12 قتيلاً في هجوم يستهدف صحيفة فرنسية ساخرة وسط باريس
قتل 12 شخصا بينهم شرطيان وأصيب عدد آخر اليوم إثر هجوم مسلح برشاش وقاذفة صواريخ استهدف صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية وسط باريس.
وقال مصدر قريب من التحقيق إن رجلين ملثمين يحملان بنادق كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ اقتحما مقر صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة في الدائرة الحادية عشرة من باريس وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن ما أدى لمقتل 12 شخصا بينهم اثنان من رجال الشرطة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي فرنسي قوله إن “بين القتلى أشهر رسامي الكاريكاتور في الصحيفة الساخرة وهم شارب وكابو وولينسكي وتينو”.
بدوره أعلن النائب العام الفرنسي فرنسوا مولان مساء اليوم أن الاعتداء الذي استهدف صحيفة “شارلي ايبدو” في باريس أوقع 12 بينهم ثمانية صحفيين و11 جريحا بينهم أربعة بحالة الخطر بينما أوضح وزير الداخلية الفرنسي أن ثلاثة “مجرمين” شاركوا في الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو”.
وفي السياق أفادت مصادر في الشرطة الفرنسية بأن طريقة تحرك المسلحين الذين هاجموا مقر الصحيفة في باريس وهدؤهم وتصميمهم الظاهر إنما تكشف عن أشخاص تلقوا تدريبا عسكريا عاليا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الشرطيين قوله “تبدو حرفيتهم ظاهرة من طريقة الإمساك بأسلحتهم وتحركهم الهادئ غير المتسرع.. من المؤكد أنهم تلقوا تدريبا عسكريا.. هؤلاء ليسوا أشخاصا عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع”.
وأضاف “إنهم يمسكون برشاشات الكلاشنيكوف ملتصقة بأجسادهم ويطلقون الرصاص طلقة طلقة متجنبين الرشقات ما يكشف أيضا أنهم تدربوا تماما على استخدامها”.
أما الشرطي الثاني الذي عمل سابقا في الشرطة القضائية فيقول “اللافت للنظر أكثر من أي شيء آخر رباطة جأشهم.. من المرجح أن يكونوا تدربوا في سورية أو العراق أو أي مكان آخر وربما في فرنسا إلا أن الأكيد أنهم تابعوا تدريبا عاليا”.
وأضاف “الدليل على تصرفهم بدم بارد أنهم أخطؤوا في البداية بالعنوان وتوقفت سيارتهم أمام الرقم 6 في الشارع في حين أن مقر الصحيفة يقع في الرقم 10 لم يرتبكوا لم يطلقوا النار بل توجهوا بهدوء إلى مكاتب تحرير الصحيفة في الرقم 10″.
وفي سياق ردود الفعل الفرنسية وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هذا الهجوم بأنه “على قدر استثنائي من الوحشية” داعيا إلى “الوحدة” بعد هذا الهجوم على الصحيفة الفرنسية أما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس فقرر رفع مستوى الإنذار في باريس وضواحيها إلى الحد الاقصى أي “إنذار بوقوع هجمات إرهابية” بينما أعلنت رئاسة الحكومة الفرنسية استخدام “كل الوسائل من أجل كشف واعتقال مهاجمي الصحيفة الفرنسية الأسبوعية الساخرة” مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت حماية مشددة.
ولقي الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية الساخرة إدانات دولية واسعة ففي موسكو أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم الإرهابي.
وقال السكرتير الصحفي للكرملين ديميتري بيسكوف في تصريح لوكالة تاس الروسية إن “الكرملين يدين بحزم كل أشكال الإرهاب” موضحا أن موسكو على يقين بأنه لا يوجد ما يمكن أن يشكل مبررا للجرائم الإرهابية.
وأضاف بيسكوف إنه “على خلفية الحدث المأساوي في باريس حيث سقط عدد كبير من الأشخاص ضحية عمل إرهابي أعرب الرئيس بوتين عن خالص تعازيه لعائلات وأقارب الضحايا وكذلك لكل الباريسيين والفرنسيين”.
ولفت بيسكوف الى عدم قدرة أي “دولة وحدها قتال هذا الشر الذي يمثله الإرهاب” بينما أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم أن “المأساة التي حدثت في باريس تؤكد ضرورة استمرار التعاون الفعال في مكافحة الخطر الإرهابي”.
بدوره شجب مجلس الأمن اليوم “الهجوم الإرهابي الهمجي الجبان” على مقر الصحيفة الفرنسية داعيا إلى إحالة مرتكبي الهجوم للعدالة.
وأضاف المجلس في بيان نقلته وكالة رويترز “إن أعضاء مجلس الأمن أدانوا بشدة هذا العمل الإرهابي الذي لا يمكن التسامح معه ويستهدف صحفيين وصحيفة”.
وفي واشنطن أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية واصفا إياه بـ “الهجوم الإرهابي” مشيرا إلى أنه على اتصال بالمسؤولين الفرنسيين ومستعد لتقديم المساعدة المطلوبة لإحضار الإرهابيين للعدالة.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية واصفا إياه “بالهجوم المروع على الإعلام وحرية التعبير”.
وفي السياق ندد كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بالهجوم ووصفوه بـ “الارهابي” كما ندد الفاتيكان بـ “العنف المزدوج في الاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة ضد العاملين في الصحيفة وحرية الصحافة على حد سواء”.
وفي ردود الفعل العربية أدانت الخارجية اللبنانية في بيان “الجريمة الإرهابية” التي استهدفت مقر صحيفة شارلي ايبدو الأسبوعية في باريس اليوم وقالت إن “الإرهاب الذي لطالما حذر لبنان منه ونادى في المنابر والمحافل الدولية لإيقافه فانه لا دين له ولا حدود وأوروبا تحديدا ليست بمنأى عنه”.
ودعت الخارجية اللبنانية مجددا المجتمع الدولي إلى العمل ضمن القوانين الدولية “لاقتلاع الإرهاب من جذوره اليوم قبل الغد كي لا يطول بشظاياه الأبرياء في أي مكان آخر من العالم لكونه إرهابا مرتبطا بالفكر وليس بالجغرافيا فقط”.
وفي القاهرة أدان الأزهر الشريف الهجوم ووصفه بـ “الإجرامي” مؤكدا أن “الإسلام يرفض أي أعمال عنف” كما أدان سامح شكري وزير الخارجية المصري “الهجوم الإرهابي”.
يشار إلى أن الهجوم المسلح الذي استهدف أسبوعية شارلي ايبدو في باريس يعد من اعنف الاعتداءات التي شهدتها أوروبا في السنوات العشرين الماضية حيث كانت فرنسا شهدت انفجار قنبلة في محطة مترو سان ميشال وسط باريس عام 1995 أوقع ثمانية قتلى وجاء هذا الاعتداء الذي نسب إلى متطرفين في سياق موجة أعمال إجرامية أوقعت أكثر من 200 جريح خلال صيف 1995.
وكالات
إضافة تعليق جديد