ضغوط الأزمة السياسية الإسرائيلية ومفاعيل الصراع الداخلي

19-06-2010

ضغوط الأزمة السياسية الإسرائيلية ومفاعيل الصراع الداخلي

الجمل: تقول التقارير والتسريبات, بأن الساحة السياسية الإسرائيلية تشهد حاليا, تزامنا مثيرا للاهتمام, بين تصاعد ضغوط الأزمة السياسية من جهة, وتصاعد ضغوط تداعياتها من الجهة الأخرى: فما هي حقيقة ما يجري؟ وما هي طبيعة هذه الضغوط المتزامنة؟ وما هي معادلات حسابات الربح والخسارة بين الأطراف السياسية الإسرائيلية المتحالفة ظاهريا.. والمتخاصمة باطنيا؟

توصيف المعلومات الجارية: أبرز المعطيات
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية أزمة سياسية زاحفة الضغوط, ومتعددة الحلقات, إضافة إلى التأثيرات المبنيامين نتنياهوتبادلة بين حلقات وضغوط هذه الأزمة, وفي هذا الخصوص نشير إلى المعطيات الآتية:
• إشكالية تدهور موقف إسرائيل في أوساط الرأي العام العالمي, وعلى وجه الخصوص الرأي العام الأوروبي والأميركي إضافة إلى الرأي العام الآسيوي المرتبط بالغرب, وتحديدا في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين.
• إشكالية تصاعد المواجهات مع المنظمات الدولية غير الحكومية, مثل منظمات حقوق الإنسان, ومنظمات الناشطين الأوروبيين والأميركيين الداعمة لحقوق الفلسطينيين.
• إشكالية تصاعد المواجهات مع منظمات المجتمع الدولي مثل الأمم المتحدة, والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمات أميركا اللاتينية والقارة الآسيوية.
• إشكالية تدهور العلاقات مع حلفاء إسرائيل التقليديين, وعلى وجه الخصوص تركيا, إضافة إلى اليونان, والدول الاسكندنافية, إضافة إلى احتمالات حدوث المزيد من التدهور.
• إشكالية تدهور الروابط الإسرائيلية في المنطقة العربية, وعلى وجه الخصوص مع أطراف تجمع المعتدلين العرب: مصر – الأردن – السعودية – حركة فتح الفلسطينية جناح محمود عباس.

المعطيات الداخلية وتمثل في جملة من العناصر, أبرزها:
• صراع الانقسام العنصري الإسرائيلي بين اليهود الغربيين (الأشكيناز) واليهود الشرقيين (السفارديم), إيهود باراكبسبب رفض اليهود الغربيين السماح بأن يجلس أبناءهم في الفصول الدراسية جنبا إلى جنب مع أبناء اليهود الشرقيين.
• الصراع بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة السياسية الإسرائيلية, وتزايد مفاعيل الخلافات على خلفية التقارير والتسريبات الصحفية الإسرائيلية التي كشفت عن تورط الحكومة في تزوير وتشويه الحقائق المقدمة للرأي العام الإسرائيلي.
• الصراع بين أطراف الائتلاف الإسرائيلي الحاكم, فحزب شاس يقف إلى جانب اليهود الشرقيين, في مواجهة حزب هايهودا هاتورا الذي يقف إلى جانب اليهود الغربيين.
هذا, وتشير التحليلات إلى إلى أن معطيات الأزمة على الصعيد الخارجي, في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الأزمة على الصعيد الداخلي, وذلك على النحو الذي سوف لن يؤدي تفاقمه سوى إلى بروز وصعود المزيد من المعطيات والضغوط والأزمات الفرعية الإضافية.

الأزمة السياسية الإسرائيلية: تحليل الأداء السلوكي
تتميز كل أزمة سياسية بأدائها الخاص بها, ولكي نتعرف على الازمة السياسية الإسرائيلية الحالية, لا بد من التعرف على جانبين, يمكن الإشارة إليهما على النحو الآتي:
• معطيات الأداء السلوكي: بعد انتهاء حرب صيف عام 2006م, وانهزام القوات الإسرائيلية أمام مقاتلي حزب الله اللبناني في الجنوب اللبناني, بدأت معالم الأزمة السياسية الإسرائيلية تأخذ بعض ملامحها الأولى, ثم تطورت الأزمة بما أدى إلى تقرير التحقيق القضائي الإسرائيلي الشهير حول أسباب هزيمة حرب لبنان, وبرغم رهان القوى السياسية الإسرائيلية على نجاح إسرائيل في تجاوز الأزمة, فقد جاءت عملية الرصاص المسكوب ضد قطاع غزة لتضيف المزيد من الوقود على نار الأزمة ثم تبعتها أزمة صعود اليمين الديني إلى السلطة. ثم تبعتها أزمة المستوطنات مع واشنطن, وصولا إلى أزمة الاعتداء على سفن المساعدات الإنسانية وأزمة العلاقات مع تركيا.
• معطيات التداعيات: كل واحد من الوقائع السلوكية المتسلسلة في مسيرة تطور الأزمة السياسية الإسرائيلية منذ لحظة هزيمة حرب صيف عام 2006م في الجنوب اللبناني, وحتى الآن, ترتبت عليه جملة من التداعيات ومفاعيل التغذية العكسية الراجعة, وما هو أكثر خطورة تمثل في طاقة العجرفة والشعور الإسرائيلي المتزايد بالقوة بما دفع القوى السياسية الإسرائيلية إلى استخدام استراتيجية الهروب للأمام, ومن ثم الوقوع في  المزيد من الانتهاكات والفظائع على أمل استعادة قوة الردع الإسرائيلي مهما كان الثمن فادحا!
تشير تطورات الوقائع الجارية في كل من مسار الأداء السلوكي, ومسار التداعيات, إلى أن ضغوط الأزمة السياسية الإسرائيلية قد ولدت بعض مفاعيل الصراع الجديدة, وحاليا, وكما تقول التسريبات, فإن سيناريو صدام نتنياهو-إيهود باراك, قد أصبح وشيكا, وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• تحركات الجنرال إيهود باراك: حاول إيهود باراك الاستفادة من زخم أزمة ما بعد العدوان على القافلة البحرية لجهة تعزيز علاقاته وروابطه ب تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما المعارض, وأشارت بعض التفسيرات الإسرائيلية, إلى احتمالات أن يكون السبب هو رغبة باراك في الحفاظ على تماسك قوام حزب العمل الذي بدأت قاعدته تشهد المزيد من حالات عدم الرضا والسخط إزاء مسايرة زعيم الحزب الجنرال باراك لتوجهات الزعيم الليكودي بنيامين نتنياهو, وأما الفسيرات الأخرى, فأشارت إلى رغبة الجنرال إيهود باراك في تمهيد المسرح إما لجهة الخروج ومغادرة الحكومة الائتلافية بما يضمن لباراك موقعا متميزا في حالة تحالفه مع كاديما, خاصة وأن هناك احتمالات بأن يخرج حزب شاس من الائتلاف الحاكم وينضم إلى الائتلاف مع كاديما المعارض, في حالة قيام حكومة نتنياهو بتلبية مطالب اليهود الغربيين. وأيضا هناك تفسيرات قالت بأن اجتماع باراك- ليفني هو من قبيل المناورة, التي تعود الجنرال باراك على استخدامها لجهة القيام بردع حلفائه الآخرين وإرغامهم على تقديم التنازلات.
• تحركات بنيامين نتنياهو: تميزت تحركات بنيامين نتنياهو هذه المرة بالأسلوب السياسي الساكن, فهو يتحرك هذه المرة عن طريق السكون والرصد الإيجابي لتطورات الوقائع التي تنسجم مع توجهاته, والرصد السلبي لتطورات الأحداث والوقائع التي تتعاكس مع توجهاته, وتشير التوقعات, إلى أن الزعيم الليكودي بنيامين نتنياهو يسعى حاليا لاستخدام مفاعيل الأزمة بما يتيح له الخروج وهو أكثر قوة وشعبية.
أشارت التسريبات إلى أن الزعيم الليكودي بنيامين نتنياهو قد وضع عينه هذه المرة على حليفه زعيم حزب العمل الجنرال إيهود باراك, وذلك من أجل استخدامه كـ"كبش فداء" يتم ذبحه قربانا على مذبح الأزمة السياسية, وعلى غرار قيام رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت باستخدام وزير دفاعه عامير بيريتس كـ"كبش فداء" وذبحه بعد تحميله المسئولية عن هزيمة حرب جنوب لبنان, فإن وزير الدفاع الحالي الجنرال إيهود باراك, وبرغم قدرته على المناورات, فإن هامش حرية الحركة المتاح أمامه قد أصبح ضيقا جدا, لجهة الإفلات من مصيدة بنيامين تنياهو, فالجنرال إيهود باراك شرب المقلب عندما تحمل مسئولية إصدار الأوامر للقوات الخاصة الإسرائيلية باقتحام سفن قافلة الحرية وقتل الناشطين الأتراك, وبالتالي, فإن نتنياهو, ومن خلال تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية, التي تم تكوينها سوف يسعى إلى تحميل الجنرال إيهود باراك المسئولية, وبالتالي حرق مستقبله السياسي, وتقول المعلومات بأن الجنرال إيهود باراك يسعى حاليا من خلال زيارة واشنطن إلى تعزيز موقفه أمام رموز جماعات اللوبي الإسرائيلي الوثيقة الصلة ببنيامين نتنياهو, ولكن, وكما تقول التسريبات, فإن بنيامين نتنياهو قد أعد العدة لزيارة واشنطن بعد انتهاء زيارة الجنرال باراك, وعلى ما يبدو بغرض الحصول على موافقة رموز اللوبي الإسرائيلي على قربان الأزمة وكيش الفداء الجديد الجنرال إيهود باراك!!!

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...