الأسد يلتقي الجالية السورية في البرازيل ويزور الأرجنتين اليوم
أصبحت الملامح السياسية لجولة الرئيس بشار الأسد في أميركا اللاتينية أكثر وضوحا، بعد لقائه نظيره البرازيلي لويس اغناسيو لولا داسيلفا وممثلين عن الجالية السورية في مدينة ساو باولو. وتجلت هذه الملامح بدعوة الأسد أبناء الجالية، وأعدادهم تزيد عن الخمسة ملايين، للوقوف إلى جانب داسيلفا الذي يخوض حزبه انتخابات مهمة قبل نهاية العام الحالي.
وقال الأسد، الذي يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى الأرجنتين، إنه لا بد للجالية من أن تدعم كل من يدعم القضايا العربية، مشيرا إلى دور داسيلفا في توطيد العلاقة الجيدة أصلا بين العرب والبرازيل، بشكل عام، وبين سوريا والبرازيل بشكل خاص.
وقال «لا بد من أن ندعم كل من يدعم هذه العلاقة بين البلدين»، مضيفا «كما سبق وقلت، كانت هذه العلاقة دوما جيدة، لكن لم يدعمها احد كما دعمها داسيلفا». وخاطب الجالية قائلا «لذلك أرى أن الوقوف معه واجب تجاه البلد والعلاقة التي تربطه بنا».
وبالتحديد مع سوريا»، داعيا «أبناء الجالية السورية في البرازيل الى أن يقوموا بعملية تحريض للمصالح المشتركة بين البلدين من خلال الأعمال والمشاريع الاستثمارية. كما أن هناك جانبا مهما هو جانب اللغة، حيث إن الجالية تحمل ثقافتين وبحاجة للغتين لحمل هاتين الثقافتين. لذلك لا بد من تعلم اللغة العربية وبناء مدرسة لتعليم اللغة للأجيال الشابة التي لم تتعلم لغتها الأم»، مشيرا إلى «استعداد سوريا للمساعدة في هذا المجال بحسب الأفكار التي تطرح من قبل الجالية»، موضحا أن «جميع ما دعا إليه أبناء الجالية السورية موجه أيضا إلى المغتربين اللبنانيين».
وأعرب الأسد، خلال زيارته مجلسي الشيوخ والنواب، عن «تقديره لمواقف البرازيل الموضوعية والعادلة من مختلف القضايا العالمية، وخاصة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والجولان السوري المحتل»، مؤكدا «أهمية استمرار البرازيل بأداء هذا الدور الذي يحظى باحترام كبير من شعوب الدول العربية». واختتم الاسد زيارته لساو باولو بزيارة المستشفى السوري اللبناني، وهو من أضخم المستشفيات في القارة الجنوبية، وتموله الجاليتان السورية واللبنانية.
ومن المتوقع أن يخاطب الأسد الجالية السورية في الأرجنتين اليوم، التي يقدر عددها بحوالى مليوني سوري، بينما يشكل العرب حوالى 10 في المئة من السكان، وذلك لكون جولة الرئيس السوري تتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، التي يتوقع أن يخوضها حزب الرئيسة كريستينا كيرشنر.
وكان الأسد طلب دعما مشابها من الجالية السورية في فنزويلا التي يواجه فيها الرئيس هوغو تشافيز استحقاقا انتخابيا على المستوى البرلماني، ويخوض حرب مصالح مع البرجوازية المحلية يرجح أن تؤثر على قدرته الانتخابية.
ويبدأ الأسد اليوم زيارته الرسمية إلى الأرجنتين، آخر محطة له في القارة اللاتينية. ويبدأ برنامجه بزيارة ضريح المحرر سان مارتين ليلي، يليه استقبال رسمي في القصر الرئاسي من قبل كيرشنر، ويلي ذلك توقيع عدد من الاتفاقيات تشمل التعاون في مجالات قضائية وثقافية، وفي قطاع النقل، كما من المحتمل توقيع اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي.
وتقيم كيرشنر مأدبة غداء للأسد وعقيلته أسماء، يزور بعدها الرئيس السوري مجلسي الشيوخ والنواب ليختتم نشاطاته الرسمية بلقاء مع ممثلين عن الجالية السورية في بيونس ايريس.
وأوضح الأسد أن «القمم العربية ـ الأميركية الجنوبية مهمة، لكنها لا تخلق علاقة حقيقية بين دول أميركا الجنوبية ومنطقتنا العربية،
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد