وثائق سورية:رسالةالأميرعبد الله بن الحسين للمندوب السامي البريطاني
رسالة الأمير عبد الله بن الحسين إلى السير شانسلور المندوب السامي البريطاني بخصوص سلطان باشا الأطرش
صاحب المقام الجليل فخامة المندوب السامي لشرقي الأردن
عزيزي السير شانسلور
لقد كنت أؤمل مقابلة فخامتكم في وقت قريب، إنما الأمر الذي سأبحث عنه لفخامتكم بكتابي هذا الشخصي لا يحتمل التأخير نظراً لأهميته.. إن الموضوع هو شخصية سلطان باشا الأطرش، الزعيم المعروف، قد تلقى هذا الزعيم إنذاراً من السلطة التي هو في بلادنا لحمله إما على مغادرة محله الذي هو فيه، أو على الانتقال إلى الجوف. من المؤكد لدي وجوب تعاون الحكومات المتحابة المتجاورة السعي لإزالة الفتن والقلاقل والضرب على أيدي مثيريها. ولذلك الاعتبار كنا اتفقنا مع سلف فخامتكم على دفع الثوار السوريين من شرق الأردن، فأعلنت الأحكام العسكرية في المنطقة المجاورة لمركز الثائرين واضطررنا سلطان الأطرش ومن معه على ترك الأزرق والنزول في النبك بأرض تعتبر الآن من ممالك نجد.. لقد كان لهذا العمل أكبر تأثير في إخماد الثورة بجبل حوران، ولقد عامل الزعيم الموما إليه هذه البلاد بالاحترام، ولم يعبث بالأمن فيها. وبهذا أيد، مرة أخرى، المحبة القديمة والاعتماد المشهور عن الدروز على الحكومة البريطانية من العهد التركي القديم، السابق لأيام السلطان عبد الحميد، والمتصل بالاستيلاء المصري الموقت على سورية.
إن سلطان الأطرش الآن متى صادف من هذه الحكومة عطفاً جديداً يخوله الانتقال إلى بلادنا في محل مناسب وبعيد عن الحدود السورية، بين السلط ومأدبا، سيغير ولاشك الشكل الحاضر، ونكون بهذه الصورة ساعدنا السلطة الفرنسية مساعدة جديدة وهيأنا لها سبيل التفاهم مع هذا الزعيم المشهور، يوماً ما، وقمنا بواجب قمع الفتنة في وقتنا.
وفوق هذا، متى حصل تطبيق ما كتبته لفخامتكم ستكون هذه المعاملة برهاناً جديداً لما لبريطانيا العظمى من الصفات النزيهة والعدل المقرون بالحزم مع أمة أخلصت لها كل الإخلاص، وربطت مستقبلها بها أيام الحرب العظمى.. وعشمي بأخذ الرد المرضي من فخامتكم في هذا الموضوع، الذي يهم كل العرب في سورية وشرقي الأردن وفلسطين).
31 آذار 1930
صديق فخامتكم المخلص
عبد الله
المصدر:أحداث الثورة السورية الكبرى، كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش،ص337.
الجمل- إعداد: د.سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد