«منظمة العفو» في تقريرها للعام 2007: واشنطن حوّلت العالم إلى ساحة معركة
في قرية جيّوس في الضفة الغربية ثمة سور حديدي مرتفع يسمّونه «جدارا». بهذه القصة يبدأ تقرير منظمة العفو الدولية للعام ,2007 الذي نشر أمس واتخذ من «الخوف» محوراً له، وتتساءل فيه الأمينة العامة للمنظمة ايرين خان إن كان الإسرائيليون الذين يعيشون في المستوطنة المزدهرة يؤمنون حقاً بأن بوسع هذا الجدار الذي يهدد مستقبل الفلسطينيين، أن يعزز أمنهم؟
وكتبت خان «كما في زمن الحرب الباردة، تُتخذ القرارات في جو من الخوف يبعث عليه قادة لا مبادئ لهم»، في إطار استراتيجية «تزيد من التمييز وتغذي العنصرية ورهاب الأجنبي»، مشيرةً إلى «عولمة انتهاكات حقوق الإنسان»، ودعت إلى رفض هذه الاستراتيجية «لمعالجة انهيار هذه الحقوق»، لأن «الأمل لا يزال حياً جدا».
واستعرض التقرير، الذي يقع في 300 صفحة، الوضع في لبنان، مديناً الاعتقالات السياسية التي تمت عقب التظاهرة التي نظمها غاضبون على نشر الرسوم المسيئة للنبي، وأشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحديداً الأطفال منهم، يعيشون في ظل ظروف قاسية في المخيمات، ولكنه أشاد بالحرية التي يمنحها لبنان لناشطي حقوق الانسان.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان الصيف الماضي، ساوت المنظمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله لأن الجانبين «ارتكبا انتهاكات خطيرة للقانون الدولي بما في ذلك جرائم حرب»، ولكنها أدانت استخدام إسرائيل للأسلحة الذكية والقنابل العنقودية واستهداف المدنيين، وخصوصاً الأطفال منهم، وهو ما انتقده متحدث باسم الجيش الإسرائيلي واصفاً إياه بأنه «مغالطات كبيرة»، مندداً بـ«محاولة المساواة بين منظمات إرهابية ودولة ديموقراطية».
وأكدت المنظمة أن جنوداً ومستوطنين إسرائيليين ارتكبوا عمليات «قتل غير مشروعة» في الأراضي الفلسطينية، من دون أن يعاقبوا، منددةً بـ«الحواجز والقيود المفروضة على حرية الفلسطينيين، ومصادرة إسرائيل للرسوم الجمركية التي تجمعها باسم السلطة الفلسطينية، والتي تسببت في بلوغ الفلسطينيين مستوى فقر حرجاً في الأراضي المحتلة».
وأفاد التقرير، الذي شمل دول العالم أجمع، أن 650 فلسطينيا، بينهم نحو 120 طفلا، قتلوا في «أعمال العنف» خلال العام ,2006 لافتاً إلى أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على يد الإسرائيلييين «ازداد ثلاث مرات عما كان عليه في 2005»، فيما «تراجع عدد الإسرائيليين الذين قتلوا على أيدي الفلسطينيين بمعدل النصف».
واتهمت المنظمة واشنطن بتحويل العالم إلى «ساحة معركة كبيرة»، بذريعة «حربها على الإرهاب»، وأن «إخفاقات الحرب في العراق» وجو الخوف الذي «نشره الرئيس الأميركي جورج بوش بهدف تعزيز سلطته التنفيذية» زاد من «الانقسامات الدولية»، واصفةً «حديث الإدارة الأميركية المزدوج» حول حقوق الإنسان، بأنه «مشين بدرجة مذهلة»، وشددت على أن «ممارسات واشنطن، بما في ذلك اعتقال وتعذيب الآلاف في سجون سرية مثل غوانتانامو، تعرّض الأمن للخطر».
وفي أفغانستان، اتهمت المنظمة «كل أطراف النزاع»، بما في ذلك «القوات الدولية وقوات الأمن الأفغانية وطالبان» بارتكاب «انتهاكات خطيرة» لحقوق الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن «الشرخ بين المسلمين وغير المسلمين ازداد.. مثل ظواهر معاداة الإسلام والسامية والتعصب والهجمات على الأقليات الدينية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد