكنها لم تتوصل إلى اتفاق بشأن من سيشارك في محادثات جنيف أو ما إذا كانت ستشارك فيها من الأساس.
وقال المتحدث باسم الاجتماع يحيى العريضي إن «إعلاناً ختامياً يقترح إنشاء لجنة للتنسيق بين جماعات المعارضة هدفها النهائي عقد مؤتمر وطني يشارك فيه نحو ألف شخص»، مضيفاً إن «الهدف هو التركيز على العثور على الأشخاص الذين يتحدون حول هدف مشترك رغم اختلافاتهم».
وأعلن أن «اللجنة الجديدة لن تكون كياناً سياسياً» في تلميح إلى أنها لن تحل محل «الائتلاف». وتابع إن «المعارضين طالبوا أن يركز المؤتمر الدولي على تحديد موعد لوقف العنف».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد