إقالة قائد القوات الأميركية لكشفه تصدّع الاحتلال في أفغانستان
ارتفعت حدة التوتر أمس بين الإدارة الأميركية في واشنطن من جهة والقائد الأميركي لقوات الاحتلال الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي شن هجوما غير مسبوق على الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن وكبار مساعدي الرئيس.
وتتزامن هذه الخلافات مع دخول قوات الاحتلال في معارك تريد منها قلب الوضع لمصلحتها في أفغانستان اثر وضع استراتيجية جديدة نهاية العام 2009. ويطرح استدعاء ماكريستال إلى واشنطن والرحيل المبكر من كابول للموفد البريطاني الخاص إلى أفغانستان وباكستان شيرارد كوبر كولس، مسألة التصدع الذي يصيب قوات «التحالف» ومدى الاقتناع بالاستراتيجية التي يريدها اوباما في أفغانستان.
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان كولس على خلاف مع المسؤولين الاميركيين ومع حلف شمال الاطلسي حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في افغانستان، وهو يعتقد ان مصير التدخل العسكري هو الفشل، داعيا بدلا من ذلك الى اجراء محادثات سلام مع حركة طالبان.
واستدعي ماكريستال، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، إلى المشاركة شخصيا في اجتماع للقيادات العسكرية في البيت الأبيض اليوم، ليوضح بنفسه ما قصده من الانتقادات الساخرة التي وجهها في حديث صحافي إلى اوباما وكبار مساعديه.
ونشرت مجلة «رولينغ ستون» الأميركية مقابلة أجرتها مع ماكريستال ظهرت خلالها إلى العلن الخلافات بينه وبين البيت الأبيض. وسخر الجنرال الأميركي من نائب الرئيس جو بايدن المعروف بمعارضته استراتيجية ماكريستال في أفغانستان، وقال ضاحكا «هل ستسألني عن جو بايدن؟» ليعلق احد مستشاري ماكريستال «من هو هذا الرجل؟».
كما لم يوفر ماكريستال الرئيس الأميركي عندما عاد إلى الخلافات التي ظهرت في الخريف الماضي بين الجيش والبيت الأبيض بينما كان اوباما لا يزال يدرس القرار الذي يريد اتخاذه بشأن إرسال تعزيزات طالب بها ماكريستال. ونقلت المجلة عن مستشار لماكريستال قوله إن الجنرال لم يعد بانطباع جيد من لقاء مع اوباما بعيد تعيينه على رأس العمليات في أفغانستان. وقال «كان لقاء استمر 10 دقائق بغرض التقاط الصور». وأضاف «لم يكن اوباما يعرف شيئا عنه وعمن يكون. لم يبد الكثير من الاهتمام»، مؤكدا أن ماكريستال «خاب أمله كثيرا».
كما قال ماكريستال في المقابلة انه شعر بأنه تعرض «للخيانة» من قبل السفير الأميركي لدى كابول كارل ايكنبري العام الماضي خلال نقاش في البيت الأبيض حول الاستراتيجية في أفغانستان، كما لم يوفر مبعوث البيت الأبيض إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك.
وسارع الجنرال ماكريستال إلى تقديم اعتذاراته بعد نشر المقال. وقال «كان خطأ ناجما عن سوء التقدير وما كان يجب أن يحصل». وأضاف «أكن احتراما وإعجابا كبيرا لاوباما وفريقه للأمن القومي». وقال مسؤولون إن ماكريستال أجرى اتصالات بوزير الدفاع روبرت غيتس وهولبروك وايكنبري للاعتذار منهم. وأعلنت متحدثة باسم السفارة الأميركية في كابول أن ايكنبري يعمل بشكل كامل مع ماكريستال، فيما عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسين عن ثقته بماكريستال. ووصفه الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، في بيان، بأنه «أفضل قائد» للحرب، معربا عن أمله ان لا يستبدله اوباما.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أمس، أن اوباما غضب بعد اطلاعه على تصريحات الجنرال ماكريستال عن الإدارة الأميركية، مؤكدا أن الرئيس «لا يستبعد إقالته».
ووصف غيتس تعليقات ماكريستال بـ«الخطأ الكبير». وقال «نحن في حرب ضد القاعدة وحلفائها المتطرفين الذين يهددون بشكل مباشر الولايات المتحدة وأفغانستان وأصدقاءنا وحلفاءنا في العالم». وأضاف «علينا أن نواصل هذه المهمة عبر اعتماد موقف مشترك».
وأعرب رئيس الأركان الأميرال مايكل مولن عن «خيبته العميقة»، فيما اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري أن «أولى الأولويات هي مهمتنا في أفغانستان وقدرتنا على المضي قدما بمهارة».
وعلى الأرض تواصل نزف الاحتلال، مع الإعلان عن مقتل 7 جنود جدد، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 13 في غضون يومين. وأعلنت لندن مقتل جنديين بريطانيين في هلمند جنوب أفغانستان. كما قتل 5 جنود أميركيين في تفجيرات وهجمات جنوب وشرق أفغانستان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد