الحرب الأميركية بأفغانستان فاشلة
وصف كاتب أميركي بارز الحرب التي تدور رحاها الآن في أفغانستان بأنها حرب لا نهاية لها ولا يسندها منطق.
وقال الكاتب إيوجين روبينسون –في عموده الأسبوعي بصحيفة واشنطن بوست- إنه كلما زاد إلمامنا بتلك الحرب سواء من ساحات الوغى أو من البيت الأبيض، أوقعت في النفس مزيدا من الكآبة.
وأوضح أن الصورة التي تبدو الآن هي لحملة عسكرية "فاشلة" لا يحدد مسارها المنطق بل قوتها الدافعة. ويبدو أن الجميع على قناعة بذلك، لكن لا أحد يرغب في وقف هذا "الجنون"، لذلك فإنها مستمرة.
وبدا الرئيس باراك أوباما منزعجا تماما من تكاليف الحرب، البشرية منها والمالية على حد سواء، ومن استغراق عسكري فيها مفتوح النهاية، فكان أن حدد سقف زيادة القوات بثلاثين ألف جندي مستبدلا لفظة "مكافحة التمرد" بصيغة جديدة هي "استهداف وتدريب ونقل مهام"، وقرر أن القوات التي سترسل إلى هناك في ضوء هذه الزيادة المحدودة ستبدأ العودة إلى "الوطن" في يوليو/تموز 2011.
وسرعان ما بدأ وزير الدفاع روبرت غيتس وكبار ضباطه بإطلاق التصريحات من أن يوليو/تموز المقبل لا يعدو أن يكون موعدا لبداية الانسحاب ربما لعدد قليل من الجنود وشرط أن تسمح الظروف بذلك فقط.
ويقول بوب وودورد في كتابه "حرب أوباما"، إن قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس أسرَّ للرئيس بأن عليه أن يُقر هو الآخر بأن الولايات المتحدة لن تربح هذه الحرب.
وأضاف بترايوس لأوباما "هذا نوع من القتال علينا أن نخوضه لبقية حياتنا وربما حياة أطفالنا أيضا".
ولعل هذا الخليط من التناقضات في تصريحات المسؤولين –كما يشير الكاتب- كان سيبدو مفهوما أو معقولا لو أن أميركا أنجزت شيئا هناك.
لكن واقع الحال غير ذلك، فحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تنضح من الأخطاء مثلما ترزح في الفساد، وتظل حركة طالبان مفعمة بالحيوية والنشاط وتمددت في نطاق عملياتها حتى إن أكثر المؤيدين للحرب تفاؤلا يرون أن أي تقدم مهما تحقق يظل محدودا وهشا.
أما الصقور -كما يقول روبنسون- فيأخذون على الرئيس وضعه لجدول زمني للانسحاب "بما يوعز للعدو أن ينتظرنا حتى نشد الرحال.
ويرى الكاتب أن تحديد موعد معين للانسحاب ليس بالأمر المهم إذا افترضنا أن القوات الأميركية ستغادر أفغانستان أصلا، فهي في نظره "وطن العدو وليس وطننا".
وخلص إلى أن المعضلة الحقيقية تكمن في باكستان "النووية" الحليف المفترض للولايات المتحدة، التي أشار إلى أنها تلعب لعبة مزدوجة، "فهي من جهة تحصل على مليارات الدولارات من الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، بينما تسدي النصح وتقدم الدعم سرا لطالبان وتتحمل وجود القيادة العليا لـتنظيم القاعدة فوق أراضيها".
وانتهى كاتب العمود إلى أن الحكومة المدنية في باكستان ضعيفة، ومؤسستها العسكرية منهكة، وينصب تركيزها في مجال الأمن القومي على الهند لا على أفغانستان أو التهديد الذي يمثله الإرهاب الدولي.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن واشنطن بوست
إضافة تعليق جديد