اتصالات سورية أمريكية.. وشحنات سلاح للجبهة الاسلامية وحزم
هو غيض من فيض الصراخ الامريكي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اعادة التموضع الحالي الذي تجريه واشنطن في اكثر من جبهة، عبر تزويد فصائل في المعارضة السورية المتشددة، بالسلاح وبكميات كبيرة تشمل مضادات للطائرات، وصواريخ موجهة مضادة للدروع والاهم من شحنات السلاح هذه كلها اعتبار الدولة السورية ورئيسها الذي كان عدو الأمس حليفا أساس في هذه الحرب الامريكية المقدسة التي تأتي بالقطارة ومتأخرة كثيرا أقله بالنسبة لمسيحيي الموصل وايزيديي سنجار ومحيطها .
وفي هذا السياق أرسلت الولايات المتحدة نهاية الاسبوع الماضي من مستودعات موجودة في تركيا شحنات كبيرة من السلاح لكل من "الجبهة الاسلامية" التي يتوقع ان تذهب اليها بعض جماعات النصرة عندما يحين موعد فرط عقدها والى حركة "حزم" وكلا التنظيمين يتواجد في الشمال السوري ، وتحديدا في مدينتي أعزاز ومارع ، بعد انسحاب قسم من جبهة النصرة الى منطقة محردة غرب حماة، وذوبان الجماعات الباقية لتنظيم الاخوان تحت عباءة المجموعتين من احل الحصول على السلاح دون المخاطرة بالاعتراض السعودي .
مصادر في المعارضة السورية أشارت الى ان هذا السلاح الامريكي الجديد أتى مشروطا بقيام كل من الجبهة "الاسلامية" وحزم بمحاربة تنظيم الدولة "الاسلامية" في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً ودحره حتى الرقة، وتقول المصادر نفسها ان الطيران الامريكي سوف يقوم بعمليات قصف تزامناً مع الهجوم الذي سوف تشنه الجبهة الاسلامية وحزم، وهذا في حال تم التوافق على تدخل سلاح الجو الامريكي فوق المناطق الخاضعة لسلطة داعش في الشرق والشمال السوريين.
وتخطط الولايات المتحدة في اعادة التموضع الجديد الذي قررته الى خلق ثلاث مناطق سيطرة على الارض في سوريا واحدة في الرقة وأقصى الشرق تتواجد فيها داعش وثانية في الشمال السوري خاضعة للجبهة الاسلامية وحزم والثالثة في الوسط حتى ٤٠ كلم جنوب دمشق خاضعة لسيطرة الدولة السورية .
في هذه النقطة تشير معلومات في العاصمة الفرنسية الى لقاءات حصلت بين مقربين من الحكومة السوريين ومسؤولين أمريكيين ، مهدت للتصريحات التي صدرت من الجانب الامريكي ومن وزير الخارجية السوري حول خطر داعش وضرورة محاربتها عالميا، بعيدا عن كل تصريحات الإنكار الامريكي في هذا المجال ، وتقول المعلومات ان الأجهزة الألمانية هي التي سلمت الجانب السوري معلومات دقيقة عن مراكز وإقامات قيادات داعش في الرقة ونتج عن هذه المعلومات قيام الطائرات الحربية السورية قبل أسبوعين بشن إحدى عشرة غارة على الرقة في يوم واحد.
باريس التي تجد نفسها في حالة حرج كبير بسبب موقفها المتصلب من سوريا مقارنة بالموقف الامريكي الأقل عدائية في العلن، تريد الدخول في هذه الحرب ولعب دور الى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا عبر اكراد العراق الذين يزورون العاصمة الفرنسية بشكل دوري هذه الفترة، ويقول مقربون من حزب العمال الكردستاني في باريس أن ( برهم صالح ) رئيس حكومة إقليم كردستان العراق زار فرنسا اربع مرات منذ سقوط الموصل بيد مسلحي تنظيم داعش، فيما ارسلت فرنسا بعض الضباط من جيشها الى أربيل للوقوف على احتياجات البشمركة، وللإشراف على استخدام أجهزة رصد واتصالات متطورة مربوطة بالأقمار الصناعية الفرنسية ولا يمكن لفرنسا تسليمها للجانب الكردي، في نفس الوقت توترت العلاقات الفرنسية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعدما ابدى الاخير غضبا شديدا من زيارة وزير الخارجية الفرنسي ( لوران فابيوس ) الى اربيل دون المرور ببغداد وهدد العبادي باتخاذ اجراءات دبلوماسية بحق فرنسا في حال ارسلت باريس سلاح الى إقليم كردستان دون المرور بالحكومة العراقية المركزية في بغداد، وقد تعهدت فرنسا بإخطار بغداد بكل صفقة سلاح ترسلها للبشمركة الكردية وبالمرور عبرها، ما سمح بانتهاء الازمة الدبلوماسية السريعة التي بقيت صامتة حتى انتهائها.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد