السعودية تدرّب القبائل لزجهم في أتون حرب اليمن
تبدو المرحلة المقبلة من الحرب على اليمن أشدّ خطورة من سابقاتها، بعد ورود معلومات عن مساعي السعودية لتوحيد جبهة قبلية في مواجهة «أنصار الله»، في ما يبدو أنّها محاولة أخيرة للسيطرة على الأرض، عبر وكلائها، في ظلّ تعذّر احتمال شنّ حملة برية، وهو ما ينذر باقتتال طويل الأمد بين اليمنيين.
وفي خطوة أخرى من شأنها تعزيز القبضة السعودية على اليمن، أعلن المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي أنّ السلطات «الشرعية» الموجودة في الرياض، ستطلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً «سنتقدّم بخطة في السعودية الشهر المقبل، تعد اليمن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي».
وتقول المؤشرات على الأرض إنّ الحرب بدأت تأخذ أشكالاً جديدة، فإلى جانب تقدّم «الحرس الوطني» السعودي براً نحو الحدود اليمنية، وتمركزه على مقربة من منفذ الطوال اليمني في محافظة حجة الشمالية، تتزايد المخاوف من حلف قبلي ترعاه السعودية من أجل تفجير الحرب في العاصمة صنعاء.
وتجنباً لدخول العاصمة في حرب شوارع، بادرت الجماعة إلى نصب نقاط تفتيش جديدة وتشييد متاريس ترابية في شوارع صنعاء، وخصوصاً بعد انشقاق الزعيم القبلي محمد الشائف عن حزب «المؤتمر» وانضمامه إلى جبهة المؤيدين لـ«عاصفة الحزم».
وفي تطور يطرح تساؤلات بشأن شكل المرحلة المقبلة من الحرب السعودية، أفادت مصادر مطّلعة بأنّ السعودية بدأت تدريبات عسكرية للمئات من رجال القبائل اليمنية لقتال جماعة «أنصار الله».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري موجود في الدوحة قوله إنّه «لا يمكن الانتصار في حرب ضدّ الحوثيين من الجو... هناك حاجة إلى إدخال قوات برية، وهناك الآن برنامج لتدريب المقاتلين القبليين على الحدود»، فيما ذكر مصدر سعودي أنّ هناك «خطة لتعزيز القوات اليمنية في مختلف أنحاء البلاد، لأنّ السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض بالمقارنة مع السعوديين».
ووفقاً لمصدر يمني رسمي فإنّ «300 مقاتل قبلي تدرّبوا في السعودية، عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح» في محافظة مأرب لمحاربة الجماعة، مشيراً إلى أنّ «المشكلة هي أن عدد المقاتلين القبليين الذين يتم تدريبهم صغير جداً وليس كافياً». وأضاف أنّ التدريب يشمل تزويدهم بالأسلحة الخفيفة والنصائح التكتيكية.
ودعت السعودية زعماء القبائل الى حضور اجتماع في الرياض في محاولة لتشكيل جبهة قبلية موحدة في مواجهة الحوثيين، بحسب مصادر يمنية أكّدت أنّ «هناك شعوراً بأنّه ليس هناك أمل كبير في تحقيق هذا».
وذكرت مصادر مطلعة أنّ هدف زيارة نائب «الرئيس» اليمني خالد بحاح إلى الدوحة هو مناقشة سُبل إعادة تأسيس سلطة حكومة اليمن في المنفى.
ويشمل النقاش مع الدول الخليجية عدة خيارات من بينها كيفية طرد عناصر تنظيم «القاعدة» من مدينة سيئون في محافظة حضرموت، والتي يمكن أن تصبح قاعدة محتملة للحكومة بعد الفشل في السيطرة على عدن.
على المستوى السياسي، يبدو أن الحل السياسي ما زال بعيداً، برغم الدعوات إلى الحوار.
وفي هذا الإطار، جدّدت إيران دعوتها إلى حوار بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة لإنهاء القتال.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «يجب أن يشارك الجميع في اليمن في حوار من دون شروط مسبقة، ولا أعتقد أن ذلك يمكن أن يجري في الامارات، لأن الإمارات للأسف أصبحت طرفاً في النزاع».
ودعا مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال استقباله المدير العام الإقليمي للصليب الأحمر روبرت مارديني، إلى «وقف العدوان وفتح طريق آمن لإيصال المساعدات الإنسانية الى اليمن»، معرباً عن قلقه من «الجرائم اللاإنسانية التي تُرتكب في هذا البلد».
وتعليقاً على تدمير مطار صنعاء غداة منع طائرة مساعدات إيرانية من الهبوط على مدرجاته، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قصف المطار بأنه عمل «غير إنساني وينم عن الحقد»، معتبرة أن الهدف من هذا التصرف هو «ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب اليمني الأعزل».
وبعد ساعة على إعلان هيئة الطيران المدني اليمنية أنّ مطار الحديدة أصبح بديلاً لمطار صنعاء لهبوط الطائرات المدنية والإغاثية، قامت طائرات «التحالف» بقصفه.
ولا يزال الوضع الإنساني في اليمن كارثياً، فإلى جانب تواصل انقطاع التيار الكهربائي للأسبوع الثالث على التوالي في مناطق متفرقة من البلاد، وإمكانية انقطاع خدمات الاتصالات المحلية والدولية والإنترنت، بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية، حذر مسؤول يمني، أمس، من انهيار المنظومة الكهربائية في البلاد، جراء توقف وصول مادتي المازوت والديزل إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية – «سبأ» عن المسؤول قوله إنّ «قطاع الكهرباء أصبح في أسوأ حالاته، بسبب توقف وصول مادتي المازوت والديزل لمعظم محطات توليد الطاقة الكهربائية، خصوصاً محطتي رأس كثيب، والمخا غرب البلاد».
وفيما تمكنت الجماعة من التقدّم في عدن، كانت طائرات «التحالف» تلقي، للمرة الأولى، أسلحة من الجو لرجال قبائل ومسلّحين إسلاميين في تعز الجنوبية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد