جدل بالذكرى التاسعة لحرب أفغانستان
مع دخول الحرب على أفغانستان عامها العاشر يدور جدل في الولايات المتحدة بشأن مدى نجاح إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما خاصة وأن الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين في العام الجاري وصلت إلى أعلي معدل لها منذ بدء الحرب.
فبعد مرور تسع سنوات على إعلان هذه الحرب تغير وجه أميركا ولكن هدفها ظل على حاله، بل إن حلفاء واشنطن بدؤوا يخطبون ود طالبان في باكستان، كما تقول مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي.
متغير آخر طرأ على هذه الحرب في عهد أوباما وهو رفع عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 131 ألف جندي بعدما كان 95 ألفا في السابق، وذلك ضمن إستراتيجية أوباما للحرب على أفغانستان.
غير أن هذه الإستراتيجية حملت نتائج عكسية -وفق مراقبين- فحركة طالبان اتسع نطاق عملياتها ليشمل الغرب والشمال بعدما كانت محصورة في السابق بالجنوب.
كما وصلت الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين إلى مستوى قياسي، وسجل العام 2010 الأكثر دموية منذ بدء الحرب.
ومع أن إدارة أوباما لا تعلن عن تغييرات في إستراتيجيتها فإن الزيادة في العمليات التي تنفذها القوات الأميركية بطائرات بدون طيار تؤكد اعتماد الإدارة الحالية على عمليات القصف لهذه الغارات بغض النظر عن موجة العداء التي تولدها في الشارع الباكستاني وسقوط ضحايا مدنيين جراءها.
وهناك مشاكل أخرى فشل الأميركيون في إزاحتها عبر سنوات الحرب وهي استشراء الفساد في أوساط الحكومة الأفغانية وانعدام الإرادة الفعلية لدى الحكومة الباكستانية الحالية والتي سبقتها في مواجهة طالبان باكستان وهو ما قد يقيس اعتماد واشنطن على العمليات الموجهة بدون طيار.
وفي الذكرى التاسعة أيضا برز ما عرف بمجلس السلام الذي شكلته الحكومة الأفغانية للحوار مع حركة طالبان إلا أن هذا المجلس لا يتوقع له النجاح لأنه يحتوي قادة سابقين لهم خلافات مع حركة طالبان، كما يشير مراسل الجزيرة بكر يونس.
وأضاف المراسل أن حركة طالبان -كما جاء على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد- ترفض أي حوار مع الحكومة ما لم تنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وفي معرض تعليقه قال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية صفوت الزيات إن الإميركيين لم يتصوروا أن الحرب التي أعلنوها ثأرا لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ستستمر طول هذه المدة لتكون أطول حرب في العالم بعدما كانت في السابق حرب فيتنام توصف بهذا الوصف.
وأضاف أنه بعد مرور هذا الوقت الطويل لا أحد يتحدث عن نجاحات في الحرب وإنما عن خروج مشرف للقوات الدولية، مرجعا اعتماد القوات الأميركية على طائرات بدون طيار لضرب أهداف في باكستان إلى نقص موارد هذه القوات.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد