هوامش إعلامية على حافة العام الجديد
هو اليوم الأخير من عام سيمضي..عام حافل، إعلامياً، بالمفاجآت على إيقاع «ويكيليكس» وما تكشفه مؤسسه جوليان أسانج من وثائق وما تهدد بكشفه ..وعام حافل، إعلامياً، بالخيبات العربية. وهو عام حافل بالقلق، وقد بلغ حده الأقصى في لبنان..ويمكن للمرء أن يكتشف ذلك من مانشيتات الصفحات الأولى للصحف اللبنانية، وفي عناوين الأخبار على مدار عام كامل..
هو عام حافل إعلامياً أيضاً بأرقام الموت العبثي في كل من فلسطين والعراق...وأسطول الحرية، هو عام كسر حصار غزّة جزئياً ...وهو عام السقوط الدراماتيكي لشبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان وسواه...عام لخصام الأخوة- الأعداء.. عام فتح وحماس..عام 8 و14 آذار..عام شمال السودان وجنوبه وجدل الانفصال..عام تناقضات تشكيل الحكومة العراقية بامتياز.. وعام البحث عن مفاتيح المصالحات الوطنية وفك رموز معادلات التسوية...وهو عام يبقى فيه كل شيء على حاله، بانتظار هدنة الأعياد..
لعل أصدق صدى لحال العرب الإعلامية خلال العام السابق، هو تزايد عدد الفضائيات الإخبارية والفضائيات المتخصصة ببث المسلسلات الدرامية. ففي الأولى نؤرخ لما يرتكبه السياسيون العرب بحقنا، وفي الثانية ننسى أسى تلك الارتكابات بمراقبة «الناس..كيلا نموت هماً..»، فلا شيء يزيح ضيقنا من نشرات الأخبار خير من كبسة الريموت كنترول، تنقلنا إلى مسلسل تاريخي يمجد تاريخ العرب الغابر، أو إلى مسلسل اجتماعي يصر على أن تكون نهاياته سعيدة، على أن ذلك نتيجة حتمية لكل غصات حياتنا.. و«مفتاح الفرج الصبر».. وربما ينقلنا الريموت كنترول إلى مسلسل كوميدي لنخدر أوجاعنا بالضحك.
هذا العام نخرج كعرب بقناتين متخصصتين درامياً هما «أبو ظبي دراما» و«ام بي سي دراما» إضافة إلى قناة إخبارية جديدة هي «الإخبارية السورية».
اذا ما تجاوزنا الأوقات العصيبة السابقة، فيمكن النظر إلى عام 2010 بوصفه عام كبد الإعلام الالكتروني العربي..فبينما يواصل وزراء الإعلام العرب تنظيم الإعلام الوليد في الوطن العربي، يبلغ هذا الأخير في البلاد الغربية سن الرشد، بل ويشب الطوق ويشيب في «ويكيليكس»..فيما يكون أعظم انجازاتنا على صعيد الإعلام الالكتروني العربي..قرصنة موقع الزميلة «الأخبار».
خصصت قناة «الجزيرة» الحلقات الأخيرة من برامجها عام 2010، لاستعادة أهم ما حققته خلال عام، فتستعيد، على سبيل المثال، الزميل غسان بن جدو في «حوار مفتوح» كواليس لبرنامجه لم تعرض، إضافة إلى تحقيقات ميدانية لبرنامجه خلال عام، فيما يعرض الزميل «فيصل قاسم» أكثر المشاهد إثارة في حلقات برنامجه خلال العام ذاته..قنوات الأفلام المتخصصة خصصت سهرة رأس السنة لأفلام العرض الأول، فتعرض قناة ميلودي، العاشرة والنصف، فيلم «نمس بوند» لهاني رمزي، فيما تعرض «روتانا سينما» ..أكثر من فيلم حديث، منها العرض الأول لفيلم «رسائل البحر» و فيلم «ولاد العم»...وفي هذا الوقت تستعيد كل المحطات التي تستعين بقرّاء الطالع والأبراج، أهم ما صدق من توقعات قرائها في العام السابق، كدعاية لمتابعة قراءتهم للعام الجديد في سهرة رأس السنة الموعودة هذا المساء.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد