مبارك يتهم ليفني بتخطي خطوطه الحمر

اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت»، ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني «تخطت خطوطه الحمر» بانتقادها مصر في مسألة تهريب السلاح الى قطاع غزة، داعياً في المقابل الى تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين لإحباط أي عمليات مماثلة.
وقال مبارك للصحيفة «إن تسيبي ليفني التي هرعت للتشكي منا الى وسائل الإعلام وإعطائنا علامات على دور قوات الامن المصرية بدل ان تتناول الهاتف او ترسل موفداً، تخطت بهذا السلوك ما اعتبره خطوطي الحمر... هذه ليست وظيفتها وليست مسؤوليتها»، مضيفاً «وإن كنتم غير راضين عن طريقة معالجتنا مشكلة التهريب، فليس عليكم سوى أن تتكفلوا بها بأنفسكم وسنرى أين ستصلون».
وتابع إن القسم الاكبر من حركة تهريب الاسلحة ليس مصدرها شبه جزيرة سيناء المصرية بل انها «آتية من البحر، من الشمال والجنوب ومن الخليج ومن أماكن يصعب تخيلها»، موضحا انه «من السهل جدا الجلوس في مكتب في القدس وتوزيع علامات حول أدائنا على الارض، لكن هذا أفسد الأجواء. والعلاقات مع إسرائيل مهمة جدا بالنسبة الي، فلا تخربوها». وشدد على ان «مصر لن تتعاون في تهريب اي اسلحة ضد اسرائيل او ضد اي دولة اخرى».
وردا على سؤال حول كيفية حل قضية التهريب، قال مبارك «الجلوس مع بعضنا البعض، طواقمنا وطواقمكم الاستخباراتية من الشاباك ومن الشرطة ومن وزارة الدفاع، ويتم فحص كل شكوى وكل معلومة صغيرة، وأن يظهروا اهتماما مشتركا. لقد تحدثت في هذا الموضوع مع وزير الدفاع ايهود باراك واخذت منه موافقة على ذلك». وردا على سؤال بشأن شريط الفيديو الذي أرسلته اسرائيل الى الولايات المتحدة، حول تهريب أسلحة الى غزة، اجاب مبارك «لم أر الصور ولكن المسؤولين عندنا رأوها وابلغونى عنها وانا اعلمك انها صور مفبركة وعمل كمبيوتر... انا استطيع تنظيم صور لاسرائيلى واسرائيلية يهربون سلاحاً ويخططون لعملية ارهابية». أضاف «من يحاول اتهام مصر بالتعاون مع مهربي السلاح، اقول له انه كذاب كبير. يجب عليكم ان تفكروا بمنطق، فهذا السلاح من الممكن ان يوجه في أي وقت ضد مصر».
ودافع مبارك عن عبور الحجاج الفلسطينيين لمعبر رفح الحدودي متوجهين الى السعودية، قائلا «أنتم تدعون الآن ان جزءا منهم ذهب للتدريب في معسكرات الارهاب، وانا أسأل: أين؟ في طهران... لا توجد لدي دلائل او اثباتات انهم سافروا لمعسكرات تدريب... أنصحكم بألا تلقوا الاتهامات جزافاً، تعالوا ننتظر عودتهم فهم سيمرون من خلالكم افحصوهم».
وردا على سؤال حول دور إسرائيل في تقليص مئة مليون دولار من المساعدات العسكرية الاميركية لمصر، اجاب مبارك «هذه أموال أميركية واذا أرادوا تقليصها فليقلصوا... عندما يأتون ويقولون لنا: نحن سنقلص لكم مئة مليون دولار اذا لم تفعلوا هذا، سنقول لهم شكراً، لا نريد أن تفعلوا شيئا جيدا لنا، ولكن فقط لا تفرضوا علينا شروطاً. وأرى أن اذكر أن هذا المال هو ليس مصلحة مصرية فقط ولكن هذه مصلحة مشتركة للجميع. على سبيل المثال، اوصى الاميركيون بأن نمتلك عتاداً متطوراً يساعد في الكشف عن الإنفاق، ونحن استجبنا، والعتاد اصبح في الطريق للوصول الينا».
وشدد الرئيس المصري على ان الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليت «حي ووضعه الصحي جيد... هذه المعلومات طازجة».
وعما إذا كان الوقت قد حان لحكومة وحدة فلسطينية، قال مبارك «أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية يطلب قبل كل شيء أن يعود الوضع كما كان عليه في غزة قبل انقلاب حركة حماس، وطالما أن حماس ما زالت تحتل وتسيطر بعنف، لا يمكن أن يكون هناك حوار».
وسُئل الرئيس المصري عن احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية، فأجاب ان «الحرب ليست موضوع ضربة واحدة وينتهي الأمر، ولا ضمانات بأن ضربة على أهداف في إيران تحل المشكلة. بالعكس، من الممكن أن يرد الإيرانيون رداً قاسياً تتبعه ردود من أطراف أخرى تصعّب الموقف».

المصدر: وكالات