«أمير جديد» لداعش في جنوب دمشق
وضع مصدر قيادي فلسطيني قرار تنظيم داعش بعزل أمير التنظيم في جنوب دمشق وتعيين أمير جديد، في إطار محاولات التنظيم تصعيد الوضع في المنطقة على خلفية الأزمات التي يعاني منها داعش في أماكن وجوده في سورية بسبب الضربات التي يتلقاها.
وأفادت مصادر أهلية بأن تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية أصدر فجر الإثنين قراراً رسمياً يقضي بعزل أمير التنظيم في جنوب دمشق عبد اللـه طيارة الملقب بـ«أبو صياح فرامة» وتعيين «أبو هشام الخابوري» بدلا منه. وأشارت المصادر إلى أن القرار تضمن عزل نائب أمير التنظيم حسام الحلبي الملقب بـ«ـأبي مجاهد». وأكدت مواقع معارضة ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر.
وتعتبر مدينة الحجر الأسود الواقعة بريف دمشق الجنوبي المعقل الرئيسي لـداعش، وشهدت انتشارا كثيفا لعناصر التنظيم في شوارعها على خلفية القرار الجديد، وفق ما ذكرت المصادر. كما يسيطر على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك الواقع في الجهة الشمالية للحجر الأسود بعد أن حاصر مقاتلي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) في منطقة الريجي في القاطع الغربي للمخيم. وقال القيادي الفلسطيني، إن قرار داعش «يأتي في إطار محاولات جديدة لتصعيد الموقف»، وأضاف: «القرار هو أحد تفاعلات الأزمة التي يعاني منها التنظيم (في سورية)، فهم يواجهون ضربات قوية». وتابع: «هو مقدمة للتصعيد اعتقادا منهم أنه يمكن بذلك أن يخرجوا من الأزمة». والأمير الجديد لتنظيم داعش من أبناء الجولان العربي السوري المحتل القاطنين في الحجر الأسود، وقد كان دوره مجمّداً خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب «اعتراضه على عمل التنظيم، حسبما نقلت مواقع معارضة عن مصادر مطّلعة، على حين كان قد شغل قبل ذلك منصب الأمير العسكري في قطاع الحجر الأسود.
كما يعتبر الخابوري من الشخصيات الأربع الأكثر أهمية في تنظيم داعش جنوب دمشق، وهم أمير التنظيم سابقاً أبو صياح طيّارة، وأمير الأمنيين سابقاً أبو سالم العراقي -الذي خرج من جنوب دمشق إلى مناطق سيطرة التنظيم شمال شرق البلاد-، ونائب أمير التنظيم «أبو مجاهد»، وأبو هشام الأمير الجديد للتنظيم.
وكان الخابوري يعمل في البناء، وفي بداية الأحداث، شكل ما يسمى «كتيبة أنصار الله» التابعة لمليشيا «الجيش الحر»، وبعدها انضم لـ«النصرة»، وحينما تشكل داعش ترك «النصرة» وبايع التنظيم.
وأما أمير التنظيم السابق «أبو صياح فرامة»، فهو من بلدة يلدا المجاورة للحجر الأسود واليرموك، وكان يعمل سائقا لسيارة ومن ثم «بسكليتاتي» قبل اندلاع الأحداث في سورية، وهو شخص أمّي غير متعلم، استلم إمارة «النصرة» في جنوب دمشق بعد مقتل أميرها في ذلك الوقت أبو عمر البغدادي ثم بايع تنظيم داعش، وأصبح أمير التنظيم بالمنطقة الجنوبية، وهو شخص مجرم يحب القتل لذلك لقب بفرامة». وبالنسبة لـ«أبي مجاهد»، فهو من سكان حجيرة في ريف دمشق الجنوبي. وكان قائد ما يسمى «شورى المجاهدين» في جنوب دمشق، وعندما جاء التنظيم بايعه، وأصبح شرعيا رئيسيا في المنطقة.
وتحدثت تقارير صحفية أن الكثير من العناصر المنتمية لتنظيم داعش في جنوب دمشق كانت مع «النصرة» سابقا، وبايعت التنظيم فيما بعد، إضافة للكثير من العناصر التي تعد من بقايا ما يسمى «لواء الحجر الأسود»، و«أحفاد الرسول» ممن لهم «تاريخ أسود»، حيث «كانوا بالأصل لصوصا، والكثير منهم متعاطون للحشيش، لكنهم تستروا بالتنظيم خوفا من الحساب بعد انحلال ألويتهم وملاحقة قياداتهم». ووفق التقارير فإن الكثير من المنضمين للتنظيم في جنوب دمشق عبارة عن منتفعين تم جذبهم بالمال وكثرة التسليح في ظل فقر شديد يخيم على المنطقة، مع ضعف الدعم لباقي المليشيات المسلحة، حيث يوجد في صفوف التنظيم عناصر من أهالي حي القدم، ويوجد أيضاً عناصر من أبناء العاصمة دمشق قتل بعضهم في المعارك الأخيرة باعتراف قادة التنظيم.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد