استراتيجية حركة شباب المجاهدين الصوماليين بعد تفجيرات كمبالا

13-07-2010

استراتيجية حركة شباب المجاهدين الصوماليين بعد تفجيرات كمبالا

الجمل: دوت الإنفجارات عشية أول أمس الأحد في العاصمة الأوغندية كمبالا, وأكدت المعلومات الأوغندية الرسمية بأن الحصيلة النهائية قد بلغت "76" قتيلاً إضافة إلى ما يفوق ضعف ذلك من الجرحى. هذا, وقد سارعت حركة الشباب المجاهدين الصومالية إلى الإعلان رسمياً عن مسؤوليتها عن الإنفجارات.. والسؤال : ماهي المحفزات الجديدة في مفاعيل الصراع الصومالي- الصومالي.. وهل سينتقل هذا الصراع إلى سياقات إقليمية جديدة تتجاوز الصومال باتجاه إفريقيا السوداء ومنطقة الشرق الأوسط؟

- معطيات الأحد الدامي: ماذا تقول المعلومات؟

تحدث الكثير من التقارير السياسية عن إنفجارات الأحد الدامي في العاصمة الأوغندية كمبالا, لجهة رصد الخسائر, وتحديد أماكن الإنفجارات التي تضمنت إثنين من مقاهي أوغندا الرئيسية, إضافة إلى إكتشاف وجود مواد متفجرة في بعض الأماكن العامة الأخرى, والتي لم تتم تنفيذ عملية تفجيرها..
أطلق الشيخ علي محمود راغي, الناطق الرسمي بإسم حركة الشباب المجاهدين الصومالية تصريحاً واضحاً, أشار فيه إلى النقاط الآتية:
     - إعلان حركة الشباب المجاهدين الصومالية عن مسؤوليتها الكاملة عن هذين الإنفجارين.
     - ترى حركة الشباب المجاهدين الصومالية, بأن القوات الأوغندية الموجودة ضمن قوات الإتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال, قد ارتكبت المزيد من الفظائع والجرائم ضد الصوماليين.
     - سبق أن طالبت حركة الشباب المجاهدين الصومالية الحكومة الأوغندية ومفوضية الإتحاد الإفريقي مراراً وتكراراً بضرورة سحب القوات الأوغندية والبوروندية الموجودة في الصومال..
لم ترفض الحكومتان الأوغندية والبوروندية ومفوضية الإتحاد الإفريقي مطالبة حركة الشباب المجاهدين الصومالية وحسب, وإنما سعت إلى تجاهل الأمر إضافة إلى السعي من أجل دفع القوات الأوغندية والبوروندية إلى المشاركة في الصراع العسكري الصومالي- الصومالي إلى جانب الحكومة الصومالية الحالية التي يتزعمها الشيخ شريف أحمد زعيم حركة اتحاد المحاكم الشرعية الصومالية السابقة.
- سعت حركة شباب المجاهدين الصوماليين إلى تهديد الحكومة الأوغندية والحكومة البوروندية, بأنها سوف ترد على الإعتداءات الأوغندية والبوروندية داخل الأراضي الأوغندية والبوروندية.
- الآن, نفذت حركة شباب المجاهدين الصومالية إنفجارين ضد هدفين في العاصمة الأوغندية كمبالا، وهذين الإنفجارين ماهما إلا إشارة أولية صغيرة يتوجب على الحكومة الأوغندية فهم مضمونها والقيام فوراً بسحب القوات الأوغندية، وإلا فإن هناك عدداً كبيراً جداً من الأهداف التي سوف تسعى حركة شباب المجاهدين الصومالية إلى استهدافها داخل أوغندا.
- يتوجب على الحكومة البوروندية الإسراع في سحب قواتها من الأراضي الصومالية, وإلا فإن حركة الشباب المجاهدين الصومالية ساعية الآن في اتجاه استهداف العديد من الأهداف داخل الأراضي البوروندية.
أشارت التقارير والتسريبات إلى أن ردود الأفعال الأوغندية قد تباينت إزاء الإنفجارات, وفي الوقت الذي سعى فيه أنصار الحكومة الأوغندية إلى إدانة الأحداث, فقد سعى خصوم الحكومة الأوغندية إلى تحميلها المسؤولية عن الأحداث, لجهة الفشل في اعتماد الإجراءات الأمنية الوقائية الكافية, إضافة إلى توريط أوغندا في الصراعات التي لا تندرج ضمن دائرة المصالح الحيوية الأوغندية, خاصة وأن الصومال ليس بلداً مجاوراً لأوغندا, إضافة إلى اختلاف المكونات الإجتماعية والثقافية والدينية الخاصة بالأوغنديين عن تلك التي للصوماليين.

- سيناريو التحولات الجديدة في الصراع الصومالي:

تجاوز عمر الصراع الصومالي- الصومالي العشرين عاماً, وهي فترة ليست بالقليلة، انتقل الصراع الصومالي- الصومالي متخذاً شكل الصراع الإقليمي الزاحف بما أدى إلى جر المزيد من الأطراف الإقليمية بما أدى إلى دخول الأطراف الدولية, وحالياً , يمكن توصيف خارطة الصراع الصومالي, وفقاً للآتي:
 - أطراف الصراع:
      - أطراف محلية: الحكومة الصومالية- حركة شباب المجاهدين- حركة أهل السنة والجماعة- الحزب الإسلامي الصومالي- حركة رأس كامبوني.
      - أطراف إقليمية إفريقية: أثيوبيا- إريتريا- كينيا- أوغندا- بوروندي
      - أطراف إقليمية عربية: اليمن- جيبوتي- السعودية.
      - كيانات إقليمية: جامعة الدول العربية- الإتحاد الإفريقي- منظمة دول الإيقاد
- أطراف دولية: الولايات المتحدة الأمريكية- بريطانيا- فرنسا- إسرائيل
- كيانات دولية: الأمم المتحدة- الإتحاد الأوروبي.
أخذت خارطة الصراع الصومالي, وصفاً جديداً على خلفية التجميع العسكري البحري الدولي المتعدد الأطراف التي سعت إلى حشد الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة خليج عدن, بما أدى إلى حدوث تنافس دولي عسكري بحري في هذه المنطقة, بما دفع العديد من الأطراف الدولية الأخرى إلى إرسال قطعها البحرية إلى المنطقة, منها على سبيل المثال لا الحصر: روسيا- الصين- إيران, إضافة إلى الهند والباكستان, واليابان, وكوريا الجنوبية, وإستراليا..
الإنفجارات الأخيرة التي دوت في العاصمة الأوغندية, من المتوقع أن يكون لها مفعول أقرب إلى ما أحدثته انفجارات الحادي عشر من أيلول 2001 م في أمريكا, وبكلمات أخرى سوف تسعى أمريكا ومعها بعض الأطراف الأخرى, مثل الإتحاد الأوروبي إلى إعلان بأن حركة الشباب المجاهدين الصومالية هي بمثابة حركة إرهابية تمثل امتداداً لتنظيم القاعدة، وبالتالي من المتوقع أن يحدث تحركات واسعة في الساحة الدولية لجهة تجمع أطراف تحالف دولي- إقليمي لايستهدف  حركة الشباب المجاهدين الصومالية وحسب وإنما الدول التي ظلت أمريكا تتهمها بأنها تقف وراء هذه الحركة، وعلى  وجه الخصوص إيران.. وإضافة لذلك فمن المتوقع أن تسعى السعودية إلى دعم اتجاه واشنطن, خاصة وأن الرياض والعواصم الخليجية الأخرى، إضافة إلى مصر واليمن, قد أعلنت من قبل صراحةً عن دعمها لحكومة الشيخ يوسف أحمد التي تجد الدعم والمساعدة بواسطة حركة أهل السنة والجماعة ذات التوجهات الوهابية السلفية..
أما التوقع المثير للاهتمام, فيتمثل في التسريبات القائلة بأن الإنفجارات في أوغندا سوف تكون بمثابة نقطة البداية إزاء مساعي جهود واشنطن الرامية إلى إقامة محور تدخل عسكري إفريقي يضم إثيوبيا, ومصر, وكينيا, وأوغندا, ورواندا, وبروندي، وهو لن يستهدف الصومال وحسب، وإنما بعض المناطق الإفريقية- العربية الأخرى كجنوب السودان مثلاً.. وإضافة لذلك فهناك تسريبات حول مساعي أمريكا لإقامة تحالف عسكري مصري- أردني- سعودي- خليجي سوف يسعى إلى استهداف الساحة اليمنية.. أما الرابط بين المسرحين الحربيين الجديدين فسوف يتمثل في مصر باعتبارها الطرف العربي- الإفريقي المرتبط بإفريقيا عبر الإتحاد الإفريقي, والمرتبط بالبلدان العربية عبر جامعة الدول العربية.
                                                                                                                   الجمل : قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

يقول الكاتب: "وإضافة لذلك فمن المتوقع أن تسعى السعودية إلى دعم اتجاه واشنطن, خاصة وأن الرياض والعواصم الخليجية الأخرى، إضافة إلى مصر واليمن, قد أعلنت من قبل صراحةً عن دعمها لحكومة الشيخ يوسف أحمد التي تجد الدعم والمساعدة بواسطة حركة أهل السنة والجماعة ذات التوجهات الوهابية السلفية" أهل السنة والجماعة الصومالية ليست حركة سلفية ولا وهابية بل هي حركة صوفية أطلقت على نفسها هذا الاسم وهذا خطأ مستشنع من الكاتب أو الباحث.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...