أوباما من سيحارب "الدولة الإسلامية" أم "الدولة السورية"؟
الجمل ـ نيكولاي بابكي ـ ترجمها عن الروسية مظهر عاقلة: بدأت الولايات المتحدة حربها ضد الجماعات الإرهابية "الدولة الإسلامية" وصرح بذلك الرئيس الأمريكي أوباما من داخل البيت الأبيض لمواطنيه عبرخطاب متلفز ومحدداً أيضاً إستراتيجته ضد "الدولة الإسلامية" بمساعدة حلف واسع.
وبدأت واشنطن خطوات فعلية لضم حلفاء لها ضمن صفوفها من حلف شمال الأطلسي والشرق الأوسط.
في خطوة مشابهة لما حدث بعد إنهيار برجي التجارة العالمي في نيويورك 11 أيلول 2001 وكانت ذريعة وطريقاً لحشد حلفاء كثر وغزو الولايات المتحدة لأفغانستان.
في بيان لوزارة الخارجية الروسية أكدت فيه أن إستراتيجية الرئيس الأمريكي حول مكافحة "الدولة الإسلامية" غير واضحة.وعدم ثقة طهران برجل البيت الأبيض تجلى ببيان وزارة خارجيتها حيث صرحت:"أن بعض أعضاء هذا الإئتلاف قاموا بتمويل الإرهابيين وبعض الأخر كان في موقع الشاهد على الأفعال القذرة التي ارتكبها الإرهابيون".
في الواقع البيت الأبيض عاجز عن الإجابة على عدة أسئلة منها:
لماذا "الإرهابيين الجيدين"تحولوا فجأة إلى "إرهابيين سيئين" ولماذا أوباما وإدارته المتشددة التي حاربت الأسد لسنوات تحول أصدقاءها إلى أعداء بظروف غامضة وخاصة لحظة إنتقال الصراع إلى العراق.
منذ 13 عاماً وبعد هجمات 11 أيلول في نيويورك ,ذهبت القوات المسلحة الأمريكية إلى أفغانستان للقضاء على تنظيم أسامة بن لادن وتم دعمها بأكبر حلف في العصر الحديث,ومع ذلك أمريكا الرائدة في الحرب عل الإرهاب وخلال حربيين دمويتين في أفغانستان والعراق وبمساعد حلفائها ,قتلت زعيم القاعدة ودمرت بعض الحركات الإرهابية,لكنهم لم أو-لن- يستطيعوا القضاء كلياً على الجماعات الإرهابية وإخمادها.
إستغلت واشنطن الوضع في العراق لإخراج حليف إيران رئيس الوزراء نوري المالكي من اللعبة السياسية وفرض قيادات عراقية جديدة.
ويذكر أن النزاع المسلح في شمال العراق بدأ 10 يونيو 2005 ,الإأن واشنطن ترددت 3 أشهر وبعدها أعلنت إرسال 300 مستشار عسكري لمنطقة النزاع على الرغم من أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الأحداث الدموية الجارية في العراق.
"الدولة الإسلامية"كانت نتاج الغزو الأمريكي للعراق 2003 وخلال عشر سنوات إكتسبت المجموعات الإرهابية فعالية قتالية عالية وكثفت من أعدادها ,كما ساعد في ذلك طرد الألاف من ضباط الجيش العراقي والسياسة الامريكية الكارثية بالإعتماد على الطائفية السياسية ,ومع كل ماجرى ويجري من أحداث دموية في العراق لم تكن هناك كلمة واحدة للرئيس الأمريكي في خطابه للتلغب والقضاء على الفتنة الطائفية وانما على العكس.وفي الوقت نفسه لم يقرر أوباما من عدوه الأول "الدولة الإسلامية" أم بشار الأسد.
كانت سوريا ولسنوات طويلة في حالة حرب مع الإرهابيين عل أراضيها مع تجاهل تام للولايات المتحدة لهذه الحقيقة حيت أكد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية أن مشروع إسقاط الأسد مازال قائماً وأنهم مستمرون في دعم مايسمى بالمعارضة المعتدلة والتي هي من وجهة نظر الحكومة السورية لاتقل إرهاباً عن الجماعات الإرهابية الإخرى.وهنا يأتي السؤال أي طرف الأطراف والتي تسمى بالمعتدلة ستدعمها واشنطن؟!..
طلب الرئيس الإمريكي 500 مليون دولار لدعم وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة والتي تختلف قليلاً عن "الدولة الإسلامية",وكما أعلن وباما أن الولايات المتحدة مستعدة لتوجيه ضربات جوية على مواقع "الدولة الإسلامية" في سوريا ودون موافقة الحكومة السورية ,معبراً عن ذلك بالقول :"لقد أوضحت أننا سنلاحق الإرهابيين الذين يهددون بلادنا-أينما كانوا-وهذا يعني أنني لن أتردد في إتخاذ الإجراءات ضد "الدولة الإسلامية"في العراق وكذلك في سوريا وفي هذا النضال لايمكننا الإعتماد على نظام الأسد الذي يروع شعبه وعوضاً عن هذا النظام سنعزز المعارضة القادرة على قتال "الدولة الإسلامية"".هنا يمكننا القول أن أوباما بدأ التحالف مع "الإرهابيين الطيبين " ضد "الإرهابيين السيئين".
تعتبر روسيا أن توجيه ضربات جوية على الأراضي السورية وبدون موافقة الحكومة السورية بمثابة عدوان. الولايات المتحدة ولفترة طويلة غضت الطرف عن تجاوزات الإسلاميين المتطرفين في سوريا على أساس استخدامهم لإسقاط الحكومة الشرعية في دمشق، إلا أنها أدركت مؤخراً مدى الكارثة التي إجتاحت منطقة الشرق الأوسط بأكمله. من المسلم به وبعد إستيلاء المتطرفيين على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية و إعلانهم الخلافة الإسلامية وذبح الصحفيين الأمريكين وكما يقال :أن تأتي متآخراً أفضل من أن لا تأتي أبدا.
البطء في إتخاذ واشنطن قرار الحرب على الإرهاب كلف العراقيين الآلاف من الأرواح وفقدان السيطرة على جزء كبير من البلاد ,الآن تقدر المساحة التي تسيطر عليها"الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا تقدر ب90 ألف كم -أي مايعادل مساحة بلجيكا وداخل هذه الدولة مدن عراقية رئيسية مثل تكريت والموصل والفلوجة وتلعفر، وفي سوريا مدينة الرقة وفي تلك المناطق يقدر عدد السكان ب 8 ملايين نسمة وحسب ماأعلنه الرئيس أوباما بأن عدد الارهابيين في "الدولة الإسلامية" 3 أضعاف ماكان متوقعا اي مايعادل 31 ألف مقاتل.
عبثاً شككت وزارة الخارجية الأمريكية بأن روسيا لاتستشعر خطر "الدولة الإسلامية" عليها فموسكو كانت مدركة للخطر وأبدت إستعدادها للإنضمام إلى الجهود الدولية لمكافحكة الإرهاب ,كما كان بلا جدوى اعتقاد كيري :"أن روسيا مع الوقت سوف تدرك أنه ليس من مصلحتها دعم أشخاص مثل الرئيس الأسد " فقد صرحت موسكو أن الضربات الجوية التي تنوي الولايات المتحدة شنها على سوريا ومن دون موافقة الحكومة السورية بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي وأن خطط واشنطن المتشددة قد تؤدي مرة أخرى إلى شرق أوسط خارج عن نطاق السيطرة تماماً.
أما رد الفعل الإيراني حول الأحداث الأخيرة في المنطقة فكان قريباً لموقف موسكو حيث صرح رئيس البرلمان علي لاريجاني :"أن الولايات المتحدة تلعب بالنار في المنطقة ,ومايجدر معرفته أنه لايمكن مهاجمة سوريا تحت ذريعة الحرب ضد "الدولة الإسلامية".كما صرح رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه :"تحت ذريعة محاربة الإرهاب تريد الولايات المتحدة نتهاج سياسة أحادية الجانب وإنتهاك سيادة الدول في المنطقة".
المصدرhttp://www.fondsk.ru/news/2014/09/16/s-kem-sobiraetsja-voevat-obama-s-siriej-ili-s-islamskim-gosudarstvom-29488.html
إضافة تعليق جديد