إسرائيل تفكر في إنشاء سلاح صواريخ مستقل
في الوقت الذي أجرت فيه إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها تدريبات في منطقة تل أبيب لمواجهة احتمال سقوط صواريخ من غزة، يفكر الجيش الإسرائيلي في إنشاء سلاح صواريخ مستقل. وبحسب السيناريو المعلن فإن المناورة التي جرت في منطقة تل أبيب تتسم بأهمية قصوى في هذه الأيام نظراً للتهديدات التي تلقتها إسرائيل مؤخراً باستعداد حركة الجهاد الإسلامي لقصف تل أبيب من غزة إذا لم يتوقف التصعيد.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعامل بجدية مع احتمال سقوط صواريخ بعيدة المدى من قطاع غزة على "غوش دان"، ولذلك تقرّر أن تتم يوم أمس أول مناورة لمواجهة سقوط صواريخ كهذه على تل أبيب وجوارها.
وأسمت إسرائيل المناورة "إصابة في القلب"، وهي تمثل حالة إطلاق صواريخ على تل أبيب وجوارها من دون إنذار مسبق. وسيترأس المناورة التي تجري ليس في إطار حرب شاملة، كما جرت العادة، وإنما في إطار معركة محدودة مع القطاع، وزير الجبهة الداخلية متان فلنائي. وستشارك في المناورة سلطة الطوارئ الوطنية، قيادة الجبهة الداخلية، هيئة الإعلام الوطنية، شرطة إسرائيل، نجمة داود الحمراء، الإطفاء، وزارة الأمن الداخلي، وزارة الداخلية، ووزارة التعليم.
وسعى الجيش الإسرائيلي للتوضيح بأن المناورة معدة سلفاً، ولا صلة لها بجولة الصدام الأخيرة مع قطاع غزة. وبحسب السيناريو فإنه فور سماع صافرات الإنذار في أرجاء المنطقة تصل إلى قيادتي الجبهة الداخلية والشرطة آلاف الطلبات من المواطنين الراغبين في معرفة سبب إطلاق صافرات الإنذار وتلقي تعليمات.
وفي إطار المناورة، وبعد دقيقتين يسقط صاروخان على جوار منطقة تل أبيب. ولم يتم إشراك الجمهور في المناورة، التي بدأت الساعة السادسة مساء أمس، وتستمر حتى ظهر اليوم.
وتشير المصادر الإسرائيلية منذ زمن إلى أن بحوزة كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة صواريخ يبلغ مداها 70 كيلومتراً ويزيد. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا أن لدى الفصائل الفلسطينية صواريخ من طراز "فجر-5" القادرة على الوصول لتل أبيب. وكانت الجولة الأخيرة من القتال بين الفلسطينيين وإسرائيل قد شهدت وصول صواريخ إلى "غاني يبنا" شمالي أسدود، والتي تبعد عن حدود غزة حوالى 50 كيلومتراً.
ويدور سجال بين المعلقين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين حول جدوى وجود منظومة الحماية من الصواريخ المعروفة باسم "القبة الحديدية" والتي تفاخرت إسرائيل بأنها منعت ما بين 85-90 في المئة من الصواريخ الفلسطينية من إصابة أهدافها.
وفيما يرى البعض أن هذه الصواريخ منحت القيادة الإسرائيلية هامشاً أتاح لها عدم التصعيد نظراً لعدم وقوع خسائر جدية في صفوف الإسرائيليين، أشار آخرون إلى أنه لا معنى لذلك، طالما أن أكثر من مليون إسرائيلي كانوا في الملاجئ.
وللمرة الأولى في تاريخه ينوي الجيش الإسرائيلي إنشاء سلاح مستقل للصواريخ. وأشارت مجلة "ممون" الاقتصادية إلى أن قائد سلاح المدفعية، العميد دافيد سويسا يعمل من أجل تنفيذ خطة لشراء صواريخ دقيقة الإصابة يصل مداها 40 و150 كيلومتراً.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ سقطت على شمال إسرائيل أول صواريخ الكاتيوشا في نهاية الستينيات، اعتبرت الصواريخ سلاح العرب والمنظمات الفلسطينية. وبالرغم من أن الجيش الإسرائيلي سبق واستخدم صواريخ كاتيوشا كان قد غنمها في حروبه، بل إن الصناعات العسكرية أنتجت له ذخائر لراجمات الكاتيوشا هذه، إلا أنه لم يعتبرها سلاحاً لديه.
وفي التسعينيات اشترت إسرائيل راجمات الصواريخ الأميركية المعروفة باسم MLRS والتي استخدمت على نطاق واسع في حرب لبنان الثانية، إلا أنه تجنب شراء صواريخ أبعد مدى.
ويقف خلف الاقتراح بإنشاء سلاح صواريخ فهم بأن التطور التكنولوجي قد جعل إنتاجها أقل كلفة وجعلها أكثر دقة. وصارت تكلفة مثل هذا الصاروخ بضعة عشرات ألوف الشواكل وهي بالتأكيد أقل كلفة من حمل الصواريخ وإطلاقها عبر الطائرات. وباتت دقة الصواريخ الحديثة من هذا النوع تبلغ عشرة أمتار فقط ويمكن استخدامها في المناطق القليلة السكان.
وبحسب النظرية القتالية الجديدة فإن بوسع الصواريخ أن تشكل عنصراً تمهيدياً في المراحل الأولى من القتال التي يمكن أن تكون فيها قواعد سلاح الجو الإسرائيلي معرّضة للضرب من جانب صواريخ معادية.
ومعروف أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تنتج صواريخ كهذه موجهة بنظام GPS وأنظمة أخرى يصعب التشويش عليها وتقوم ببيعها للعديد من الدول. ويتوقع أن ينال الجيش صواريخ لمدى 40 كيلومتراً بسرعة فيما سيتأخر حصوله على صواريخ 150 كيلومتراً، ومع ذلك فإن خطة التسلح الصاروخي هذه هي للعام المالي 2014-2015. ومن المتوقع أن يشهد إنتاج هذه الصواريخ منافسة بين كبريات شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد