المؤتمر القومي العربي يجدد شبابه ويجمع نخبة متنوعة

الجمل : عقدت في المنامة في الفترة ما بين 28-30 نيسان الدورة الثامنة عشرة للمؤتمر القومي العربي بمشاركة بلغت 288 مشاركا من كل الدول العربية و المهاجر في بريطانيا و فرنسا و الأمريكيتين ، و بلغ عدد المشاركين من النساء ست و عشرون سيدة  . و هؤلاء المشاركون يتوزعون على مختلف الانتماءات الإيديولوجية : إسلامية ، عروبية ، ليبرالية ، ماركسية ، يجمعهم  إيمانهم بالمشروع الحضاري للأمة العربية ، و بأهداف المؤتمر في: الوحدة العربية، والديمقراطية، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني والقومي، والتجدد الحضاري . كما أن متوسط أعمار الحاضرين انخفض عن الدورات السابقة بسبب حضور أعداد كبيرة من الشباب ، أي أن جيلاً جديداً هو جيل ما بعد المؤسسين للمؤتمر بدأ يفرض حضوره تدريجياً .
تأسس المؤتمر القومي العربي عام 1990 و عقد دورته الأولى في تونس و استمر بالانعقاد سنوياً في عواصم عربية مختلفة رغم الظروف المعقدة التي مرت على الأمة ،  من الحربين الأمريكيتين العدوانيتن التي تعرض لهما العراق عامي 1991 و  2003 ، إلى الحروب الصهيونية المتوالية على لبنان أعوام 1993 – 1996 – 2006 . إضافة إلى انهيار اتفاقيات أوسلو و اجتياح الضفة و القطاع من قبل الكيان الصهيوني . لا بل إنه بقي يعقد دوراته في عقد التسعينات في حين فشلت الجامعة العربية آنذاك و لسنوات طويلة بعقد قمة واحدة ، لأن القرار الرسمي الأمريكي كان تصفية أي ذكر للعرب و إحلال مصطلحات جديدة مثل الشرق الأوسط و شمال أفريقيا مكانهم . مصطلحات ملتبسة يمكن أن تشير  إلى عقار أكثر مما تشير إلى أمة و شعب و حضارة .
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحدث كل من: د. سليم الحص، ومحمد فائق، ود. حارث الضاري، والمطران د. عطا الله حنا، ومنير شفيق المنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي، وخالد السفياني أمين عام المؤتمر القومي العربي . كما تحدث المناضل الفلسطيني عزمي بشارة فشرح أبعاد الهجمة الصهيونية عليه و أسبابها ، و عزاها إلى أزمة الكيان الصهيوني بعد هزيمته التاريخية في لبنان مما اضطره إلى إظهار وجهه العنصري و تبني سياسة جديدة تجاه عرب 48 ، أما الأب عطا الله حنا فدعا إلى مساندة القدس و حماية المقدسات العربية فيها : اسلامية و مسيحية ، للمحافظة على وجه هذه المدينة العربي تجاه ما تتعرض له من حملات تهويد . بعد ذلك تمت مناقشة تقرير حال الأمة و هذا التقرير يقوم بإعداده و طباعته سنوياً مركز دراسات الوحدة العربية ، كما تم مناقشة مسودة المشروع النهضوي العربي . و بعد ذلك توزع المشاركون إلى لجان لمناقشة محاور المشروع النهضوي العربي فتقدمت كل لجنة بورقة مكتوبة ليتم ادماجها في البيان الختامي للمؤتمر .
حظي المؤتمر باهتمام بالغ من الصحافة البحرينية ، خاصة صحيفة أخبار الخليج و هي إحدى الجهات الراعية للمؤتمر . فتصدرت أخباره الصفحات البحرينية مثل أخبار الخليج و الأيام ...الخ . كما أن هذه الصحف أجرت لقاءات مكثفة مع كثير من الشخصيات المشاركة .
كانت دورة هذا العام ناجحة بكل المقاييس و إن اجتماع هذا العدد الكبير من النخبة العربية من كل الأقطار العربية و من المهاجر و من مختلف المشارب الفكرية والسياسية يشكل بحد ذاته إنجازاً و تعميقاً لثقافة الحوار بين مكونات الأمة .

الجمل