غول: علاقتنا بفرنسا تتراجع ولا اتفاق سرياً مع أمريكا حول شمال عراق
نفى وزير الخارجية عبدالله غول صحة المعلومات التي تحدثت عن اتفاق سري بين أنقرة وواشنطن وقع عليه وزير الاقتصاد علي باباجان في 22 سبتمبر/أيلول 2003 تعهدت بموجبه الحكومة التركية بعدم اجتياح شمال العراق مقابل مساعدات مالية أمريكية بقيمة مليار دولار وقال إنه لو كان مثل هذا الاتفاق واردا لما بذلت حكومته مساعي مكثفة لإقناع الإدارة الأمريكية بضرورة التنسيق والتعاون والعمل العسكري المشترك ضد عناصر الكردستاني شمال العراق. وكرر غول عزم وإصرار حكومته على محاربة الإرهاب والإرهابيين أياً كانوا.
وجاءت أقوال غول هذه ردا على تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري دانيز بايكال الغرب واتهم الحكومة بإخفاء الحقائق عن الشعب وقال إن الجيش التركي لن يستطيع اجتياح شمال العراق بسبب تعهدات أنقرة لواشنطن في هذا المجال.
ويذكر أن الحكومة تتهرب من إصدار التعليمات للجيش لاجتياح شمال العراق على الرغم من تصريحات رئيس الأركان الفريق أول يشار بويوك أنيت المتكررة بضرورة مثل هذا العمل وقال إن الجيش على استعداد تام من أجله.
من ناحية أخرى قال أربعة من عناصر حزب العمال الكردستاني الذين استسلموا لقوات الأمن جنوب شرق البلاد إن الحزب يحصل على أسلحة ومعدات عسكرية متطورة من الجيش الأمريكي والقيادات الكردية العراقية. فيما لقي 3 من ضباط الصف مصرعهم قرب مدينة هكاري القريبة من الحدود مع العراق لدى انفجار لغم أرضي في الطريق الرئيسي إلى المدينة.
وتحول موضوع حزب العمال الكردستاني إلى مادة أساسية في الحملة الانتخابية لغالبية الأحزاب السياسية. فقد دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت باخشالي الحكومة لإعدام زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الموجود في سجن ايمرالي.
وناشد جميع زعماء الأحزاب السياسية الأخرى الحكومة لإصدار التعليمات للجيش لاجتياح شمال العراق والقضاء على مراكز ومخيمات حزب العمال الكردستاني الموجودة هناك.
فيما أشار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى إلغاء عقوبة الإعدام من القوانين التركية وقال إن حكومته تحترم القانون وأضاف أنهم لن يترددوا في اتخاذ قرار العمليات العسكرية ضد الكردستاني شمال العراق في الوقت المناسب.
فيما دعا مراد كارايالتشين زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشعبي الحكومة للحوار مع الزعماء الأكراد العراقيين بعقلانية ومنطقية لحل مشكلة حزب العمال الكردستاني وكركوك. وذكر كارايالتشين باقتراح الرئيس العراقي جلال الطالباني لحل مشكلة كركوك بصيغة بروكسل وقال كان على الحكومة أن تدعو آنذاك الطالباني إلى أنقرة وتناقش هذا الاقتراح المنطقي معه، كما كان عليها أن ترد على اقتراح الطالباني الأخير لتشكيل لجنة مشتركة للتدقيق في كل الوثائق التاريخية الخاصة بكركوك والموجودة في أرشيف الدولة العراقية والعثمانية.
وعلى صعيد آخر عبر وزير الخارجية عبدالله غول عن قلقه من سير العلاقات التركية-الفرنسية بعد انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا وقال إن هذه العلاقات سجلت تراجعا ملحوظا وجديا. واتهم الوزير غول بعض الدول الأوروبية باستغلال موضوع تركيا لحسابات داخلية بسيطة وقال إن حكومته ستستمر في إصلاحاتها السياسية والاقتصادية ولن تبالي بعد الآن بمواقف الاتحاد الأوروبي المتناقضة.
في غضون ذلك رحب المتحدث باسم الخارجية لاوند بيلمان بتكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير كمنسق للرباعية الخاصة بالمشكلة الفلسطينية وعبر عن أمل أنقرة في أن يساهم ذلك في دعم مسيرة السلام في المنطقة. كما اتصل وزير الخارجية عبدالله غول مع بلير وهنأه بهذا المنصب الجديد.
حسن محلي
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد