طهران تواصل مساعي الحوار..والرياض تعلن أن حربها على الشعب اليمني من أجل مصلحته !؟
واصلت إيران اليوم السبت، دعوتها إلى الحوار لوقف الحرب التي يقودها "تحالف إقليمي" بقيادة سعودية على اليمن، والتنديد بالحرب متسائلة عن أهدافها، في وقت كانت الرياض، التي حصدت غاراتها مئات القتلى والجرحى في اليمن، فضلاً عن عشرات آلاف النازحين ودماراً هائلاً في البنى التحتية، أول المستجيبين لتغطية "تكلفة" الحرب على الصعيد الإنساني، بعد مطالبة أممية عاجلة بالمساهمة في سد الحاجات الإنسانية للشعب الجار الذي بات على شفير "الكارثة"، بحسب توصيف الأمم المتحدة نفسها.
وفيما استمر القصف على اليمن من الجو والبحر لليوم الرابع والعشرين على التوالي، أعلن "التحالف" مقتل الجندي السعودي السابع خلال الحرب، وفتح جيبوتي مجالها الجوي لطائراته.
وندد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم السبت، بالحرب على اليمن، مؤكداً أن "قتل الشعب اليمني المظلوم لا يعني امتلاك القوة والاقتدار".
وقال روحاني، خلال كلمة في احتفال "يوم الجيش"، التي كشفت خلالها طهران عن منظومة "باور-373" المضادة للصواريخ المحلية الصنع، والمطابقة لصواريخ "إس-300" الروسية، إن بلاده "لا تبحث عن حروب"، وأن الجيش الإيراني هو "أقوى الجیوش وأكثرها اقتداراً في المنطقة، ويعمل من أجل السلام والاستقرار من الخليج الفارسي وحتى خليج عدن، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى المحيطات الكبرى".
وأشار إلى أن بعض الدول التي قدمت الدعم المالي والسلاح للإرهابيين في سوريا و العراق واليمن، "ستحصد نتيجة فعلتها"، متسائلاً: "إلى ماذا تهدفون عبر دعمكم للإرهاب في سوريا والعراق ولبنان، وماذا تعنون من قصف الشعب اليمني الأعزل، وهل قتل الأطفال سيمنحكم القوة والاقتدار؟".
ومن طهران أيضاً، جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم استعداد بلاده التام لتقديم المساعدة من أجل وقف الحرب على اليمن، داعياً إلى بدء حوار بين الأطراف المتنازعة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره العُماني يوسف بن علوي، وتناول خلاله الطرفان التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة اليمنية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.
ونقل ظريف لنظيره العُماني، خلال الاتصال "استعداد بلاده التام لتقديم كل المساعدة من أجل وقف العملية العسكرية على اليمن، وإجراء حوار بين كافة الأطراف في البلاد، وذلك في إطار خطة وقف إطلاق النار، المكونة من أربعة بنود، والتي تقدمت بها الجهورية الإسلامية رسمياً أمس إلى الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن الوزيرين تناولا خلال الاتصال "الخطوات الواجب الإقدام عليها" من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، المكونة من المواد الغذائية والأدوية، إلى كافة المناطق "على وجه السرعة".
وكان وزير الخارجية الإيراني تقدم أمس باقتراح مكون من أربعة بنود إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أجل حل الأزمة في اليمن.
وينص الاقتراح الإيراني على "دعوة إلى وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات إلى كافة المناطق، والعودة إلى المفاوضات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
بدوره، اعتبر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي أكبر ولايتي أن "الموضوع اليمني قابل للحل عبر الحوار الايجابي بين القوى اليمنية".
واشاد ولايتي عقب اجتماعه اليوم السبت بوزيرة الخارجية الاسترالية، جوليا بيشاب، بالدور الذي تلعبانه ايران واستراليا في استتباب الامن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط والمحيط الهندي.
واستبعد ولايتي، عقب لقائه اليوم مع وزيرة الخارجية الأسترالية جوليا بيشاب، "انخراط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب على اليمن"، مشيراً إلى أن واشنطن "قامت سابقاً بتجربة التدخل العسكري في الدول الإسلامية، ولم تخرج منتصرة منها، ومن المستبعد أن تكرر الإدارة الأميركية الحالية هذا العمل على ضوء التجارب المرة في هذا المجال".
وفي شأن معالجة الأزمة اليمنية، اعتبر ولايتي أن "حل الموضوع اليمني يأتي عبر الحلول السلمية وبالاعتراف بحقوق جميع المكونات، بمن فيهم الحوثيون والزيديون والسنة والشيعة، والحوار البناء بين جميع القوى اليمنية"، مؤكداً "أهمية مساهمة الدول الأخرى في هذا المجال".
من جهته، أعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن "العدوان السعودي علي اليمن بعيد كل البعد عن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ التعايش السلمي، ويفضي إلى انحراف العالم الإسلامي واستنفاد قدراته الداخلية".
وأسف شمخاني لما تعانيه السعودية حالياً من "تخبط تاريخي كبير"، مشيراً إلى أن "بدعة الحرب لن تؤدي سوى إلى الضرر بهم بصورة حتمية".
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث هاتفياً مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس الجمعة لبحث التطورات في اليمن.
وأضاف البيان أن أوباما والملك سلمان اتفقا على أن "التوصل إلى حل سياسي من خلال التفاوض ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن". كما أعاد أوباما خلال الاتصال التأكيد على "التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية".
وذكرت وكالة "واس" للأنباء أيضاً أن الملك سلمان تباحث هاتفياً في موضوع اليمن أيضاً مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وفي سياق متصل أيضاً بالدعوات إلى إيجاد مخرج سلمي للصراع، ذكرت وزارة الخارجية الصينية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ الملك سلمان أيضاً خلال اتصال هاتفي أمس "ضرورة زيادة المساعي للسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن".
ونقلت الوزارة عن شي قوله إن "الوضع في اليمن يتعلق بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ولاسيما منطقة الخليج، وينبغي تسريع وتيرة المساعي بشأن عملية الحل السياسي لقضية اليمن."
ودعا الرئيس الصيني جميع الأطراف للامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي ومقترحات "مجلس التعاون الخليجي" لضمان الاستقرار وعودة الأمور إلى طبيعتها في اليمن في أسرع وقت ممكن.
إلى ذلك، أفادت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة اليوم، أن دول خليجية عدة أبدت "انزعاجها" من دعوة الأمين العام بان كي مون إلى أن وقف فوري لإطلاق النار في اليمن، مضيفة أنه "من المتوقع أن تطرح المسألة خلال اجتماع معه أوائل الأسبوع المقبل"، علماً أن
الموضوع الرئيسي الذي سيناقش خلال الاجتماع هو من سيخلف مبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن جمال بن عمر الذي أعلن استقالته يوم الأربعاء الماضي". لكن المصادر ذكرت أنه من المتوقع أن تطرح هذه الدول الخليجية مخاوفها بشأن دعوة بان لوقف إطلاق النار.
وقال مصدر ديبلوماسي طلب عدم نشر اسمه إن "دول الخليج غير راضية عن الكلمة، وتتوقع أن توضح هذا للأمين العام خلال الاجتماع."
وفي ما يتعلق ببن عمر، كان ديبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة طلبوا عدم نشر أسمائهم إن بن عمر، وهو ديبلوماسي مغربي، "أغضب السعودية ودولاً خليجية أخرى بسبب إدارته لمحادثات السلام التي لم تحقق نجاحا حتى الآن بين الحوثيين والحكومة اليمنية".
وبعدما طلبت الأمم المتحدة أمس "مساهمة عاجلة" لتلبية الحاجات الإنسانية في اليمن، أعلنت السعودية، التي تقود الحرب منذ 26 آذار الماضي، أنها قرّرت منح المنظمة الدولية مساعدة قدرها 274 مليون دولار لتمويل هذه الاحتياجات.
وقال الديوان الملكي السعودي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن الملك سلمان بن عبد العزيز "أمر بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، استجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق والتي تضمّنتها مناشدة الأمم المتحدة" أمس الجمعة.
وأكدت السعودية "وقوفها التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق"، معبرة عن الأمل في عودة "الأمن والاستقرار لليمن الشقيق".
وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في اليمن، وجّهت نداء عاجلاً للحصول على مساعدة إنسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7,5 مليون نسمة تأثروا بالنزاع.
إلى ذلك، وصل عدد الجنود السعوديين الذين قتلوا منذ بدء الحرب على اليمن إلى سبعة، مقتل جندي سعودي أمس في تبادل لإطلاق النار مع الحوثيين على الحدود بين البلدين، بحسب ما أعلن المتحدث باسم "التحالف" أحمد عسيري.
وقال عسيري خلال مؤتمره الصحافي اليومي في الرياض إن الجندي "قتل في محافظة نجران في مواجهات استمرت حتى وقت متأخر ليلاً"، متهماً الحوثيين وحلفاءهم بـ"التحضير لعمل قرب الحدود الجنوبية للسعودية"، من دون أن يحدد طبيعته.
وأضاف عسيري: "لن نسمح لهذه الميليشيات بتهديدنا. ولهذا السبب نهاجمهم في صعدة "، لافتاً إلى أن "عدد الغارات الجوية للتحالف تجاوز ألفين"، وواعداً بإقامة جسر بحري "في الأيام المقبلة" لإيصال المساعدة الإنسانية.
وحول هذا "الجسر"، أوضح عسيري أن إقامته أصبحت "ممكنة"، بعد قرار جيبوتي "فتح مجاليها الجوي والبحري" لقوات "التحالف".
وفي السياق ذاته، أشار المتحدث بامس "التحالف" إلى أن "حمولتي مساعدات أرسلتهما الإمارات وقطر وصلتا اليوم إلى ميناءي عدن والحديدة"، لكنه شدد على أن "قيادة التحالف هي الوحيدة المخولة السماح" للسفن أو الطائرات بالتوجه إلى اليمن.
وكشف عسيري أن "التحالف" اعترض خلال الأسبوع الحالي طائرة كينية، بعدما هبطت من دون إذن في مطار صنعاء، وطلب منها التوجه إلى السعودية حيث تم استجواب طاقمها قبل أن يسمح لها بالعودة "إلى كينيا".
ميدانياً، سقط عدد من القتلى والجرحى اليوم في اشتباكات بين الحوثيين والميليشيات الماولية للرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي في محافظة أبين جنوب اليمن. كما استهدفت غارات "عاصفة الحزم" منطقة جبل هيلان في مأرب، ومعسكر "ماس" الذي تُسيطر عليه جماعة "أنصار الله" في المحافظة، والقصر الجمهوري في تعز.
كما دارت معارك شرسة بين الحوثيين وميليشيات هادي في محيط قاعدة العند العسكرية التي تبعد 60 كيلومتراً عن عدن.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد