رجل أمريكا الخارق زلماي خليل زاده
الجمل: زلماي خليل زاده، كما يعرفه الجميع حالياً، هو أحد عناصر دائرة واشنطن المختصة بسياسات الشرقين الأوسط والأدنى.. ويقول ملفه الشخصي بانتماءاته الآتية:
• عضو معهد مشروع القرن الأمريكي الجديد، وهو من المؤسسين لمشروع القرن الأمريكي الجديد، وقد وقع على بيان إعلان المبادئ، وشارك بفعالية في إعداد تقرير إعادة بناء الدفاعات الأمريكية الذي يمثل مانيفستو حركة المحافظين الجدد.
• عضو لجنة أصدقاء أفغانستان، وقد عمل من خلال هذه اللجنة بمثابة حلقة الوصل بين وكالة المخابرات الأمريكية وحركات المجاهدين الأفغان، وذلك خلال فترة الحرب ضد السوفييت.
• عضو مؤسسة الرائد، ويعمل فيها بوظيفة كبير باحثين في المجال السياسي.
• عضو لجنة تقرير القانون الانتقالي الذي يقوم بإعداده المحافظون الجدد.
• أما الوظائف التي تقلدها زلماي خليل زاده، فهي:
• سفير أمريكا لدى أفغانستان، وقد عينه لهذا المنصب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، في أيلول عام 2003م. خلال فترة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان.
• مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لأفغانستان، وقد عينه بوش في هذا المنصب بعد أن تم نقله من العمل كسفير لأمريكا في أفغانستان.
• سفير أمريكي فوق العادة للعراق، وقد نص القرار الذي أصدره الرئيس بوش على أن زلماي خليل زاده سوف يكون مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للعراقيين الأحرار.
• مجلس الأمن القومي الأمريكي: وتولى فيه زلماي خليل زاده وظيفة مدير شؤون الخليج، وجنوب غرب آسيا، وبعض الأقاليم الأخرى.
• وزارة الخارجية الأمريكية: وعمل فيها عضواً بمجلس التخطيط منذ فترة الرئيس ريغان.
تلقى زلماي خليل زاده تعليمه الجامعي في الجامعة الأمريكية ببيروت حيث حصل على درجة البكالوريوس والماجستير.. ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعة شيكاغو حيث حصل على درجة الدكتوراه.
يتميز زلماي خليل زاده بروابطه الوثيقة، والمتعددة، والمثيرة للجدل، مع كل من الجهات الآتية:
- الحركات الإسلامية المتطرفة في منطقة جنوب آسيا وبالذات في الهند، وكشمير، وأفغانستان.
- الشركات النفطية العملاقة، وبالذات شركة هالبيرتون (التابعة لديك تشيني نائب الرئيس بوش)، إضافة إلى عمله كمحلل في شركة أتوكال النفطية البريطانية.
- تربطه علاقة وثيقة بحركة طالبان.
- له روابط قوية مع الحركات الإسلامية الناشطة في منطقة آسيا الوسطي والقفقاس.
ولد زلماي خليل زاده بمدينة مزار الشريف التي تقع في أفغانستان على بعد 70 ميلاً جنوب حدود الاتحاد السوفييتي السابق، وعندما كان صغيراً انتقلت أسرته إلى العاصمة كابول، حيث كان والده الذي ينتمي إلى قبيلة الباشتون الأفغانية الإسلامية المتشددة، يعمل متعاوناً مع النظام الملكي الأفغاني آنذاك، وقد التحق زلماي خليل زاده بإحدى مدارس تعليم اللغة الانكليزية الأولى لأمريكا ضمن برنامج تبادل الزيارات الطلابية الذي كانت تقوم بتنظيمه (لجنة خدمة أصدقاء أمريكا).. وعاد زلماي بعد زيارته هذه إلى أفغانستان لإكمال دراسته، ثم التحق بعد ذلك لإكمال دراسته الجامعية مستفيداً من الـ(منحة) التي حصل عليها من الجامعة الأمريكية في بيروت، وبعد حصوله على البكالوريوس والماجستير حصل على «منحة» الدكتوراه بجامعة شيكاغو الأمريكية –والتي تشتهر من بين الجامعات الأمريكية بسيطرة اليهود عليها- وقد وجد زلماي خليل زاده نفسه من بين طلاب البروفسير اليهودي الصهيوني الشهير (ليوشتراوس) جنباً إلى جنب مع بول وولفوفيتز.. وغيره، وتزوج من اليهودية شيريل بينارد، والتي تهتم بكتابة القصص والروايات.
وفي عام 1980 عمل زلماي جنباً إلى جنب مع زيبغنيو بريزينسكي (المفكر اليهودي ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق) بجامعة كولومبيا.
يتبنى زلماي زاده التوجهات الصقورية الأكثر تشدداً في السياسة الأمريكية، وذلك شانه شأن أبناء أقليات العالم الثالث، المقيمين في أمريكا والذي يحصلون على الجنسية الأمريكية، ومن ثم يصبحون (ملكيون أكثر من الملك..).
حالياً يعتبر المحللون والمراقبون، زلماي خليل زاده، ليس السفير الأمريكي رفيع المستوى في العراق، وإنما حامل حقيبة أجندة جماعة المحافظين الجدد في الشرقين الأوسط والأدنى.. ومن أبرز إنجازات زلماي خليل زاده في أفغانستان خلال الفترة السابقة، قيامه بوضع وتطبيق استراتيجية من ستة خطوات لتحويل أفغانستان، تضمنت الآتي:
- تغيير توازن القوى داخل أفغانستان عن طريق توجيه الدعم الأمريكي للقوى الأفغانية المناهضة لحركة طالبان.
- معارضة ومناهضة أيديولوجية طالبان عن طريق دعم إذاعة راديو أمريكا الناطقة باللغات واللهجات الأفغانية مثل الباشتونية وغيرها.
- دعم اللاجئين الفارين من طالبان.
- دعم أسر ضحايا نظام طالبان.
- إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة التدخل العسكري واحتلال أفغانستان، منذ فترة ما قبل أحداث الحادي عشر من أيلول.
توثقت علاقة خليل زاده بديك تشيني منذ أيام إدارة كلنتون، الأمر الذي دفع تشيني إلى دعمه لينال رئاسة الفريق الذي كونه بوش لاحقاً لإجراء التغييرات والتعديلات في البنتاغون.
حالياً تربط زلماي خليل زاده علاقات وثيقة بالإسرائيليين وبالذات شاؤول موفاز رئيس الأركان الإسرائيلي السابق.
خلال فترة وجود زلماي خليل زاده في بيروت والتي امتدت لأكثر من ستة سنوات أصبح يعرف الكثير عن شؤون سوريا ولبنان، وقد لعب دوراً كبيراً في إثارة التوترات والصراعات بين الدروز والمسلمين.. ويُقال: انه له علاقات وثيقة بالزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط، وحالياً تقول التقارير: إن زلماي خليل زاده برغم تقلده لمنصب سفير أمريكي فوق العادة في العراق، إلا أنه يضع عينيه على سوريا أكثر من العراق.
وآخر تصريحاته الحالية تتعلق باتهامه لسوريا بأنها تقف وراء (فرق الموت العراقية)، كذلك يُقال: إن بناء الجدار الفاصل بين السعودية والعراق، والجدار الفاصل بين سوريا والعراق، ومشروع فيدراليات تقسيم العراق، هي من بنات أفكاره، إضافة إلى أنه يعمل حالياً بجد واجتهاد من دعم الميليشيات الإيرانية المعارضة لطهران.. ويبذل قصارى جهده من أجل تنفيذ الضربة العسكرية ضد طهران، كذلك يُقال: إنه أشرف على وضع مخطط قيام الحكومة الباكستانية بشن الحملات الدامية ضد سكان إقليمي وزيرستان وبلوشتان الواقعين في مناطق القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية، وأيضاً يُقال بأنه صاحب فكرة أن تضغط الإدارة الأمريكية على الحكومات الحليفة لها في بعض البلدان العربية والإسلامية من أجل إرسال قواتها لتقاتل بجانب القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان.
وحالياً ينسق زلماي خليل زاده بين الأمريكيين والإسرائيليين في عملية بناء تحالف عربي معارض لإيران.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد