دي ميستورا إلى غازي عنتاب ودمشق بانتظار الأجوبة وموسكو تكثف اتصالاتها مع المعارضة
يصل اليوم إلى غازي عنتاب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للقاء عدد من الفصائل المسلحة وانتزاع موافقة مبدئية منهم على خطته بتجميد القتال في حلب.
ولقاء دي ميستورا سيكون الأول مع الفصائل المسلحة للمبعوث الأممي وسبقه لقاء قبل نحو الأسبوعين جمع تلك الفصائل مع عدد من مبعوثي الأمم المتحدة من بينهم شكيب الريس مساعد دي ميستورا، دون إعلان موافقة أو رفض تلك الفصائل على الخطة المقترحة.
ووفقاً لمصادر قريبة من المبعوث الأممي فإن زيارته إلى غازي عنتاب واللقاء المباشر مع المسلحين تشير إلى أن الخطة كما قدمت كانت مرفوضة وطلب المسلحون إدخال تعديلات عليها وأهمها عدم الاكتفاء بتجميد القتال داخل مدينة حلب بل ضرورة أن يشمل أطرافها وخاصة الشمالية منها وصولاً إلى معبر باب الهوا مع تركيا الذي يعد المدخل الرئيسي للدعم التركي للفصائل المسلحة.
ومن المتوقع وفقاً للمصادر ذاتها أن يحاول دي ميستورا إقناع تلك الفصائل بقبول التجميد داخل مدينة حلب مبدئياً على أن يتم تطوير الاتفاقية باتجاه ريف المدينة في وقت لاحق، وخاصة أن الدولة السورية وافقت فقط على مبدأ التجميد داخل المدينة دون سواها، ومن المنتظر أن يحمل مساعد دي ميستورا رمزي عز الدين الأجوبة النهائية إلى الحكومة السورية نهاية هذا الأسبوع بعد سلسلة اتصالات أجراها المبعوث الأممي دون أن يتمكن من زيارة أنقرة أو الرياض الرافضتين لاستقباله.
وفي دمشق تنتظر الحكومة السورية رمزي عز الدين للاستماع إلى ما يحصل عليه دي ميستورا من ضمانات لإنجاح خطته ولاسيما من الدول الداعمة للفصائل المسلحة مثل تركيا والسعودية وقطر، وإن كانت هذه الدول ملتزمة بالقرارين الدوليين 2170 و2178 تجاه منع تسلل الإرهابيين ووقف دعم الإرهاب.
وكما سبق أن نشرنا فإن خطة دي ميستورا مجزأة على مراحل أولاها فتح معابر بين شطري المدينة، وإعادة الخدمات الأساسية، والشروع في المصالحة لمن يريد، وسيترتب على رمزي عز الدين الإجابة على أسئلة دمشق حول أدق التفاصيل تجاه كل مرحلة من المراحل الثلاث ومددها وآلية تطبيقها.
وفي موسكو لا تزال الاتصالات مستمرة مع مجموعة من المعارضين لعقد لقاء تمهيدي لهم في العاصمة الروسية قبل الشروع في الحوار السوري - السوري المزمع عقده، ووفقا لتقرير لصحيفة السفير من باريس فإن لقاء المعارضة سيتم ما بين 17 و18 الجاري ويضم عدداً من الشخصيات المستقلة إضافة إلى معارضة الداخل وممثلين عن الائتلاف في حال توافقوا فيما بينهم على أفكار موسكو، لكن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم كان قد أكد نهاية الأسبوع الماضي أنه لا يوجد مثل هذا البرنامج لدى موسكو وأن الهيئة لم تتلق دعوة من العاصمة الروسية لأن مواقفها واضحة بالنسبة للمسؤولين الروس الذين يحرصون على الالتقاء بمعارضة الخارج ممن كان مع الحل العسكري ويرفض الحل السياسي.
وعلمنا أن وفداً من اللجنة التنظيمية المنبثق عن «ملتقى الحوار الوطني السوري» سيقوم بزيارة إلى موسكو ما بين 8 إلى 15 الجاري ويضم ممثلين عن أحزاب الشباب الوطني للعدالة والتنمية، التضامن، الشعب، القومي السوري الاجتماعي، الشباب الوطني السوري، الشباب الوطني للعدالة والتنمية، التجمع الأهلي الديمقراطي للكرد السوريين، وأعضاء من مجلس الشعب.
وتتضمن الأفكار الروسية التي ألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الموافقة عليها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية: عقد لقاء سوري - سوري في موسكو تكون أولوياته اتفاق الجميع على مكافحة الإرهاب قبل الشروع في البحث عن صيغة لحكومة موسعة (تسمى وفقاً لجنيف1 بالحكومة الانتقالية) تمهد للانتخابات البرلمانية المقررة مطلع 2016 دون التطرق إلى منصب رئاسة الجمهورية ومع الحفاظ على المؤسستين العسكرية والأمنية.
وأعلنت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان الأربعاء الماضي أن دمشق وافقت على عقد لقاء سوري - سوري في موسكو دون أن يتم تحديد موعد له.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية في موسكو فإن دمشق طلبت من الجانب الروسي تنسيق أدق تفاصيل اللقاء وجدول أعماله ومواعيده والمواضيع المقترحة بحيث لا يفاجأ أي من الحضور بالأفكار المطروحة ويكون الاجتماع فعالاً وبناء وغير خاضع للتدخلات الأجنبية ويجمع سوريي الانتماء والجنسية بحيث يحقق مصالح الشعب السوري لا أن يكون موجهاً عن بعد ليحقق مصالح أعداء سورية كما كان الأمر في جنيف.
وأوضح المصدر أن الجهود الروسية تتمحور حالياً في التعرف على المعارضة والأحزاب والشخصيات التي ترغب في المشاركة في هذا اللقاء وجمعها حول الأفكار الروسية وفي حال وافقت، تبرق موسكو إلى دمشق بتفاصيل ما تم الاتفاق عليه من جدول أعمال ومواعيد وأسماء الحاضرين على أن ترسل دمشق ملاحظاتها وموافقتها النهائية لتحديد موعد للقاء الذي تأمل موسكو أن يحصل قبل عطلة الأعياد ونهاية العام، إلا أن مصادر سورية استبعدت أن تتمكن موسكو من إنجاز كل هذا العمل في هذا الوقت المحدود نسبياً ما قد يدفع بموعد اللقاء السوري السوري إلى مطلع كانون الثاني.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد