نجاح الديمقراطيين يتوقف على نجاح مفاوضات بيلوزي مع السوريين
الجمل: المواجهة المحتدمة داخل مبنى الكابيتول هيل (مقر الكونغرس) بين الديمقراطيين (الأغلبية)، والجمهوريين (الأقلية) المدعومين بواسطة البيت الأبيض، (الثنائي بوش- تشيني) والإدارة الأمريكية.. هي مواجهة تطورات انتقلت مناوراتها إلى منطقة الشرق الأوسط، فعلى مسار الجمهوريين تتحرك وزيرة الخارجية الأمريكية (الأفعى) كوندوليزا رايس على خط المعتدلون العرب، بهدف:
- استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق.
- تصعيد المواجهة ضد إيران.
- عزل سوريا وإيران وحماس وحزب الله اللبناني.
- دعم حوار محمود عباس- أولمرت.
- تعزيز علاقة المعتدلين العرب بإسرائيل.
- الوصول إلى أفق للتسوية السياسية في الصراع العربي- الإسرائيلي.
أما على مسار الديمقراطيين، فتتحرك –صديقة إسرائيل- نانسي بيلوزي (رئيسة مجلس النواب الأمريكي، ثالث أكبر شخصية أمريكية بعد بوش ونائبه تشيني) في جولة تشمل إسرائيل، لبنان، الأردن، سوريا.. وعلى ما يبدو فإن تحركات نانسي يمكن القول بأنها تحمل أكثر من دلالة ومضمون:
• على الجانب الأمريكي: ينظر الأمريكيون إلى تحركات نانسي بيلوزي باعتبارها تحركاً منافساً ومعادياً لتحركات إدارة الرئيس بوش والجمهوريين، وذلك على أساس أن الديمقراطيين يسعون إلى نقل صراعهم مع الجمهوريين خارج الكونغرس، عن طريق التحركات الميدانية التي تؤدي إلى صنع صفقات السياسة الخارجية المستقلة عن وزارة الخارجية الامريكية.
• على الجانب الإسرائيلي: ينظر الإسرائيليون إلى تحركات نانسي بيلوزي باعتبارها تصب في مصلحة تيار العمل وكاديما.. وذلك لأن تيار الليكود أكثر ارتباطاً بتحركات كوندوليزا رايس، باعتبارها تمثل الإدارة الأمريكية التي تسيطر عليها جماعة المحافظين الجدد الوثيقي الصلة بحزب الليكود الإسرائيلي.
كذلك بنسبة لإسرائيل، فإن الفرق بين كوندوليزا رايس، ونانسي بيلوزي، هو مثل الفرق بين (حسن) و(حسنين)، وذلك لأن كلاهما يعمل من أجل التوصل إلى صفقة سلام في الشرق الأوسط ضمن حدود السقف الإسرائيلي المحدد مسبقاً.
• على الجانب العربي: ينظر المعتدلون العرب إلى تحركات نانسي بيلوزي بكثير من الريبة والشكوك، خاصة وأن إدارة بوش أصدرت بياناً غاضباً ينتقد جولة بيلوزي، وبالتالي فإن التوقعات تقول بأن الإدارة الأمريكية سوف تستخدم المعتدلين العرب وتوظفهم من أجل إفشال جولة بيلوزي، وذلك على النحو الذي يخدم إدارة بوش والجمهوريين في صراعهم ضد الديمقراطيين داخل الكونغرس.
كذلك على الجانب العربي، تجد الأطراف والقوى العربية المطالبة بحقوقها العادلة، مثل سوريا، والمقاومة الفلسطينية واللبنانية، تنظر إلى جولة نانسي بيلوزي على غرار القول السائد (دعنا ننتظر ونرى).
المعلومات التي حملتها اليوم الصحافة العالمية عن جولة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوزي في منطقة الشرق الأوسط تقول: إن نانسي بيلوزي سوف تناقش مع السوريين:
- قضية الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى حزب الله اللبناني وحركة حماس.
- المحكمة الدولية حول اغتيال الحريري.
- إيقاف الدعم لحركة حماس وحزب الله اللبناني.
- تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.
- السلام مع إسرائيل.
- موضوع العراق.
وعموماً فإن حقيبة نانسي بيلوزي يتوقع أن تحمل الكثير، وذلك لأن نجاح زيارتها على سوريا سوف يترتب عليه نجاح الديمقراطيين في هزيمة الجمهوريين في ميدان السياسة الخارجية الأمريكية.. وبكلمات أخرى: لن يستطيع الجمهوريون والبيت الأبيض تمرير أجندتهم السياسية الخارجية والعسكرية إلا عن طريق الحصول على موافقة الكونغرس (مجلس النواب والشيوخ).. وحالياً يحاول الديمقراطيون الوقوف في مواجهة النزعة التدخلية في السياسة الخارجية الأمريكية، ولما كانت وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض الأمريكي والبنتاغون تحت سيطرة الجمهوريين، فإنه ما من سبيل أمام الديمقراطيين لإدارة الصراع ضد الجهوريين سوى توسيع نطاق المعركة عن طريق فتح الجبهات الإقليمية والتي من أبرزها، تقويم ومعايرة الأداء السلوكي للسياسة الخارجية الأمريكية في:
- الشرق الأوسط.
- الاتحاد الأوروبي (علاقات عبر الأطلنطي).
- جنوب ووسط آسيا (شبه القارة الهندية وأفغانستان).
- شرق آسيا (الصين، وتايوان، واليابان، وكوريا الشمالية والجنوبية.
وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بعد عدة سنوات من التحركات والجولات الشرق أوسطية، أصبح الرأي العام الشرق أوسطي ينظر إلى مشروع السلام الذي تبشر به باعتباره (حملاً كاذباً).. أما نانسي بيلوزي صديقة الإسرائيليين وعدوة الجمهوريين فسوف تثبت الفترة القادمة إن كان مشروع سلامها (حملاً صادقاً.. أم كاذباً)..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد