التحركات الغربية الجديدة لضرب محور دمشق ـ طهران
الجمل: تشهد منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الأيام المزيد من التحركات الإقليمية والدولية البالغة الخطورة، وفي هذا الخصوص، تقول المعلومات والتسريبات بأن محور دمشق ـ طهران يقع في قلب هذه التحركات: فما هي حقيقة الأوضاع الجارية، وإلى أين تمضي مساراتها، وما هي أبعاد ومعطيات سيناريو المواجهة الذي بدأ يتشكل؟
*مسرح المواجهة السوري: التصعيدات الجديدة
أدى اجتماع مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية إلى نقل الدبلوماسية الوقائية العربية باتجاه نقطة تحول حرجة، تضمنت قدراً مفرطاً من العنف الدبلوماسي المفرط إزاء سوريا، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• برغم تمديد فترة عمل بعثة المراقبين العرب، فقد تبين أن الجامعة العربية أصبحت أكثر اهتماماً بغض النظر عن تقرير المراقبين، والذي ركز على كشف الوقائع الحقيقية، الأمر الذي لم يلبِّ طموحات خصوم دمشق وعلى وجه الخصوص محور الرياض ـ الدوحة، والمعارضة السورية الخارجية.
• برغم وجود مبادرة عربية سابقة لم يتم إلغاءها، وبرغم عدم صدور تقرير المراقبين النهائي، فقد سعت الجامعة العربية، لجهة القيام بواحدة من أخطر عمليات "حرق المراحل"، عندما سارعت إلى طرح مبادرة استباقية انطوت على قدر كبير من التعدي على ثوابت السيادة السورية.
اللافت للنظر أن الرياض قد ظهرت هذه المرة في دور القائد لمسيرة استهداف دمشق، الأمر الذي عزز شكوك الخبراء والمراقبين إزاء وجود سيناريو توزيع أدوار قطرية ـ سعودية، وإذا كانت الدوحة هي الفاعل الدبلوماسي الذي ظل أكثر نشاطاً في تصعيد العداء لدمشق، فقد تبين من خلال اجتماع الجامعة العربية، أن الدوحة هي الفاعل الثانوي المعلن وأن الرياض هي الفاعل الرئيسي غير المعلن، وتأسيساً على ذلك فقد قررت دمشق رفض المبادرة العربية الجديدة، والاكتفاء بالموافقة على تمديد بعثة المراقبين، والتي انسحب منها الخبراء السعوديين بعد أن ثبت لمحور الرياض ـ الدوحة، بأنهم لن يستطيعوا تحقيق النجاح في اختراق عملية إعداد التقرير وتوجيه مضمون محتوياته بما يلبي مسيرة استهداف دمشق.
* مسرح المواجهة الإيراني: التصعيدات الجديدة
تقول المعلومات والتقارير بأن محور واشنطن ـ تل أبيب قد سعى بدءاً من صباح اليوم في عملية تصعيد عسكري ـ دبلوماسي جديدة، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• وصلت إلى مياه الخليج حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن، ومعها مجموعة سفن الضربة العسكرية المرافقة لها وهي: سفينة الهجوم الصاروخي كيب سانت جورج، إضافة إلى مدمرتين عسكريتين. هذا وتجدر الإشارة إلى أن دخول الحاملة الأمركية إبراهام لينكولن ومجموعة الضربة العسكرية البحرية المرافقة لها، قد جاء بعد بضعة أيام من التصريحات الإيرانية الرسمية التي طالبت واشنطن بعدم إعادة حاملات الطائرات والقطع العسكرية البحرية الأخرى إلى مياه الخليج مرة أخرى.
• إضافة إلى وصول حاملة الطائرات إبراهام لينكولن إلى مياه الخليج ، فقد برزت في واشنطن حملة ذرائع جديدة لجهة الدفع من أجل تبرير ضرورة ومدى أهمية قيام واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران، وفي هذا الخصوص، تضمنت الحملة خمسة مبررات هي:
• تزايد الخطر الإيراني: برغم الضغوط الإقليمية والدولية، فقد ظلت طهران أكثر اهتماماً بدعم خصوم أمريكا والغرب في المنطقة، وإذا نجحت طهران في امتلاك القدرات النووية، فإن دعمها لخصوم واشنطن والغرب، سوف يزداد طالما أن طهران سوف تزداد ثقتها بأن امتلاكها للقدرات النووية سوف يمنع واشنطن وحلفاءها من القيام باستهداف إيران.
• عدم جدوى الردع: لقد فشلت كل محاولات وجهود ردع طهران من مغبة المضي قدماً في إنفاذ مخطط الحصول على القدرات العسكرية النووية، وبالتالي فمن الأفضل لواشنطن وحلفاءها غض النظر عن جهود ردع طهران، والتحول باتجاه ضرب طهران.
• القابلية للسيطرة: حالياً تستطيع واشنطن وحلفاءها الغربيين القيام بنجاح بالسيطرة على تداعيات الضربة العسكرية، ولكن إذا انتظرت واشنطن وحلفاءها لفترة أخرى أطول، فإن قدرة السيطرة على تداعيات الضربة سوف لن تكون متوفرة ومتاحة بمثل ما هو اليوم.
• استباق البديل الأكثر خطراً: يوجد إجماع بأن خيار الضربة العسكرية ضد إيران هو خيار ينطوي على قدر كبير من الخطورة، ولكن الأكثر خطورة منه هو خيار امتلاك طهران للقدرات النووية.. وبالتالي فإن خيار الضربة العسكرية هو أفضل من خيار امتلاك إيران للقدرات العسكرية النووية.
نلاحظ أن هذه النقاط التبريرية الخمس قد جاءت لتعبر عن توجهات صقور الإدارة الأمريكية المتشددين ضد طهران، وذلك في مواجهة حمائم الإدارة الأمريكية الذين سبق أن حددوا ستة أسباب لجهة تبرير عدم قيام واشنطن بالدخول في مغامرة ضرب إيران.
تأسيساً على ماسبق، تقول المعلومات والتسريبات بأن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، سوف يغادر العاصمة التركية أنقرا متوجهاً يوم غد الأربعاء 25 ـ 1 ـ 2012 إلى العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن زيارة عاجلة لجهة الضغط على موسكو في المسائل المتعلقة بأوضاع ملف التصعيد السوري، وملف التصعيد الإيراني، إضافة إلى ملف التصعيد العراقي، فهل يا ترى سوف يستطيع داوود أوغلو النجاح في مهمة اصطياد السمكة الروسية التي بدأت وهي أكثر عناداً لجهة عدم الوقوع في شباك الصياد الأمريكي؟
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
إذا ما نظرنا للامور بشكل شامل
إضافة تعليق جديد